لماذا أشار المؤسس إلى حفيد السلطان العثماني في مأدبة الحج؟.. تعرف على السبب

لماذا أشار المؤسس إلى حفيد السلطان العثماني في مأدبة الحج؟.. تعرف على السبب

وثيقة تاريخية تكشف ما قاله

"لسنا عبد أمير المؤمنين".. بهذه الكلمات بدأ المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه) كلمته أمام وفود الحج في المأدبة الكبرى التي أقامها؛ تكريمًا لوفود حج عام 1349هـ في قصره بمكة المكرمة.

وأشار المؤسس أثناء كلمته إلى أحمد وحيد الدين حفيد السلطان العثماني الذي كان أحد الحاضرين، قائلاً: "لقد أوذينا في سبيل الدعوة إلى الله وقوتلنا قتالاً شديدًا، ولكننا صبرنا وصمدنا، إن أعظم من حاربناهم أجداد هذا الرجل (يقصد حفيد السلطان العثماني)، ولم يقاتلونا إلا لأننا امتنعنا أن نقول للسلطان بأننا (عبد أمير المؤمنين)، لا، لا، لا، لسنا عبيدًا إلا لله تعالى (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)".

وجاءت كلمة المؤسس ضمن الوثيقة التاريخية التي يرجع تاريخها إلى يوم 13 من ذي الحجة عام 1349هـ، الموافق 1 مايو 1931م، من العدد 333 من صحيفة أم القرى، ونشرتها دارة الملك عبدالعزيز في وقتٍ سابق.

ولم يقصد المؤسس إهانة الضيف آنذاك، فتلك لم تكن من أخلاقه العربية الأصيلة، لكنه أراد أن يذكر المسلمين بما حدث في سالف الأيام للاتعاظ والعبرة، خصوصًا تلك الحروب التي ساقتها الدولة العثمانية الغازية ضد الدولة السعودية الأولى وتدمير عاصمتها الدرعية والكثير من المدن في وسط البلاد وجنوبها وشرقها، ووصف الدولة السعودية والسعوديين بالوهابية لتنفير المسلمين منهم وتشويه مبادئهم ورسالتهم القائمة على الدين الصحيح.

وتابع المؤسس كلمته أمام وفود الحج، قائلاً: "إن المسلمين لا يرقون بالبهرجة والزخارف، إن سبيل رقي المسلمين هو التوحيد الخالص والخروج من أسر البدع والضلالات، والاعتصام بما جاء في كتاب الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم".

مضيفًا: "إن الإسلام هو الوسيلة لسعادة الدنيا والآخرة (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة)، فلم يمنع الإسلام الناس عن السعي في الأرض وعمل ما يرفع شأن الملة، إنني والله لا أحب إلا من أحب الله حبًّا خالصًا من الشرك والبدع، وأنا والله لا أعمل إلا لأجل ذلك، ولا يهمني أن أكون ملكًا أو فقيرًا".

وشدد الملك عبدالعزيز على أهمية الدفاع عن حوزة الدين، وعدم الاستماع إلى ما اسماهم بالمتفرنجين، بقوله: "إن الله قد جعل المسلمين فريقين، الفريق الأول: الذين يرابطون للدفاع عن حوزة الدين، والفريق الآخر: الذين يشتغلون بالصناعة والزراعة وغيرهما، فنحن المسلمين إذا سرنا على هذا فهنالك الرقي والحضارة والتمدن، أما ادعاء أولئك المتفرنجين من المسلمين أن التمسك بحبل الدين يرجع بنا القهقري إلى الوراء فهو ادعاء باطل وقول مكذوب، لأن الدين لا يمنع الناس عن تعلم الصناعات وما شاكلها، بل هو يحث عليها في مواضع كثيرة من محكم آياته".

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org