عادةً ما ترتبط المبيعات العقارية في أي بلد ارتفاعًا أو انخفاضًا، ارتباطًا مباشرًا بحالة الاقتصاد. وهذه البلاد الواقعة على طريق الحرير التاريخي "جورجيا" القوقازية، يبدو أنها قد أمّنت لنفسها اقتصادًا مستقرًّا وواعدًا بمعدل نمو بلغ 12% في الثمانية أشهر الأولى من عام 2021، مع توقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022 بنسبة 5% أو أكثر؛ وذلك تَبَعًا لدرجة انتعاش قطاع السياحة (وفقًا لتقديرات شركة يورك تاورز العقارية).
وبناء على تلك العوامل وغيرها، توقعت شركة يورك تاورز، وهي إحدى أكبر الشركات العقارية في جورجيا، أن يحقق الاستثمار العقاري في البلاد عوائد مجزية خلال 2022، بدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي وتوقعات النمو المرتفعة واستمرار تعافي قطاع السياحة من تداعيات كورونا.
نشاط متوقع لشراء العقارات في جورجيا خلال 2022
من المتوقع استمرار نشاط شراء العقارات في جورجيا خلال 2022، ووفقًا لمحللي شركة يورك تاورز، ارتفع معدل النمو في شهر أغسطس 2021 بنسبة 10.3٪ على أساس سنوي؛ وذلك بزيادة جديدة عن شهر يوليو السابق، الذي بلغت فيه نسبة ارتفاع معدل النمو 9.9% على أساس سنوي.
وبالنسبة لقطاع العقارات بالبلاد؛ فقد تعرض سابقًا لحالة من الركود مع بداية ظهور وباء كوفيد-19 مطلع عام 2020، ولكنه سرعان ما أظهر علامات انتعاش ملحوظة في عام 2021، مع بداية عودة المعاملات بالفعل إلى المستويات العالية المسجلة قبل الوباء في عام 2019؛ حيث تخطى عدد المعاملات العقارية في الفترة من يناير إلى أغسطس 2021 حوالى 8 ملايين معاملة؛ وذلك بزيادة قدرها 1% عن نفس الفترة من عام 2019.
وفي حوار سابق له مع موقع CNBC Arabia، أوضح "عمرو الأبوز" الرئيس التنفيذي لشركة يورك تاورز، الأسبابَ التي على أساسها نجحت جورجيا في استقطاب استثمارات خليجية كبيرة في قطاعات العقارات والضيافة والفندقة؛ والتي على رأسها أن جميع المعاملات العقارية في جورجيا تتم بالدولار الأمريكي، وهذا رغم ثبات واستقرار العملة المحلية "اللاري"، التي تعادل حاليًا 3.07 لاري مقابل الدولار؛ فهذا يعني أن الشراء والبيع والعوائد تكون بالدولار؛ مما يوفر للمستثمرين أعلى درجة أمان، ويضمن لهم أرباحًا واعدة ومستقرة.
تحدث "الأبوز" أيضًا عن سهولة تأسيس الأعمال في جورجيا؛ حيث لا تستغرق عملية تأسيس الشركة أكثر من 10 دقائق، مع الحرية الكاملة في إنشاء أي نوع من الأنشطة التجارية، بالإضافة إلى أن جورجيا تُعتبر وجهة سياحية رائدة؛ حيث تستقبل حوالى 9 ملايين سائح سنويًّا، وهو ما يزيد على ضعف عدد سكانها.
وعن العوائد الاستثمارية المحققة من الاستثمار العقاري في جورجيا، أكد "الأبوز" أن هناك مستثمرين في الأراضي تجاوزت أرباحهم حاجز الـ100% خلال سنتين فقط، كما تصل العوائد على العقارات التجارية إلى 18%، و13% للعقارات السكنية.
وقد استعرض موقع CNBC Arabia في تقرير سابق، أهم ما يميز شركة يورك تاورز كواحدة من كبرى الشركات العقارية في جورجيا، بما تمتلكه من سابقة أعمال تتسع لـ20 مشروعًا، وسعيها المستمر لتوفير فرص استثمار عقارية بقلب الطبيعة الجورجية.
ووفقًا لـ"عمرو الأبوز"، استطاعت الشركة أن تجذب أكثر من 1600 مستثمر خليجي، كما تمتلك خطة طموحة خلال السنوات الثلاث المقبلة لاستثمار ما لا يقل عن 300 مليون دولار أمريكي في المراحل المتبقية من مشروع كمبوند يورك تاون، بالإضافة إلى مشاريع أخرى حديثة.
وأشار "الأبوز" إلى أن نهاية عام 2020 تحديدًا كانت بمثابة بداية مرحلة فارقة من عمر شركة يورك تاورز؛ حيث اكتمل تسليم 8 مشاريع فريدة من نوعها، واستمر البناء في 5 مشاريع أخرى من ضمنها كمبوندي يورك تاون وليسي فيو، وهي مشاريع من المتوقع أن تصبح من أفضل خيارات الاستثمار والتجارة في جورجيا؛ حيث تعتبرها الشركة أفضل منطقة للسكن في تبليسي.
والحقيقة أن هذا النمو الكبير الذي تمتعت به الشركة، يرجع لجهدها الطويل خلال 4 سنوات، والذي انعكس على نمو المبيعات أيضًا فتزايدت بمعدل 154% على مدى تلك الفترة.