أخبار السودان

شهر على اغتيال شيرين أبو عاقلة.. التحقيق يتقدم “ببطء”

مرّ شهر على قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسلة الجزيرة الزميلة شيرين أبو عاقلة، أثناء أداء عملها بالقرب من مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، بينما كانت ترتدي سترة وخوذة تشير بوضوح إلى كونها صحفية.

وقال موقع الجزيرة الإنجليزية إن المحاسبة لا تزال بعيدة المنال رغم دعوات واسعة النطاق لإجراء تحقيق شامل ومستقل من قبل السياسيين الدوليين ومنظمات حقوق الإنسان.

وفي 26 مايو/أيار، أعلنت شبكة الجزيرة أنها عينت فريقًا قانونيًا لإحالة قضية الزميلة شيرين إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وقالت الجزيرة في بيان لها إنها “ستتبع كل السبل لتحقيق العدالة لشيرين، وضمان تقديم المسؤولين عن قتلها إلى العدالة ومحاسبتهم في جميع منصات العدالة الدولية والمحاكم”.

ويقوم التحالف القانوني لقناة الجزيرة حاليا بإعداد ملف قضية لتقديمه إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم أحمد خان.

وطلبت السلطة الفلسطينية رسمياً من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في وفاة الزميلة شيرين.

وبشكل منفصل عن المحكمة الجنائية الدولية، تتصاعد دعوات لإجراء تحقيق فوري ومستقل، لا سيما أن أي تحقيق للمحكمة الجنائية الدولية سيستغرق وقتًا قبل الانتهاء.

تراجع بلينكين

رفض المسؤولون في الولايات المتحدة مطالب التدخل الخارجي في التحقيق، وزعموا في البداية أن إسرائيل “لديها المال والقدرة” على إجراء تحقيقها الخاص، كما أصر الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرًا على أن إسرائيل يجب أن تكون الطرف الذي يقود التحقيق.

وفي 8 يونيو/حزيران، تراجع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين قليلاً، الذي ظهر في حدث سابق في لوس أنجلوس، وقال إنه يؤيد إجراء تحقيق “مستقل” في جريمة القتل.

وجوابًا على سؤال أحد المراسلين عن سبب “عدم وجود أي تداعيات على الإطلاق على إسرائيل”، بعد قتل الزميلة شيرين، قال بلينكين “نحن نبحث عن تحقيق مستقل وموثوق عندما يحدث هذا التحقيق، سنتابع الحقائق أينما كانت، إنه أمر واضح ومباشر”.

وزعم بلينكين أن وقائع القضية “لم تثبت بعد”، رغم تعدد إفادات الشهود والتحقيقات التي أجرتها وسائل الإعلام والمؤسسات الحقوقية التي خلصت إلى مقتل الزميلة أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وقالت شبكة الجزيرة بعد وقت قصير من الجريمة إن الزميلة شيرين “اغتيلت بدم بارد” من قبل قوات الاحتلال.

تحقيق جنائي

قال شهود وزملاء ومراسلون آخرون كانوا حاضرين في مكان الحادث إن رصاصة إسرائيلية قتلت الزميلة شيرين، وأنه لم يكن هناك مصدر آخر للنيران في مكان الحادث، بما يتناقض مع المزاعم الأولية التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون بأنها ربما قُتلت على يد “مسلحين فلسطينيين”.

غيرت إسرائيل روايتها حول الحادث عدة مرات، بدءًا من إنكار مزاعمها، وإلقاء اللوم على “نيران طائشة” من مقاتلين فلسطينيين، إلى الاعتراف بأن جنديًا إسرائيليًا كان يمكن أن يطلق النار على الشهيدة عن طريق الخطأ.

ودعا المدعي العسكري الإسرائيلي جيش الاحتلال في البداية إلى إجراء تحقيق معمق، قبل أن تذكر وسائل إعلام إسرائيلية أن “الجيش ليس لديه خطط لفتح تحقيق جنائي”.

من جانبها، أنهت السلطة الفلسطينية تحقيقها في 26 مايو/أيار، وأكدت إن القوات الإسرائيلية تعمدت إطلاق النار على الزميلة شيرين أبو عاقلة.

وقال مسؤولون إن تشريح الجثة وفحص الطب الشرعي الذي جرى في نابلس بعد وفاة الشهيدة، أظهر أنها أصيبت برصاصة من الخلف، مما يشير إلى أنها كانت تحاول الفرار بينما واصلت قوات الاحتلال إطلاق النار على مجموعة من الصحفيين.

ورفض الفلسطينيون تسليم الرصاصة التي قتلت شيرين لإسرائيل، قائلين إن الإسرائيليين أظهروا أنه لا يمكن الوثوق بهم.

وخلال الهجوم أصيب صحفي آخر من قناة الجزيرة، هو الزميل علي الصمدي، بعد إصابته برصاصة في ظهره.

انضمت الزميلة شيرين أبو عاقلة إلى قناة الجزيرة بعد عام من إطلاقها عام 1997، ووثقت الواقع القاسي للحياة تحت الاحتلال الإسرائيلي للمشاهدين في جميع أنحاء العالم.

وفي يوم جنازتها، اقتحمت القوات الإسرائيلية الموكب وبدأت بضرب المشيعين، حتى كاد حاملو النعش إلقاءه، ما أثار إدانة عالمية.

المصدر : الجزيرة الإنجليزية
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..