فاطمة قنديل: فوزي بجائزة نجيب محفوظ هدية الشعر لي

الكاتبة والشاعرة المصرية عدتها رداً على رسالة أرسلتها له وهي في عمر 14 عاماً

الكاتبة فاطمة قنديل
الكاتبة فاطمة قنديل
TT

فاطمة قنديل: فوزي بجائزة نجيب محفوظ هدية الشعر لي

الكاتبة فاطمة قنديل
الكاتبة فاطمة قنديل

حصلت الشاعرة والكاتبة المصرية د. فاطمة قنديل على جائزة «نجيب محفوظ للأدب» لهذا العام من الجامعة الأميركية بالقاهرة عن روايتها «أقفاص فارغة»، وهي الجائزة الأولى في مسيرتها الإبداعية المتميزة التي بدأت في الثمانينيات وأثمرت عدداً من الدواوين الشعرية المهمة؛ منها «صمت قطنة مبتلة»، و«أسئلة معلقة كالذبائح»، و«بيتي له بابان».
هنا حوار معها عن هذه الرواية والجائزة، وعلاقة السرد بالشعر والتنوع بين دروب الإبداع.

> كيف تتأملين لحظة تتويجك بجائزة هي الأولى في عمرك الإبداعي؟
- بهجة كبيرة دون شك؛ لعدة أسباب، فأنا لا أتقدم لجوائز، ولا أحب وضع نفسي في اختبارات، لولا تحمس ناشرتي كرم يوسف التي قامت هي بالتقدم للجائزة بإيمان كبير منها بالعمل.
وسبب آخر أنها جائزة محترمة ليس حولها لغط كبير، وستتيح لعملي فرصة الترجمة، فلقد ترجمت لي أشعار متناثرة هنا وهناك، لكن هذا أول عمل يترجم لي كاملاً. أما السبب الأكبر للسعادة فهو ارتباطها باسم نجيب محفوظ.
> ذكرتِ، خلال تسلمك الجائزة، حكاية عن رسالة أرسلتِها لمحفوظ في مراهقتك قلتِ له فيها إنه فتى أحلامك. حدِّثينا عنها.
- هذا الموقف حدث بالفعل، وشعرت بأنه بحصولي على الجائزة وكأن نجيب محفوظ يردّ على رسالتي، فذكرت تلك القصة كلقطة استعارية، كان عمري 14 عاماً عندما أرسلت له تلك الرسالة، وكان وقتها يُعرض فيلم «خلي بالك من زوزو» حيث كان حسين فهمي فتى أحلام البنات، في حين كان نجيب محفوظ هو فتى أحلامي، وبدأت، في هذا الوقت، أشعر بأن هناك مسافة بين أحلامي وأحلام الفتيات من سنِّي، أما ما يتعلق بـ«أقفاص فارغة» فقد كان بها ثيمات وإحالات من «بداية ونهاية»، بما في ذلك شخصية «نفسية»، ومقاومة العائلة، ونموذج الأخ، وهناك إحالة صريحة في مشهد يجمع الأم والابن في الرواية فتقول له إنه يُذكرها بحسانين في «بداية ونهاية». وفي الرواية كذلك أصداء من «زهرة» في «ميرامار» البطلة التي كانت تقاوم الظروف من خلال التعلم وليس التطلع الطبقي بمفهومه المادي.
أودّ هنا الإشارة أيضاً إلى الدهشة الكبيرة التي تلقّاها جيلي عندما أصدر محفوظ «أصداء السيرة الذاتية»، ففي الوقت الذي كان الجيل منهمكاً في التنظير لقصيدة النثر، طرح محفوظ هذا النص دون تنظير، وكأنه يكتب في صلب قصيدة النثر نفسها.
> تنحازين لفكرة النص المفتوح في الكتابة، وتجلَّى في عملك الروائي.
- هذا أسلوب الكتابة الذي أحبه، أستغرب كثيراً ممن يقول إنني انتقلت من الشعر للرواية، والحقيقة أنني لم أنتقل من مكان لآخر، في ديوان «أسئلة معلقة كالذبائح» مثلاً قدمت نصوصاً سردية طويلة، فأنا مؤمنة بأن مزاج النص هو ما يفرض شكله.
فالمشهد الافتتاحي للرواية «علبة شوكلاتة صدئت للأسف» كان في الأصل قصيدة، ثم حدث أن قادتني العلبة لذكريات متشعبة فكان شكل النص الروائي.
ولستُ وحدي بين جيلي مَن تنوَّع شكلُ إنتاجه الأدبي، لكن يزعجني من يقول إنني تركت الشعر وكتبت رواية لأن الرواية تحصد جوائز، وهذا موقف غريب، فحتى عندما أطلق أستاذي الدكتور جابر عصفور مصطلح «زمن الرواية» أطلقه في سياق مختلف وبشكل بنيوي، باعتبار أن الرواية هي العنصر المهيمن والأكثر انتشاراً وليس الأعلى قيمة. أنا شخص حر ولا أكتب وفقاً لقوانين السوق.
> لكن مفارقات الشعر حاضرة في أسلوب الكتابة هنا ولغتها.
- نعم، بداية من المقاطع القصيرة للسرد المتصل للرواية، وأتصور أن «أقفاص فارغة» هدية الشعر نفسه، كان لا يمكن أن تُكتب لولا تعلمي الطويل كيفية تصفية لغتي، وهو ما تعلمته على مدار سنوات طويلة من كتابة الشعر.
> تُكرر بطلة الرواية أن ذاكرتها مثقوبة، فيما تغرق في تفاصيل بالغة الدقة. كيف أدرتِ لعبة الذاكرة هنا؟
- طالما كان أصدقائي يصفونني بأنني ضعيفة الملاحظة وبلا ذاكرة، وبدأت أنتبه إلى أنها كانت لعبة نفسية دفاعية قمت بها دون وعي على مدار حياتي، فالذكريات كانت موجودة، وكنت فقط أغلق عليها باباً، وبمجرد أن فتحت الباب، وجدتني أمام ذاكرة مرتبة ومنظمة وحديدية، هذا ما كشفه النص.
> هل تنتظر الذاكرة من يفتح لها الباب؟
- أظن ذلك، نعم، فأنا في هذه الرواية لم أجد التذكر صعباً ولا التفاصيل، ربما استدعاء المشاعر هو الأثقل، بل كانت هناك مشاهد مؤلمة كمرض الأم، ومشاهد أخرى ربما يمر عليها القارئ بشكل عابر، كانت دموعي تسقط وأنا أستدعيها لفرط بساطتها، كمشهد في الطفولة وأنا أتمنى أن أشتري دراجة، بكيت كطفلة كبتت شعورها طويلاً، هذا كله فاجأني، تحديداً ما يتعلق بأجواء الطفولة.
> هل تحتاج الكتابة الاعترافية للتحرر من تلك الحيل الدفاعية؟
- بالتأكيد، وكذلك عامل التقدم في العمر، فالسن تعطي الكاتب جرأة كبيرة، ربما لو كنت في الأربعين أو الخمسين ما كنت قد جرؤت أن أكتب هذه الرواية، فقد كنت أريد الكتابة عن تجربة مرض الأم لكن لم أكن أجرؤ، ربما كتبتها في نص شعري على استحياء مختبئة وراء استعارات، كان من المستحيل الاقتراب منها بهذا الاسترسال كما فعلت في الرواية.
كتابة تلك الرواية كانت مغامرة بالنسبة لي، كان لها، من وجهة نظري، مصيران؛ الأول أن أكتبها وأخرج متعافية، أو أن أغرق داخلها وأكتئب، وما حدث أنني خرجت متعافية، وكتبتها في وقت قياسيّ وهو شهران ونصف الشهر بالضبط، بلا شطب تقريباً، كأنني كنت أتملى النص، ربما مررت بإحباط مع الفصل الأخير وشعرت بأنني تعثرت، لكن المفارقة أنني أعدت كتابته وانتهيت من الرواية في يوم عيد ميلادي الذي هو نفس يوم وفاة أمي، أنهيت كتابتها وأنا أستقبل يوم ميلاد جديد.
> في الرواية تظهر ملامح الإرث على صورة خصلة شعر الجدة، وطاقم أسنان الأم، وكأننا نئول بعد الموت لأشياء؟
- تلك الأشياء هي الذاكرة الوحيدة الموثوق بها، ما تركه الراحلون، فمن المؤكد أنهم كانوا هناك، لكن الحكايات بها قدر كبير من الخيال الذي خرج على لسان رواة، أو تأويلي الشخصي، هذا اللعب بين المادي المحتوم وبين ألاعيب الذاكرة غير الدقيقة.
> للرواية عنوان فرعي هو «ما لم تكتبه فاطمة قنديل». صنع التباساً بين السيرة وشكل الرواية.
- عنوان «ما لم تكتبه فاطمة قنديل» كان عنواناً مراوغاً بالأساس، أردت أن أقول به ما لم تكتبه «شِعراً»، فهي ليست سيرة بمعناها الصرف، وإلا كنت قد تركت الأسماء والأحداث بها واقعية بشكل كامل، فأقرب تعبير نقدي لها هو أنها رواية «سيريّة» وكان أكبر ما يشغلني في كتابتها هو استخدامي لغة عارية في كتابتها، ففي الشعر أستطيع الاختباء وراء استعارات، أما هنا فكان مقصوداً تماماً أنني لا أريد الاختباء، فدائماً ما كان يشغلني سؤال: هل ما اعتبرته أنا حقيقياً، هو حقيقي بالفعل؟ أحياناً كنت أتذكر حدثاً ثم ينقطع استرسال الذاكرة فجأة، فهنا يأتي التخييل، وهناك شخصيات واقعية، ولكنها ظهرت بشكل طفيف في ذاكرتي، فمنحتها خيطاً روائياً. نحن لا نكتب حكايات، نحن نكتب أدباً، وإلا تحوّل لاعترافات مبتذلة.
> هل أردتِ الاختباء وراء الخيال الروائي؟
- لا أخاف في الكتابة، الأدب الاعترافي موجود في شعري، وأنا كائن اعترافي وأحكي تجربتي في الشعر، الخيال يسدُّ كثيراً من فجوات الواقع، كنت أكتب نصاً بشروط الفن واللغة. أتذكّر الآن «آني أرنو» التي سعدتُ جداً بحصولها على جائزة نوبل، وهي تكتب الأدب الاعترافي الذي أحبُّه، عرفتُ آني في التسعينيات عندما ترجمت لها أمينة رشيد وهدى حسين، شعرت بأنني وقعت على كنز، وعندما كتبت «أقفاص فارغة» كان في ذهني «البحث عن الزمن الضائع» لبروست، و«الاعترافات» لجان جاك روسو، التي تربّينا عليها، و«أوراق العمر» للويس عوض، و«الباب المفتوح» للطيفة الزيات، و«الأيام» لطه حسين.
> تبدو الأحلام والانكسارات في الرواية وكأن أفراد العائلة يتسلمون خيوطها. هل كان حلم الكتابة هو حلم الأم نفسه كما ظهر في الرواية؟
- على مستوى الواقع، كانت أمي تقوم بمصاحبتي في الندوات وبروفات المسرح، كانت قارئتي الأولى ومثقفة جداً، وحريصة على لملمة قصائدي وأرشفتها، كانت كاتبة بالفعل ونشرت باسم مستعار، لا أتذكر الظروف الأسرية لهذا القرار، ومع الوقت لم تواصل الكتابة وانكسر هذا الحلم لديها، فعندما تجد ابنتها لديها الاستعداد المبكر للكتابة، يكون أقرب لانتشال حلمها الشخصي من جديد من خلال تبنِّي حلم ابنتها، لذلك فإن وفاتها كان وفاة صديقي الوحيد في العالم.
> كيف تصفين علاقتكِ بالقطط التي تسود حياتكِ وسردك؟
- القطط تلعب دوراً كبيراً في حياتي ولا أستطيع العيش دونها، قديماً سمعت أن القطط هي بشر مروّا في حياتنا، وأن تأملهم قد يخبرنا عن هؤلاء الذين مرّوا، القطط تشبهني كثيراً فهي صعب السيطرة عليها، لا يتم ترويضها فهي كائن مستقل، ومختبئ، يُحب صاحبه لكنه قادر على وضع مسافات، عندما أقوم بتربيتها تصبح شبهي أكثر، وتفهمني كثيراً وأعتبر قطتي ملاكي الحارس، التي بيني وبينها علاقة نديّة بالدرجة الأولى.
> هل تُولين النص الروائي اهتماماً خلال الفترة المقبلة بعد نجاح «أقفاص فارغة»؟
- ليس بالضرورة، أشعر في الوقت الحالي بعد هذه الجائزة بأنني مرتبكة، وأشعر كذلك برغبة في الاختباء، للعمل والمذاكرة وفتح طريق جديد، أريد أن أعزل نفسي عن كثير من المؤثرات التي يمكنها أن تؤثر عليّ، فربما لا أكتب شيئاً جديداً، الكتابة لديّ تتوقف على رغبتي في أن أكتب ما أريد. وأخشى أن تُقيَّم أعمالي التالية قياساً على نجاح «أقفاص فارغة»، وهذا سيكون ظلماً للعمل الجديد. فالكتابة لديّ في حد ذاتها مسعى للحفاظ على ذاتي من التدمير الذي قد يسببه عدم الكتابة، فأنا أحمي نفسي بالكتابة التي ترتبط لديّ بالرغبة في الحياة نفسها.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

تمخَّض الجبل الأخضر.. فولد ورداً

ورد يساوي وزنه ذهبا... تدر زراعة وتقطير الورد، على 18 عائلة مزارعة في الجبل الأخضر، مبلغاً يزيد على مليون دولار أميركي كل عام. (تصوير: خلفان الصلهمي)
ورد يساوي وزنه ذهبا... تدر زراعة وتقطير الورد، على 18 عائلة مزارعة في الجبل الأخضر، مبلغاً يزيد على مليون دولار أميركي كل عام. (تصوير: خلفان الصلهمي)
TT

تمخَّض الجبل الأخضر.. فولد ورداً

ورد يساوي وزنه ذهبا... تدر زراعة وتقطير الورد، على 18 عائلة مزارعة في الجبل الأخضر، مبلغاً يزيد على مليون دولار أميركي كل عام. (تصوير: خلفان الصلهمي)
ورد يساوي وزنه ذهبا... تدر زراعة وتقطير الورد، على 18 عائلة مزارعة في الجبل الأخضر، مبلغاً يزيد على مليون دولار أميركي كل عام. (تصوير: خلفان الصلهمي)

مع حلول بشائر الربيع من كل عام، تتحول قرى العين والشريجة وسيق والقشع، الغافية في ثنايا الجبل الأخضر شديدة الانحدار بسلطنة عُمان، إلى خلية نحل. إذ يخوض أفراد 18 عائلة، توارثت زراعة وجني وتقطير الورد، سباقا مع الزمن لجني المحصول المتفتح حديثا بألوانه المبهجة، من أغصان زهاء 5000 شجيرة تصطف بعناية وكثافة فوق مساحة محدودة من الأرض لا تتعدى العشرة أفدنة، قبل نهاية النصف الأول من شهر مايو.

منذ خيوط الفجر الأولى يتجه سكان القرى الأربع إلى المزارع فيعمدون إلى قطف الورد على مدار الساعة في مناوبات لا تقطعها إلا استراحات محدودة.

يتجه سكان القرى الأربع، مع خيوط الفجر الأولى إلى المزارع، فيعمدون إلى قطف الورد على مدار الساعة في مناوبات لا تقطعها سوى استراحات محدودة، بحيث تراهم يجنون المحصول صباحا من أحد البساتين، ومن آخر في المساء. ويتعاون كل أفراد الأسرة الواحدة في قطف الورد بما فيهم الأطفال والنساء والمسنون، في عملية تعاونية رائعة طوال فترة الموسم.

لا تخفي هذه الصغيرة، خجلها من عدسة الكاميرا، وفرحة مشاركة عائلتها في جني محصول الورد في تقليد يعود إلى مئات السنين وتتوارثه الأجيال أبا عن جد.

لاحقاً يتم نقل الورد المقطوف حديثا إلى مراكز التقطير، عن طريق وضعها في قطعة قماش أو وشاح أو سلة من القش، وغالبًا ما يتم حملها على رؤوس جامعي المحصول.

يُجمع المحصول في قطعة قماش أو وشاح أو حتى سلة قش مثلما يظهر في هذه اللقطة، وغالبًا ما يتم حملها لاحقا على رؤوس جامعي المحصول قبل تنقل إلى مراكز التقطير

تُعد زراعة الورد في الجبل الأخضر عملية اقتصادية بامتياز، ذلك أنها تمثل أهمية كبيرة للأهالي بوصفها مصدراً رئيسياً للدخل. فكل فدان مزروع بشجيرات الورد ينتج عنه، بعد التقطير، زهاء 4000 آلاف لتر من ماء الورد يصل عائدها المالي زهاء 40 ألف ريال عماني (الريال العماني الواحد يساوي 2.6 دولار أميركي)، أي ما يتجاوز 100 ألف دولار أميركي للفدان الواحد.

وتقطير الورد من المهن العريقة في الجبل الأخضر، فقد امتهنها الأجداد وتحولت إلى حرفة ذات طابع خاص، حتى بات «ماء ورد الجبل الأخضر» علامة تجارية شهيرة ومنتجاً ينال إعجاب الذواقة من الحريصين على استهلاكه.

لا تستثني عملية جني المحصول أحدا من سكان القرى الأربع، بما في ذلك كبار السن الذين يشتركون بهمة مثلهم مثل الشباب والصغار.

ولا تقتصر العائدات المالية على ما يتحصل عليه المزارعون جراء بيع ماء الورد؛ إذ يجتذب موسم الحصاد الزوار المحليين والسياح الأجانب المتعطشين للتمتع ببهاء الطبيعة الربيعية خلال موسم التفتح، والاطلاع على العادات الاجتماعية المصاحبة لجمع المحصول، والتعرف إلى الطريقة التقليدية في تقطير ماء الورد. ولهذه الغاية تحرص منتجعات وفنادق الجبل الأخضر على إدراج زيارة المزارع ومعامل ماء الورد ضمن برامجها؛ حيث يرافق الأفواج السياحية مرشد من أهالي الجبل. وتتراوح رسوم الرحلات ما بين خمسة ريالات عمانية (13 دولارا) إلى 30 ريالا للشخص الواحد، ما يشكل مصدر دخل إضافي لأهالي القرى.

من ناحيتها، ترتب الشركات المنتجة للعطور جولات لوكلائها الدوليين، لتوضيح استدامة مصادر المواد الداخلة في صنع منتجاتها العطرية، وتشتمل هذه الجولات رياضة التسلق والمشي لمسافات طويلة، وكذلك قطف الورد، وزيارة مصنع التقطير المحلي الذي تتعامل معه وصولا إلى شراء المنتج مباشرة من المعمل.

تستريح هذه الفتاة قرب سلال الورد التي جمعتها من الشجيرات، لدى إحدى غرف المبنى القديم الذي يضم مرجل غلي الورد.

وإلى جانب موسم جني الورد الربيعي، يعتمد مزارعو هذه القرى على محاصيل شجرية وفيرة أخرى، مثل الزيتون والعنب والتين والمشمش والكمثرى والتفاح والدراق والرمان والجوز. لكن يبقى لموسم جني الورد نكهته الخاصة لدى سكان القرى، وتبقى نجمة الموسم «زهرة المحمدي» الوردية الفواحة، المعروفة أيضا باسم «الوردة الدمشقية»، التي تتميز عن شقيقاتها من الورد العماني والبلغاري والسلطاني والجوري.

من السلة إلى المرجل الطيني، تستمر رحلة الورد قبل تحوله إلى ماء، وتبدو الأسطوانات النحاسية التي يتكثف فيها بخار ماء الورد أعلى الفرن الطيني.

تمر عملية إنتاج ماء الورد الجبلي بمراحل عدة؛ إذ يعمد المزارعون في يناير إلى تقليم شجيرات الورد وحراثة الأرض وتسميدها وريّها بشكل جيد إلى أن يحين موسم تفتح الزهور. ثم يتم تجهيز معمل التقطير، وهو عبارة عن مبنى قديم من الطين والحجارة يحوي أواني فخارية تسمى «البرمة»، تتفاوت مساحته حسب مساحة الأرض المزروعة بشجيرات الورد لدى كل مزارع. بعدها توقد النار داخل المعمل وتُغذى بالحطب، ويتم وضع كمية من الورد داخل الأواني، قبل أن تُثبت فوقها أسطوانات نحاسية تعمد إلى جمع ماء الورد المقطر في جوفها بفعل التبخر.

داخل مبنى قديم من الطين والحجارة، يقوم أحد العاملين بوضع أكوام من الورد داخل أواني فخارية تسمى «البرمة»، قبل أن يُثبت فوقها أسطوانة نحاسية مهمتها جمع ماء الورد المقطر.

تستمر عملية التقطير فوق نيران حامية قرابة 4 ساعات، يُجمَع بعدها ماء الورد في أواني فخارية وتُحفظ هناك زهاء 40 يوماً حتى تترسب شوائبها. بعدها يُخزن ماء الورد في وعاء فخاري يسمى «الخرس»، ويقبع فيه ثلاثة أشهر، لينتج عن كل ذلك في النهاية منتج شفاف لا لون له، لكنه ذو رائحة فواحة تماثل رائحة الورد. بعد ذلك يُعبّأ الماء في قوارير زجاجية سعتها 750 مليلترا ليتم تسويقها في الأسواق بأسعار تناهز قيمتها 10 ريالات عمانية (26 دولارا).

يدخل ماء الورد في كثير من الاستخدامات، إذ يضاف إلى بعض المأكولات والمشروبات العُمانية، مثل الحلوى والقهوة والشاي وغيرها، إلى جانب استعماله في التطيّب لتميزه بالرائحة الزكية، كما يُضاف إلى المواد العطرية والتجميلية من قبل الشركات العالمية. ويعرف ماء ورد الجبل الأخضر بجودته ودقة صنعه، نظرا لاتّباع الأسلوب التقليدي، الذي يعده مزاولو هذه المهنة، السرّ وراء الجودة والانتشار الكثيف لهذا المنتج.


دعوات إغلاق مؤسسة «تكوين الفكر العربي» تتصاعد في مصر

أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)
أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)
TT

دعوات إغلاق مؤسسة «تكوين الفكر العربي» تتصاعد في مصر

أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)
أعضاء مؤسسة «تكوين» (حساب فاطمة ناعوت على فيسبوك)

تصاعدت دعوات إغلاق مؤسسة «تكوين الفكر العربي» في مصر، أخيراً، إذ تصدر هاشتاغ «إغلاق_مركز_تكوين#» ترند موقع «إكس»، الأربعاء.

وبينما تعلن مؤسسة «تكوين الفكر العربي» عن استهدافها «إرساء قيم العقل والاستنارة والإصلاح وقبول الآخر والإيمان بمبادئ السلام العالمي بين المجتمعات والثقافات والأديان»، رأى منتقدوها أنها «تستهدف التشكيك في ثوابت دينية وثقافية».

وتضم المؤسسة التي أطلقت مؤتمرها التأسيسي في 4 مايو (أيار) الحالي في المتحف المصري الكبير بالقاهرة، مجموعة من الكتّاب العرب في مجلس أمنائها؛ من بينهم الدكتور يوسف زيدان (مصر)، وفراس السواح (سوريا)، والدكتورة ألفة يوسف (تونس)، والدكتورة نادرة أبي نادر (لبنان)، وإسلام بحيري (مصر)، والكاتب إبراهيم عيسى.

وكان الدكتور عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر، قد تفاعل مع الضجة المثارة بشأن مركز «تكوين»، وكتب عبر صفحته على «فيسبوك»، أخيراً: «تتابع الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء حقيقة ما ينشر عن تكوين كيان للنيل من ثوابت الدين وأخلاقيات وقيم الأمة، وسيتخذ ما يلزم بعد الوقوف على الحقيقة».

ودعا وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، خلال النسخة الثالثة من ملتقى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الأربعاء، إلى «التكاتف شعوباً وحكومات، لمواجهة التيار الجارف الذي يريد أن يَفقد أبناؤنا فيه هويتهم وأن يَتحللوا مِن قيم دينهم، وأن يتنكَّروا لمبادئهِ وقيمه وأخلاقه». وهو ما عدّه البعض تلميحاً للجدل الراهن.

الدكتور يوسف زيدان (حسابه على فيسبوك)

ووصف الوكيل السابق لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور محمود الصاوي، مؤسسة «تكوين» بأنها «محاولة لتشتيت الذهن وإشغال العقل المصري والعربي وهو في خط المواجهة مع العدو الصهيوني بهذه الحوارات الجانبية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المحاولات تم نقضها والرد عليها عشرات المرات قبل ذلك».

في المقابل، دافع كتاب عن المركز، من بينهم فاطمة ناعوت، عضو مؤسسة «تكوين»، التي ترى أن «الذين يهاجمون المؤسسة يقومون بخطوة استباقية»، معتبرة أنه «هجوم غير مسؤول، يأتي نتيجة مواقف شخصية من أطراف بعينها، لكن المؤسسة هدفها الأساسي محاربة التطرف وتكريس القيم الإنسانية وقيم التنوير بشكل عام، والتدين الحقيقي وليس المغرض أو المسيّس»، وفق تعبيرها.

وفجر الإعلان عن تدشين المركز جدلاً واسعاً في مصر، وانقسمت آراء مثقفين حوله ودخلت شخصيات عامة على خط الجدل، من بينهم علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق، الذي قال إن «المشكلة تكمن في أن هذا المركز يضم بعض الأشخاص من أصحاب الأهواء الذين يشككون أساساً في ثوابت دينية».

وعن الصورة التي ظهرت فيها زجاجة قيل إنها لمشروب كحولي وحظيت بكمية كبيرة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت ناعوت أن «هذه الصورة من حفل عشاء في فندق (مينا هاوس) وهو حفل مفتوح لكل نزلاء الفندق من الأجانب وغيرهم، إلا أن المتربصين حاولوا إلصاق هذا الأمر السخيف بضيوف المؤتمر تحديداً بغرض تشويههم»، على حد تعبيرها.

فاطمة ناعوت مع زيدان (حسابها على فيسبوك)

واكتفى الدكتور يوسف زيدان، عضو مجلس أمناء المؤسسة، بالرد على حملة إغلاق «تكوين»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنها «حملة غير موفقة وغير مسؤولة»، مشيراً إلى أنه «سوف يشرح عبر حسابه على (فيسبوك) في بث مباشر بوقت لاحق كل ما يخص الأزمة».


«SRMG» تطلق النسخة الثانية من «تحدّي ليونز للشباب السعودي»

يوفّر التحدي واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم (SRMG)
يوفّر التحدي واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم (SRMG)
TT

«SRMG» تطلق النسخة الثانية من «تحدّي ليونز للشباب السعودي»

يوفّر التحدي واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم (SRMG)
يوفّر التحدي واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم (SRMG)

أطلقت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، الأربعاء، النسخة الثانية من «تحدّي ليونز للشباب السعودي»، الذي يوفّر واحدة من أهمّ المنصّات الإبداعية والفنية في مجال التصميم، وذلك ضمن استراتيجية النموّ والتحوّل الرقمي الرامية إلى دعم الجيل القادم من المبدعين وروّاد التصميم المقيمين في المملكة.

ويتاح التسجيل حتى 13 مايو (أيار) الجاري، أمام مصممي الغرافيك والرسّامين والمبدعين ممن تقلّ أعمارهم عن 30 سنة، ويعملون حالياً في صناعة التسويق والإعلان داخل السعودية، على أن يتقدّموا بوصفهم فريقاً يضمّ شخصين.

وستُعلن متطلّبات المسابقة في 16 مايو، يُمنح بعدها المشاركون 48 ساعة للعمل على التصميم المطلوب، وتسليمه إلى اللجنة المسؤولة عن التقييم، والمؤلّفة من خبراء وكالات الإعلان العالمية الرائدة بالمنطقة.

النسخة الأولى من المسابقة جذبت نخبة من أفضل المصممين والمواهب الفنية الواعدة (الشرق الأوسط)

وسينتقل الفريق الفائز في يونيو (حزيران) المقبل، للمنافسة مع الفرق الإبداعية من جميع أنحاء العالم خلال فعاليات «مهرجان كان ليونز العالمي للإبداع» بمدينة كان الفرنسية، كما ستتاح له فرصة التواصل مع ألمع العقول في صناعة الإعلام العالمية، والتعلّم من أبرز مديري الإبداع العالميين، إضافة إلى حضور جلسات نقاش وورشات عمل ملهمة.

وتأتي هذه النسخة من «تحدّي ليونز للشباب السعودي» استكمالاً للشراكة الاستراتيجية بين المجموعة والمهرجان التي أضحت (SRMG) على أثرها الممثل الرسمي للسعودية في الحدث العالمي.

من جانبه، قال فادي مروة، الرئيس التنفيذي للإبداع في «SRMG»، إن «مستقبل صناعة الإبداع يعتمد على الجيل القادم من صنّاع المحتوى المبدعين القادرين على دفع حدود التميّز والابتكار إلى أقصى مدى»، مضيفاً: «لذلك تتمثل أولويتنا بالمجموعة في توفير المنصّات المناسبة للمواهب الشابة بالسعودية والمنطقة، وتمكينها من خلال منحها الأدوات اللازمة، والتدريب المهني الاختصاصي، والدعم الضروري للنجاح والتميّز».

التسجيل متاح الآن لمصممي الغرافيك والرسّامين والمبدعين ممن تقلّ أعمارهم عن 30 سنة (الشرق الأوسط)

واعتبر مروة أن الشراكة بين المجموعة والمهرجان لتنظيم النسخة الثانية من التحدّي تكرّس هذه الأولوية وتعزّز استراتيجية النموّ والتحوّل، وتابع: «نجاح النسخة الأولى سيحفّز كل المبدعين داخل السعودية، ويحثّهم على المشاركة في نسخة هذا العام»، متطلّعاً لمشاركة الفريق السعودي الفائز مع أفضل وألمع المبدعين الشباب في هذا المهرجان العالمي المرموق في يونيو القادم.

كانت النسخة الأولى من المسابقة قد جذبت نخبة من أفضل المصممين والمواهب الفنية الواعدة، تُوّجت بفوز المصممتين السعوديتين، ريما إبراهيم وشوق عبد الله، اللتين شاركتا في «تحدّي كان ليونز العالمي للشباب» وجاءتا ضمن المراكز السبعة الأولى بين أكثر من 450 مشاركاً.

الفريق الفائز سينافس بـ«تحدّي كان ليونز العالمي للشباب» في مدينة كان الفرنسية (الشرق الأوسط)

وفي عام 2023، شهد «مهرجان كان ليونز» إقبالاً كبيراً وزيادة في عدد المشاركات من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث فازت حملة «اكتشف اللي نفسك فيه» الخاصة بتطبيق «هنقرستيشن» في السعودية بأول جائزة كبرى لها على الإطلاق بهذا الحدث، الأمر الذي شكّل مثالاً آخر على تنامي الإبداع والابتكار في السعودية والمنطقة.

ودعت المجموعة الراغبين بالمشاركة في المسابقة من المواهب السعودية الشابة التسجيل عبر الموقع الإلكتروني.


معرض «رقة الثنائيات» يرصد المتضادات المعقدة عبر الفن المعاصر

جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)
TT

معرض «رقة الثنائيات» يرصد المتضادات المعقدة عبر الفن المعاصر

جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض الذي استقطب عدداً كبيراً من الزوار (الشرق الأوسط)

تحت سقف واحد، اجتمع 7 فنانين لينثروا إبداعاتهم في المتغيرات التي عاشوها، وذلك بعد غياب وترحال كلّ منهم، في معرض «رقة الثنائيات»، محاولين بعفوية اكتشاف الجمال الكامن في رقصة الثنائيات الرقيقة، ومعيدين شيئاً من الذكريات التي جمعت بينهم قبل أن تُبعدهم مشاغل الحياة وهمومها.

من اتجاهات السعودية الأربعة، اتحد الفنانون السبعة، ندى العلي، ومعن العبادي، ونوف الشريف، ورشا صديق، وعبد الله البقمي، وعيدة الزهراني، وأحمد حداد، في «ستوديو شعشعي» بحي جاكس في العاصمة الرياض، ليناقشوا من خلال لوحاتهم التناقضات التي تفرضها البيئة المتغيرة باستمرار، وكيفية إدراك الإنسان لها وسعيه لإيجاد توازن رقيق في لحظات هذا التّحول، في الوقت الذي يتحرّك فيه بوعي في ممرات الحياة المجهولة والمعقدة.

جذب المعرض شرائح مختلفة من المجتمع (الشرق الأوسط)

«رقة الثنائيات»، يستمر حتى نهاية شهر مايو (أيار) الحالي؛ في ظاهره هو معرضٌ واحدٌ يجمع فنانين التقوا بعد غياب، بيد أن مضمونه أبعد من ذلك، فهو إنساني صرف، تتوافق فيه الرؤى وتختلف قراءة ما يُعرض فيه، حيث يسرح الزائر في تأمّل أذواق أعمال الفنانين السبعة وتفاصيلها المختلفة التي تحاكي تجربتهم وتجربة كل إنسان في لوحة ما، ورؤيته لما فيها من تقلبات عصفت أو تعصف به حالياً.

لدى التّجول في أروقة المعرض، ومشاهدة 14 عملاً فنياً، يكتشف الزائر الجمال الكامن في متضادات الكون، ويدرك إيجابيات التّحولات والتغيرات التي تطرأ على الحياة واختلافاتها من موقع إلى آخر. وتشكل لوحات المعرض دعوة للزائرين بمختلف هواجسهم للتأمل في رحلتهم وهم ينحتون مفاهيم عميقة برقّة، من خلال مجموعة من المواد والتقنيات المتنوعة. ولا يفوتك وأنت تسير بين الجَمال أن تعرّج على تجربة مبسّطة لبعض الفنانين تحت مظلة «ستوديو مخطوط» في حي جاكس.

جانب من معرض «رقة الثنائيات» (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، تؤكّد خيرية رفعت القيّمة الفنية، على أهمية المعرض في تجسيده مثالاً حياً للتعاون بين الفنانين بهدف التّعبير عن مفاهيمهم العميقة والمشتركة بينهم، والمستمدة من قصصهم وتجاربهم الإنسانية، التي أدّت إلى إخراج معرض فنيّ مليء بالأعمال المعبّرة والتي تلامس مشاعر الزائر وتؤثر في تجربته وآرائه في هذا الفن المعاصر. وتابعت: «يعرف الفنانون السبعة المشاركون في المعرض بعضهم بعضاً منذ سنوات عدة، رغم وجودهم في مدن مختلفة من السعودية، ولديهم أفكار مشتركة ورغبة ظهرت في المشاركة معاً في معرض جماعي. تواصلوا معي وشاهدت أعمالهم قبل الموافقة على إقامة المعرض، ومن خلال هذه الأعمال وُلدت الفكرة، ليخرج المعرض على هذا النحو الذي كان التعاون سبب نجاحه».

زائرة تتأمل إحدى اللوحات (الشرق الأوسط)

ولفتت القيّمة الفنية، إلى أن فكرة المعرض راودتهم جميعاً، خصوصاً أن اللوحات تتحدث عن الصرعات الداخلية التي تولد بعد مرور الإنسان بمراحل انتقالية، لتتكوّن وتتبلور من قلب هذه الصراعات، مشاعر مختلطة ومتضاربة. وقد عبّر الفنانون السبعة عن هذا الأمر لبعضهم في وقت سابق، وهذا التعبير ساهم في إخراج هذه المشاعر التي جسّدت جماليات واضحة للعيان في لوحاتهم».

وتستطرد خيرية رفعت قائلة: «أعتقد أنها أفضل طريقة لإقامة معرض يريد الفنان أن يعبّر من خلاله عمّا في داخله من مشاعر، ومن ثمّ يبحث عن فنانين آخرين يحملون المشاعر نفسها تلك المفعمة بالإنسانية، لتكون لها التأثيرين المباشر والكبير على المتلقّي، خصوصاً لما يتميّز به المعرض من تجربة إنسانية مشتركة، وصداقة متينة تجمع بين الفنانين».

تأملات لفهم اللوحة وأبعادها (الشرق الأوسط)

ولا بدّ من الإشارة إلى أن الفنانين السبعة لم يهتموا قط لدى تحضيراتهم للمعرض بكم الأعمال الشخصية المشاركة بقدر اهتمامهم بقيمة الفكرة التي تحملها. فكلُّ لوحة هي حالة خاصة لكلّ فنان، وفق خيرية رفعت، التي تقول: «على الرغم من تقيّد المعرض بالمساحة المتاحة له، فإن كلّ فنانٍ عرض ما يجول في داخله بلوحة تعبّر عن المضمون»؛ موضحة أنّ «المعارض الفردية هي تجربة فنان يتحدث فيها عن شعور أو فكرة محدّدة، بخلاف المعارض الجماعية التي يُشاهَد فيها الموضوع من زوايا مختلفة حتى وإن كان المعرض قائماً على فكرة واحدة، إلا أنك تستطيع رصد الجوانب المختلفة في كل لوحة، وهذا ما يميز المعارض الجماعية، وإن كان لكل معرض أثره على المجتمع».

لوحة لأحد الفنانين المشاركين في المعرض (الشرق الأوسط)

ورغم التحديات التي تواجه الفن التشكيلي، تؤكد خيرية رفعت، أن محبّي الفن وهواته ما زالوا يهتمون وبشكل كبير بالمعاصر منه، مشدّدة على أن الفجوة التي كانت موجودة في وقت سابق، بدأت بالتلاشي، وهذا بالفعل ما رصده معرض «رقة الثنائيات» مع توافد أعداد كبيرة من الزائرين ليس فقط من المهتمين بالفن التشكيلي بل غير المهتمين به أيضاً، بغية التّعرف به عن قرب وفهمه، لافتةً إلى أهمية توقيت المعرض وأيام العرض، التي تُساعد أيضاً في نشر هذا الفن وتستقطب أكبر عددٍ ممكن من الزائرين من مختلف شرائح المجتمع.


شاعر مصري يتهم هاني شاكر بـ«سرقة» كلمات أغنية 

الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
TT

شاعر مصري يتهم هاني شاكر بـ«سرقة» كلمات أغنية 

الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)
الفنان المصري هاني شاكر (حسابه على «فيسبوك»)

أثار اتهام الشاعر المصري هاني عبد الموجود للفنان هاني شاكر وآخرين بـ«سرقة كلمات أغنية (رحماكي) التي طرحها شاكر عام 2009 ضمن ألبوم (حبيب حياتي)» ضجة في مصر.

وحقّقت الأغنية نحو نصف مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب»، وهي من إنتاج شركة «عالم الفن» للمنتج المصري محسن جابر، وكلمات الشاعر محمد بن عبود العمودي، وألحان محمد ضياء الدين.

وتقدم وكيل الشاعر هاني عبد الموجود ببلاغه ضد الفنان هاني شاكر وآخرين، يتهمهم بـ«الاستيلاء على كلمات أغنية (رحماكي)»، وأخطرت النيابة المختصة للتحقيق.

وردّ الفنان المصري هاني شاكر على هذه الاتهامات، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن صاحب البلاغ يهدف إلى الشهرة على حساب الآخرين»، متسائلاً: «الأغنية تم طرحها منذ أكثر من 15 عاماً، فلماذا تذكر عبد الموجود أنها سرقت منه بعد كل هذه السنوات، ولم يتخذ إجراء حينها؟»، مؤكداً «أن تجاهله لهذه الاتهامات هو الحل الأمثل».

وتعليقاً على البلاغ، أكد الدكتور محمد عبد الله، المتحدث الإعلامي لنقابة المهن الموسيقية بمصر، أن ما حدث هو شأن قضائي بحت، وليس للنقابة دخل به. وأوضح عبد الله لـ«الشرق الأوسط» أن نقابة الموسيقيين كذلك ليست طرفاً في النزاع القائم بين الشاعر المصري صاحب البلاغ وصناع أغنية «رحماكي»، بل الاختصاص أمام المحكمة الاقتصادية وهي المنوطة بالنظر في هذا النزاع.

وكان الفنان هاني شاكر قد افتتح نهاية أبريل (نيسان) الماضي حفلات الربيع على خشبة المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، وقدّم قائمة منوعة من أغنياته القديمة والحديثة، من بينها «كل ليلة»، و«لو رحت بعيد»، و«يا ريتني»، و«نسيانك صعب أكيد»، و«لسه بتسألي»، و«دعوة فرح»، و«مع قلبك»، و«أنت معايا»، بجانب تقديمه أغنيات للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.

شاكر فضّل تجاهل الاتهام (حسابه على «فيسبوك»)

كما طرح هاني شاكر أخيراً دعاء بعنوان «حلمت»، عبر قناته بموقع «يوتيوب»، كلمات محمد حجازي وألحان حاتم عزت وتوزيع ميدو عاطف، بالإضافة إلى أحدث أعماله الغنائية التي طرحها أيضاً منذ عدة أشهر بعنوان «انسي اللي خان»، من كلمات بهاء الدين محمد، وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع موسيقي أحمد عادل.

وتعدّ اتهامات سرقة الأغاني أمراً معتاد التكرار في مصر، فقد أثار اتهام الشاعر المصري عادل صابر للفنان أكرم حسني، كاتب وملحن أغنية محمد منير الجديدة «لِلّي»، بسرقة كلماتها من أحد مؤلفاته الشعرية التي كان كتبها منذ فترة، ضجة واسعة في مصر.

كما اعتذر المطرب الشاب محمود المنسي، للفنان أكرم حسني، على اتهامه بـ«سرقة لحن الأغنية ذاتها»، وقال المنسي، في مقطع فيديو عبر حسابه على «فيسبوك»، إنه شعر بـ«الغيرة الفنية بعدما لاحظ تشابه لحن أغنيته (ولد الهلالية) مع أغنية (للي)، ما جعله يأخذ رأي المتابعين عبر (فيسبوك)».

وأضاف المنسي أنه «بعد عمل مقارنة للنوتتين الموسيقيتين للأغنيتين لوحظ تشابه، وليس تطابق في اللحن، وهنا أدرك أنه أساء التقدير للموقف».

وقال ملحن أغنية «رحماكي» محمد ضياء، في تصريحات صحافية، إن «كلمات الأغنية تعود للشاعر السعودي محمد بن عبود بن علي العمودي، حيث نشرت في ديوان شعري بعنوان (نفحات الورد) عام 2009، وقمت بوضع لحنها وغناها هاني شاكر وقدمها في عدة حفلات، لذلك أرى أن ما يحدث مجرد عبث، ورغبة في الشهرة». وفق تعبيره.


حديش الألمعي... حارس الألحان التراثية في عسير

منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)
منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)
TT

حديش الألمعي... حارس الألحان التراثية في عسير

منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)
منذ 60 عاماً يصطحب حديش الألمعي آلته الموسيقية العتيقة التي ترافقه في حلّه وترحاله (وزارة الثقافة)

ممسكاً بنايه الخشبي، ومعتمراً طوقاً من الورد الذي يجلل هامته، والألوان التي تشع بالحياة من زيّه التراثي، يتنقل حديش خفيفاً بروح شاب بين الأودية والجبال، ويرسل ألحانه في الفضاء، يختار لكل موقف ما يلائمه من لون موسيقي، عند البناء أو العزاء، لإزجاء الوقت أو لتسلية الروح، يرتدي الصوت في كل مقام لونه الخاص وروحه الفريدة. هذا هو ديدن حديش منذ 60 عاماً، فما إن يخيّم الصمت على الجبال حتى يبدأ النفث في جوف آلته هواءً يتفاوت اندفاعه وانقطاعه حسب ما يقتضي اللحن، ليخرج منه تناغم مموسق يبدد صمت الوديان، ويوقظ الحياة في المكان.

أسس حديش في سياق تعلقه بالموروث فرقة «رجال الطيب» للفلكلور الشعبي منذ 30 عاماً (وزارة الثقافة)

الناي أو مزمار المزارع كان مرافقاً لحديش الألمعي منذ طفولته، عندما يسير بين الأودية والشعاب للبحث عن كلأ ومرعى لماشيته، وكان خلال ذلك يقطع أوقات الانتظار بين التأمل في وادٍ من الجبال التي يلفّها الهدوء والسكينة، أو مداعباً هذا العود المجوف ليخرِج منه أنغاماً تكاد أن تتمايل الجبال له طرباً. وفي تنقلاته ورحلاته، يتوشح الألمعي الأزياء التقليدية باعتزاز، ومنها الحزمة والسديرية واللحاف الذي تزينه الألوان الزاهية، والجنبية، و«عصابة» من الريحان، والبعيثران، والورد والنباتات العطرية التي تفوح بعبق الأرض من أعلى هامته. يستذكر حديش في حديثه مع «الشرق الأوسط» أيام صباه، قبل نحو 6 عقود حين كان يسوق ماشيته إلى مورد الماء ليدخل في تحدٍ مع الرعاة المجتمعين حول البئر في نفخ الناي، حيث يتباهى كل منهم بأن ماشيته تعرف نغمة ناي صاحبها وحين يبعث إليها الصوت، تستجيب له وتغذّ سيرها إليه استعداداً للرحيل من المرعى. وتتعدد نغمات الناي حسب ما يقول حديش، فلكل وقت ترنيمة خاصة، عند الصباح، أو في طريق العودة من المرعى أو عند اقتراب المساء، كما هناك نغمة إطراب وأخرى للحرب وتحفيز النفوس، وعند عزف المزمار في لعبة الربخة، وهي فن من الرقص الشعبي يضفي لها طابعاً احتفالياً يضج بالفرح والسرور.

بإصغاء يوجّه حديش الألمعي الأجيال الجديدة للعناية بالموروث (وزارة الثقافة)

متحف وناي

ومثلما اشتهر حديش الألمعي بارتباطه مع آلة المزمار التقليدية، فإنه عُرف أيضاً بكونه وجهة للسياحة التراثية واستقبال الوافدين للتعرف على تفاصيل الحياة الاجتماعية القديمة، من خلال النافذة إلى الماضي التي يفتحها متحفه الشخصي لكل من أراد أن يقف من كثب على الحقب القديمة. وبدأ حديش جمع الأدوات والمقتنيات النادرة التراثية منذ تقاعد عن السلك العسكري وتفرغ للحياة على الطريقة التي لطالما ألِفها وأحبها، وبدأ منذ عام 1418 للهجرة، جمع تلك المقتنيات لإغناء متحفه الشخصي بالتحف والقطع الأثرية القديمة، ويستقبل باستمرار وبصدر رحب ضيوفه للتعرف على التفاصيل التي تكاد تندثر لولا هذا الشغف الذي يملأ قلب وصدر حديش. وفي سياق تعلقه بالموروث وعنايته به أسس حديش قبل 30 عاماً، فرقة «رجال الطيب»، وهي فرقة للفلكلور الشعبي، يقول «أضحت الفرقة التي أسستها عام 1418 للهجرة فرقة عالمية، وهي تبرع في أداء اللون التهامي والطروق التراثية وتظهر بالأزياء التقليدية، وأصبح لها اليوم صدى كبير وواسع وتمثل واحداً من الألوان الوطنية، وقد أسستها حباً في حفظ الموروث وإحياءً له بين الأجيال الناشئة، وكذلك الحال مع المتحف الشخصي الذي تحول قريةً تراثية وسياحية متكاملة».

تتويج الموروث الموسيقي للسعودية

كانت لحظة لافتة، عندما اختلط صوت الناي التقليدي الذي يرسله حديش الألمعي مع آلة الهارمونيكا التي عزف بها باول بيسيفيكو الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى، واشتعل المسرح بالتصفيق لهذا التناغم المبتكر، وكانت أصوات الطرق بأدوات تقليدية تضفي لمسة إطرابية على المشهد. كان حديش الألمعي في لحظة انتشاء وهو يلوّح بآلته التقليدية التي حافظ على صوتها يصدح في المكان، بينما يتزين بملابسه التراثية وروحه التي تثب مع كل ترنيمة، وأدائه العفوي الذي يلامس القلوب.

كانت لحظة لافتة عندما اختلط صوت الناي التقليدي الذي يرسله حديش الألمعي مع آلة الهارمونيكا التي عزف بها باول بيسيفيكو (وزارة الثقافة)

‏هذه اللحظة، كانت لقطة ختام لإحدى جولات مبادرة طروق السعودية، التي أطلقتها هيئة الموسيقى في السعودية لصون الموروث الموسيقي والأدائي وتدوين ألحان التراث السعودي كافة في مناطق السعودية. وكان هذا الحوار الموسيقي والارتباط المبتكر بين العازفين تتويجاً للحظة فنية وموسيقية احتفت بالموروث وأعلت من شأنه في خريطة المستقبل الموسيقي للسعودية.‏


ماذا تعني إعادة عرض «زهايمر» لعادل إمام بدور السينما؟

عادل إمام (حسابه على فيسبوك)
عادل إمام (حسابه على فيسبوك)
TT

ماذا تعني إعادة عرض «زهايمر» لعادل إمام بدور السينما؟

عادل إمام (حسابه على فيسبوك)
عادل إمام (حسابه على فيسبوك)

تعيد دور سينما في مصر والسعودية والإمارات والبحرين، عرض فيلم «زهايمر» باعتباره أحدث أفلام «الزعيم» عادل إمام التي قدمها خلال مسيرته الطويلة، رغم مرور 14 عاماً على عرضه الأول، إذ أعلنت الشركة المنتجة له عرض الفيلم لثلاثة أيام بدءاً من 16 مايو (أيار) الجاري احتفالاً بعيد ميلاد الفنان الكبير الـ84 الذي يوافق 17 من الشهر ذاته.

وقدمت الفنانة المصرية إسعاد يونس منتجة الفيلم التهنئة بمناسبة عيد ميلاد «الزعيم»، مؤكدة عبر بيان أصدرته، أن «الاحتفال بعيد ميلاد الزعيم يعد فخراً لكل صناع السينما المصريين والعرب»، واصفة إياه بأنه «أيقونة وأحد أهم رموز السينما»، مضيفة أنه «كان له الدور الأكبر والتأثير الكبير بأفلامه التي نفتخر بها جميعاً بصفتنا صانعي أفلام»، مشيرة إلى أن «عرض فيلم (زهايمر) مجدداً يمكن الأجيال الجديدة من مشاهدة آخر أعمال الزعيم السينمائية».

وأصدرت الشركة المنتجة بوستراً جديداً للفيلم بصورة البوستر الأصلي نفسها تصدرته جملة: «بمناسبة عيد ميلاد الزعيم عادل إمام يعاد عرض فيلم (زهايمر)»، كما أشارت إلى أنه يأتي في إطار استراتيجية جديدة للشركة يقودها عمر الخواجة المستشار الاستراتيجي للشركة (نجل إسعاد يونس)، وأنه ستتم إقامة احتفال خاص بعيد ميلاد الزعيم بحضور أبطال الفيلم.

عادل إمام (حسابه على فيسبوك)

وعَدّ المخرج عمرو عرفة إعادة عرض الفيلم «فكرة جديدة ملهمة»، موجهاً التحية للفنانة إسعاد يونس صاحبة المبادرة، معرباً عن سعادته بإعادة عرض «زهايمر» مثلما يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتشرف بأن (زهايمر) آخر فيلم صورته للفنان الكبير، وكنت قد أخرجت له قبل ذلك فيلم (السفارة في العمارة)، لكن (زهايمر) تجربة خاصة»، وكشف عرفة أنه «عرضه على الفنان الكبير عام 2004 وظل حبيس الأدراج لديه 5 سنوات، حيث لم يعلن عدم رغبته في تصويره، فيما لم أفكر أنا والمؤلف نادر صلاح الدين والفنانة إسعاد يونس في ممثل بديل».

لقطة من فيلم «زهايمر» (الشركة المنتجة)

ويؤكد عرفة: «ليس هناك بديل لعادل إمام بأي حال»، ويكمل: «ذات يوم وجدته يتصل بي ويقول لي هيا ننفذ (زهايمر)، وقد رأى أن توقيت تصوير وعرض الفيلم مناسبين حيث يظهر فيه جَدّاً لأحفاد».

وتمنى عرفة ألا يكون «زهايمر» آخر أفلام «الزعيم»، متطلعاً لكي يعود بفيلم آخر قريباً.

ووصف عرفة العمل مع إمام بأنه «متعة لا تضاهى»، موضحاً أنه «يجعل من يعملون معه يمرون بتجربة حياتية يتمنون ألا تنتهي، ويشعرون جميعاً بالحزن مع آخر يوم تصوير، وهو شعور يشاركهم به عادل إمام، حيث يحتضن عادل إمام عامل البوفيه قبل المخرج، ويعرف جميع العاملين، وهو أول من يحضر البلاتوه ولا يعتب على من تأخروا، بل يكون ملماً بظروف كل منهم، فتسمعه يسأل أحدهم هل صالحت زوجتك، فهو يسألهم دائماً عن حياتهم قبل التصوير».

عادل إمام مع نيللي كريم في لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وصدر فيلم «زهايمر» عام 2010، وشارك في بطولته إلى جانب إمام كل من سعيد صالح، وأحمد راتب، وإسعاد يونس، ونيللي كريم، وفتحي عبد الوهاب، وأحمد رزق، ولطفي لبيب، ورانيا يوسف، وهو من تأليف نادر صلاح الدين وإخراج عمرو عرفة ووضع موسيقاه عمر خيرت، وجسد الفنان عادل إمام من خلاله شخصية محمود شعيب الذي يواجه مؤامرة ابنيه لإيهامه بأنه مصاب بـ«ألزهايمر» ليتمكنوا من كسب قضيتهم والقيام بالتصرف في أمواله بعد تورطهم في قضايا مالية، ويبدأ الأب إيهامهم بأنه مريض بالفعل وتتوالى المفارقات الكوميدية.

ويرى الناقد خالد محمود أن إعادة عرض الفيلم «بادرة طيبة وفكرة جيدة»، مؤكداً أن «المشهد الذي جمع إمام والراحل سعيد صالح يعد من أهم مشاهد الفيلم الذي ألقى الضوء على هذا المرض وفتح الباب لمناقشته، وقد حقق نجاحاً أكبر بعد عرضه تلفزيونياً على غرار أفلام كلاسيكية عديدة من بينها (باب الحديد) و(بين السماء والأرض)»، مشيراً إلى أن «إعادة عرضه بعد كل هذه السنوات ليست بهدف تحقيق إيرادات في شباك التذاكر، بل بوصفه الفيلم أحد الأعمال الكلاسيكية التي تجد اهتماماً في المهرجانات العالمية ويعاد عرضها في نسخ مرممة حديثاً لتذكير الجمهور بها».

الفنان عادل إمام (حسابه على فيسبوك)

ويلفت محمود إلى أنه كان يتمنى اختيار خمسة أفلام تعكس بصدق مسيرة عادل إمام السينمائية على مدار تاريخه، ومن بينها «الغول، واللعب مع الكبار، وطيور الظلام»، مؤكداً أن فيلم «زهايمر» ليس في مجموعة أفلام القمة لعادل إمام، وأنه اختيار شخصي للفنانة إسعاد يونس قد يمثل لها حنيناً خاصاً كممثلة به ومنتجة له. مختتماً بقوله إن «الاحتفاء بعادل إمام يعد مهماً؛ لمسيرته الفنية الثرية وتأثيره الطاغي على الفن العربي».


نجاح إجراء تكاثر اصطناعي لأسماك مهددة بالانقراض في الصين

نجاح إجراء تكاثر اصطناعي لأسماك مهددة بالانقراض في الصين
TT

نجاح إجراء تكاثر اصطناعي لأسماك مهددة بالانقراض في الصين

نجاح إجراء تكاثر اصطناعي لأسماك مهددة بالانقراض في الصين

قام علماء صينيون بإجراء تكاثر اصطناعي لسمكة تايمن سيتشوان؛ وهي نوع من الأسماك المهددة بالانقراض مدرج على قائمة الحيوانات المحمية الوطنية من الدرجة الأولى.

وقد نجح علماء بأكاديمية سيتشوان للعلوم الزراعية، والأكاديمية الصينية للعلوم السمكية، ومؤسسات أخرى في إنشاء السرب الوحيد المستزرع اصطناعيا لأسماك تايمن سيتشوان في الصين عام 2016، ما وضع الأساس للحفاظ على الموارد الوراثية للأنواع واستعادة أسرابها الطبيعية. وذلك وفق ما ذكرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية.

وفي هذا العام، نجح فريق البحث بإدخال دفعات متعددة من الأسماك الأم للأنواع، ونجت أكثر من 3500 زريعة بعمر الشهرين حتى الآن. ويمثل هذا الإنجاز نمط التكاثر الاصطناعي الكامل لأسماك تايمن سيتشوان.

وفي هذا الاطار، قال دو جيون المسؤول بمعهد مصايد الأسماك بأكاديمية سيتشوان للعلوم الزراعية «إن الباحثين سيواصلون تعزيز استعادة الأسراب البرية للأنواع المذكورة، وإجراء عملية استعادة إيكولوجية لموائلها». مضيفا «أن العلماء الصينيين سيحددون موائل التفريخ المناسبة لإجراء البحوث حول تقنيات التكاثر الطبيعي مع تعزيز تكنولوجيا التكاثر الاصطناعي للأنواع المذكورة من الأسماك».


الطقس الحار يزيد فرص التعرض لمواد مسرطنة داخل السيارات

مقصورة سيارة من الداخل (رويترز)
مقصورة سيارة من الداخل (رويترز)
TT

الطقس الحار يزيد فرص التعرض لمواد مسرطنة داخل السيارات

مقصورة سيارة من الداخل (رويترز)
مقصورة سيارة من الداخل (رويترز)

حذّرت دراسة أميركية من أن الهواء داخل جميع المركبات الشخصية ملوث بمثبطات اللهب الضارة، بما في ذلك المعروفة أو المشتبه في أنها تسبب السرطان.

وأوضح الباحثون أن مثبطات اللهب داخل مقصورة السيارة تُطلق مواد كيميائية ضارة بصحة البشر، ونشرت النتائج، الثلاثاء، بدورية «العلوم والتكنولوجيا البيئية».

ويضيف مصنّعو السيارات هذه المواد الكيميائية إلى «فوم المقاعد» (مادة مستخدمة داخل مقاعد السيارات لتوفير الراحة والدعم عند الجلوس) والمواد الأخرى داخل مقصورة السيارة، للمساعدة على تثبيط اللهب في حال نشوب حريق.

وخلال الدراسة، فحص الفريق الكابينة لـ101 سيارة (موديل 2015 أو أحدث) في الولايات المتحدة، في كل من الصيف والشتاء.

واكتشف الباحثون وجود مثبطات اللهب في كابينة السيارات، إذ تحتوي 99 في المائة من هذه السيارات على ثلاثي الفوسفات (1 - كلورو - 2 - بروبيل)، وهو مثبط للهب يخضع للتحقيق بوصفه مادة مسرطنة محتملة، كما تحتوي معظم السيارات على مثبطات لهبٍ إضافية تُعدّ مواد مسرطنة ومرتبطة بأضرار عصبية وإنجابية.

وجد الباحثون أن الطقس الحار يزيد من تركيزات هذه المواد بسبب تبخّر الغازات من مكونات داخلية مثل «فوم المقاعد»، حيث قد تصل درجة الحرارة داخل السيارة إلى 150 درجة فهرنهايت. كما حلّل الباحثون أيضاً عيّنات من «فوم المقاعد» المأخوذة من 51 سيارة في الدراسة.

وتميل المركبات التي تحتوي على المادة المسرطنة المشتبه بها «فوسفات ثلاثي» في «فوم المقاعد» إلى أن تحتوي على تركيزات أعلى من هذه المادة في الهواء، ما يؤكد أن «فوم المقاعد» يُعدّ مصدراً لانتشار مثبطات اللهب في هواء المقصورة.

وقد أظهرت الدراسات الوبائية أن الطّفل الأميركي يفقد ما بين 3 و5 نقاط في معدل الذكاء نتيجة التعرض لأحد مثبطات اللهب المستخدمة في السيارات والأثاث.

وقدرّت دراسة حديثة أن أولئك الذين لديهم أعلى مستويات من مثبطات اللهب في دمائهم لديهم نحو 4 أضعاف خطر الوفاة بسبب السرطان مقارنة بالأشخاص الذين لديهم أدنى المستويات.

وقالت الدكتورة ريبيكا هون، الباحثة الرئيسية للدراسة في جامعة ديوك الأميركية: «وجد بحثنا أن المكونات الداخلية لمقصورات السيارات تُطلق مواد كيميائية ضارة في الهواء داخل السيارة».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «نظراً لأن السائق العادي يقضي نحو ساعة يومياً في السيارة، فإن هذه المسألة تمثّل مشكلة صحية عامة كبيرة، خصوصاً بالنسبة للسائقين الذين يقطعون مسافات طويلة، وللركاب الأطفال الذين يتنفسون كميات أكبر من الهواء مقارنة بالبالغين».

وأوصى الفريق بتقليل التعرض لمثبطات اللهب من خلال فتح النوافذ والتوقف في أماكن مظلّلة، لكن الأهم هو الحد من إضافة مثبطات اللهب إلى السيارات لمنع مخاطر السرطان وتأثيرها على صحة الأطفال.


محلّ بوظة في ألمانيا لغسل الأموال

البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)
البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)
TT

محلّ بوظة في ألمانيا لغسل الأموال

البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)
البوظة غطاء للتجاوُز (شاترستوك)

وجَّه الادّعاء الألماني اتّهامات إلى 3 أشخاص بالانتماء إلى منظّمة المافيا الإيطالية «ندرانغيتا». وتفيد المزاعم بأنّ أعضاءها استخدموا محلّ بوظة في مدينة زيغن بغرب ألمانيا لغسل الأموال «نيابةً عن عضو رفيع المستوى من (ندرانغيتا) من سان لوكا في كالابريا، لدعم منظّمة المافيا الإجرامية».

ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن الادّعاء في ولاية شمال الراين فيستفاليا، قوله إنّ زعيم المافيا استثمر نحو 400 ألف يورو (430 ألف دولار) في محلّ البوظة.

وأضاف: «في المقابل، يُقال إنّ محلّ البوظة كان يُستخدم لغسل أرباح المخدّرات غير المشروعة الخاصة بمنظّمة (ندرانغيتا)».

إلى ذلك، حُوِّل بعض أرباح تجارة البوظة اليومية إلى أعضاء آخرين في «ندرانغيتا» بإيطاليا.

وتَعدُّ السلطات في إيطاليا زعيم المافيا «شخصية قيادية في تجارة الكوكايين الدولية»، وفق الادّعاء في مدينة دوسلدورف.