مجدي أحمد علي: تركيبة «النجم الأوحد» تُفقد السينما المصرية مكانتها

قال لـ«الشرق الأوسط» إن مشروعه يرتكز على قضايا المرأة والتطرف الديني

TT

مجدي أحمد علي: تركيبة «النجم الأوحد» تُفقد السينما المصرية مكانتها

قال المخرج المصري مجدي أحمد علي، إن تركيبة «النجم والشلّة» التي تسيطر على الساحة الفنية حالياً بمصر، تُفقِد السينما المصرية مكانتها، وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن مشروعه السينمائي يرتكز على قضيتين لم تخرج عنهما أعماله، وهما وضع المرأة في المجتمعات العربية، والتطرُّف والإرهاب. وأعلن عن اقترابه من إنهاء فيلمه الجديد «حدث في 2 طلعت حرب»، الذي يشارك في بطولته محمود قابيل وأحمد مجدي وعبير صبري، ويتعرض لأربع حكايات تقع في أزمنة مختلفة، داخل شقة تطل على ميدان التحرير بالقاهرة، ويستعرض أحوال الناس في مصر في تلك الأوقات، مشيراً إلى تجاوزه بعض المشكلات الرقابية، وقال إنه غير متأكد من موعد عرض الفيلم في الفترة المقبلة سينمائياً، وكشف أن هناك محاولات لعرض الفيلم رقمياً، وسيقرر ذلك موزِّع الفيلم وليد صبري، خلال الأيام المقبلة.

- أزمة السينما
في بداية الحوار، تحدث المخرج المصري عن «سيطرة النجوم الجدد» على الأفلام السينمائية في السنوات الأخيرة، قائلاً: «السينما المصرية تعيش أزمة شديدة حالياً، ليست أزمة صناعة فقط نتيجة تداعيات (كورونا)، وانصراف الجمهور عن السينما، بشكل عام، بل لأن السينما أصبحت للمرفهين فقط داخل المولات، ولم تعد هناك سينما الأحياء القديمة، وبالتالي لم تعد السينما جزءاً من ثقافة المواطن، لذا فإن صناعة السينما في أزمة، والدولة غير مهتمة بها، وتعتبرها ملاهي، وتفرض عليها الضرائب، والصناعة تنهار بالفعل، مما أدى إلى انخفاض عدد الذين يتصدون للإنتاج، وأذواق أغلبهم غير جيدة، فهم يقدمون تركيبة «النجم والشلة»، غالباً تكون فكرة الفيلم مسروقة من (ثيمة) أجنبية، ويترك الأمر للنجم الذي يفرض شروطه على الفيلم من البداية للنهاية، وهذه كارثة تُفقِد السينما المصرية مكانتها، التي حققتها عبر أجيال، ويبقي الأمل الوحيد في بعض المحاولات الفردية من الشباب الصغير الذي يحاول عمل أفلام مستقلّة، من خلال دعم أجنبي يحصل عليه بشروط صعبة جداً، لكنها أفلام معقولة تشارك في المهرجانات، ولا يُتاح عرضها للجمهور، للأسف.

- «الدنيا والجنة»
وعن مشروعه السينمائي المؤجَّل «الدنيا والجنة»، يؤكد علي: «هذا الفيلم مأخوذ عن رواية مهمة وتجربة ذاتية للناقد والصديق خالد البري، كتبها عن تجربته في الانضمام للجماعات الإسلامية، بهرتني الرواية واشتغلت عليها بعض الوقت، لكن عقب الأحداث التي مرت بمصر شعرت في البداية أن الزمن تجاوزها، لكن أعمل حالياً على تطوير الفكرة، بشكل يناسب هذا الوقت، ويذكر الناس بهذا الزمن، لكن مع ربطه أيضاً بالزمن الحاضر. ويبقى التمويل إحدى الصعوبات، فلم أجد في أي وقت تمويلا سهلاً، لذا استغرق وقتاً طويلاً بين كل أفلامي.

- «مولانا»
وحقق فيلم «مولانا» لمجدي أحمد علي نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وفاز بجوائز عدَّة، وعنه يقول: «هذا الفيلم إحدى المفاجآت السعيدة في حياتي؛ فأنا أحببته جداً منذ قراءتي الأولى للرواية. وكان بالنسبة لي تجربة محفوفة بالمخاطر، لأن قصته كانت جديدة على السينما المصرية، لكن تحمس رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس لإنتاجه شجعني كثيراً على إخراجه، وبعد عرضه كان إقبال الجمهور عليه، خصوصاً من الشباب، أكبر مفاجأة، حيث عرض لمدة 14 أسبوعاً، وحقق إيرادات بلغت 15 مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري)، كما عرض في جولة بالولايات المتحدة محققاً درجة هائلة من الإعجاب، كما شارك في مهرجانات دولية عدة، وأشاد به المخرجان الكبيران: التونسي فريد بوغدير، والجزائري مرزاق علواش، رغم اختلاف أسلوبي عنهما.
وكان فيلم «مولانا» قد ترشح لمسابقة «غولدن غلوب»، لكن التجربة لم تأتِ على هوى المخرج مجدي أحمد علي الذي يقول: «تجربتي في (غولدن غلوب) لم تكن لطيفة، فقد بذلت مجهوداً كبيراً من أجل أن يشاهد أعضاء لجنة التحكيم الفيلم، إذ دعا (مهرجان دبي) الذي رشح الفيلم للمسابقة الأميركية عدداً من أعضاء لجنة تحكيم المسابقة لمشاهدته، لكن لم يشاهد فيلمي سوى 30 في المائة من أعضاء اللجنة، وبعضهم يشاهدون الأفلام على الكومبيوتر، ويوجد محكّمون لا يشاهدون الأفلام إطلاقاً، وبشكل عام، فإن ترشح الأفلام لـ(الأوسكار) و(الغولدن غلوب)، أرى أن به مبالغة شديدة لأنها تختص بالثقافة الأميركية، لأن (الأوسكار) يعطي جائزة واحدة لفيلم من كل أنحاء العالم، وهذا شكل من أشكال التمييز، ومن لديه القوة الإعلامية وجهة تنفق على الفيلم تكون فرصه أكبر في الفوز، وبالطبع فإن نوع الفيلم مهم، لأنهم يبحثون عن الفيلم الذي يصور الغرائبية، ويركز على الفقر والظلم، واحتكار الأقليات، بينما تظهر أفلامهم أميركا باعتبارها جنة الديمقراطية.

- شرم الشيخ السينمائي
وتولى مجدي أحمد علي، رئاسة «مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية»، لكنه استقال منه، ولم يسعد بهذه التجربة، على حد تعبيره: «كان لدي طموحات لنجاح هذا المهرجان، إذ رأيت أن تخصيصه للسينما الآسيوية سوف يمنحه ميزة، لا سيما أننا ننتمي لها من جهة سيناء، ورحَّب أغلب الناس بالفكرة، لكن مَن كانوا بالجمعية لم يرحبوا بها، ونجحوا في إفشالها، كانت هناك سلبيات حدثت، بعضها بسبب إدارة المهرجان والبعض الآخر بسبب التربص به، لكنني في النهاية شعرت أنني ضيعت وقتاً كثيراً في جهد مفروض يوجه لصناعة الأفلام.
والآن، وبعد عام من تركي للمهرجان أكاد أجزم بأن المهرجانات التي تقام في منتجعات سياحية لا تحقق نجاحاً، لأن الجمهور جاء ليصيف ويمارس الغطس، باستثناء مهرجان الجونة الذي استطاع إحضار جمهوره، وفي الإسكندرية لأنها مدينة لها مثقفوها وجمهورها.

- مداح القمر
وتحظى المرأة باهتمام كبير، في سينما المخرج المصري، على غرار «يا دنيا يا غرامي»، «أسرار البنات»، «خلطة فوزية»، وعن ذلك يقول: «إن جاز لي أن أصف مشروعي كمخرج، فإنني أرى أنه يرتكز على شقين أساسيين، هما قضايا المرأة في المجتمع المصري والعربي، وقضايا التطرف والإرهاب باسم الدين، وأفلامي لم تخرج أبداً عنهما، وأرى أنهما يستحقان النضال، فلن يحقق المجتمع أي نجاح أو تطور من دون احترام المرأة، أو الانتباه لخطر التطرف الفكري والعقائدي، وهو أشد أنواع الخطورة في مجتمعاتنا».
ورغم مرور أكثر من عشر سنوات على إعلانه عن مشروع مسلسل «مداح القمر»، الذي يتناول سيرة الموسيقار المصري الشهير الراحل بليغ حمدي، فإن مجدي لم يفقد الأمل في ظهوره للنور، مؤكداً: «هو من الأعمال التي أتمنى إخراجها قبل وفاتي، ولم أيأس حتى الآن لأننا تعبنا فيه جداً، ولم تكن هناك حكاية نعتمد عليها، بل قمت ومحمد الرفاعي كاتب السيناريو بلقاء كل الذين عرفوا بليغ، وعندي كمّ من الوثائق عنه وعن القضايا التي عاشها، وحين قرأ شقيقه الراحل د. مرسي سعد الدين السيناريو قال إن به معلومات عن بليغ هو نفسه لا يعرفها، وقد كتب محمد الرفاعي عملاً بديعاً في 30 حلقة تساوي 60 حلقة من التي تُعرض في الوقت الحالي، وأنا في انتظار مموّل، بعدما أفشلت المشروع مدينة الإنتاج الإعلامي، لكني ما زلتُ متحمساً للعمل، وفاءً لذكرى هذا الموسيقار العظيم المجدد في الموسيقى العربية ولذكرى صديقي الراحل محمد الرفاعي، الذي ودَّع الحياة قبل أن يرى نتيجة جهده.
واختتم علي حواره بالحديث عن رأيه في الأدوار التي يقدمها نجله الممثل الشاب أحمد مجدي: «هو ممثل مهموم بالإخراج والتمثيل معاً، وأكثر شيء يعجبني فيه أنه يأخذ الأمور بجدية شديدة، وقد كتب وأخرج وصوَّر، ومثَّل فيلمه الأول بنفسه، وهذا يطمئنني بأنه لن يخضع لأحد أو لشيء خارج إرادته، ولي ابنة فاجأتني أيضاً بموهبتها، فهي تؤلف وتلحّن وتغني.


مقالات ذات صلة

«مهرجان الفيلم العربي القصير»... 38 شريطاً لمواهب تستحقّ الضوء

يوميات الشرق من فيلم «غزل البنات» للراحلة جوسلين صعب (فعاليات المهرجان)

«مهرجان الفيلم العربي القصير»... 38 شريطاً لمواهب تستحقّ الضوء

لهواة هذا النوع من الأفلام، مجموعة شرائط تتناول موضوعات مختلفة. فيُفتَتح المهرجان بلفتة تكريمية للمخرجة اللبنانية الراحلة جوسلين صعب.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم السعودي «مندوب الليل»

«أيام القاهرة السينمائية» تفتح أبوابها للأفلام العربية... متعة لـ3 أشهر

فتحت فعاليات «أيام القاهرة السينمائية» أبوابها للأفلام العربية خلال الدورة السابعة التي انطلقت في 9 مايو (أيار) الحالي، وتستمر على مدى 3 أشهر.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق تمثال «الأوسكار» يظهر خارج مسرح في لوس أنجليس (أرشيفية - أ.ب)

«الأوسكار» تهدف لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار

أطلقت أكاديمية فنون السينما وعلومها الجمعة حملة واسعة لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (لوس انجليس)
الوتر السادس تستعد مي لتصوير مشاهدها في الجزء الخامس من مسلسل {اللعبة} (حسابها على {فيسبوك})

مي كساب: الكوميديا ملعبي... و«العتاولة» أعاد اكتشافي

في حين عدّت الفنانة مي كساب الأدوار الكوميدية هي اختيارها المفضل، فإنها اعتبرت دورها في مسلسل «العتاولة» فرصة جيدة لإعادة اكتشافها في أدوار بعيدة عن الكوميديا.

إيهاب محمود الحضري (القاهرة)
الوتر السادس ظافر العابدين (حسابه على {فيسبوك})

ظافر العابدين لـ«الشرق الأوسط»: اختلاف اللهجات لا يعيق أحلامي

قال الفنان ظافر العابدين إنه يسعى دائماً لاكتشاف مناطق جديدة في التمثيل والإخراج، وإن اختياراته الفنية تبتعد عن المناطق الآمنة

أحمد عدلي (القاهرة)

«قصة مدينتين» في معرضين

نادين عبد الغفار مؤسسة «آرت دي إيجيبت» مع الفنان اليوناني كوستاس باراتسوس (تصوير: ولاء الشاعر)
نادين عبد الغفار مؤسسة «آرت دي إيجيبت» مع الفنان اليوناني كوستاس باراتسوس (تصوير: ولاء الشاعر)
TT

«قصة مدينتين» في معرضين

نادين عبد الغفار مؤسسة «آرت دي إيجيبت» مع الفنان اليوناني كوستاس باراتسوس (تصوير: ولاء الشاعر)
نادين عبد الغفار مؤسسة «آرت دي إيجيبت» مع الفنان اليوناني كوستاس باراتسوس (تصوير: ولاء الشاعر)

«قصة مدينتين» قد يكون عنواناً لرواية إنجليزية مشهورة، لكنه أيضاً عنوان لمعرضين مقبلين في أثينا والإسكندرية. يستكشف المعرضان تبادلات فنية وحوارات ثقافية وقصصاً مشتركة عبر أعمال لفنانين من مصر واليونان.

يستضيف متحف الأكروبوليس في أثينا الجزء الأول من المعرض بدءاً من 25 يونيو (حزيران)، ثم يقام الجزء الثاني في الإسكندرية في شهر أكتوبر (تشرين الأول). ويقام المعرض الذي أعلنت عنه مؤسسة «آرت دي إيجبيت» و«كالتشارفاتور»، تحت رعاية وزارة الثقافة وهيئة السياحة المصريتين.

وترى نادين عبد الغفار، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة «آرت دي إيجيبت»، في المعرضين المقبلين أكثر من مجرد عروض لأعمال فنية: «أعتقد أنها طريقة للجمع بين المدينتين المرتبطتين ببعضهما البعض منذ القدم». وتقول إنَّ العرض الأول في أثينا سيجمع الجانب التراثي، وربما التاريخي مع الفن المعاصر، وسيشارك فيه فنانون من اليونان ومن الإسكندرية. وتشير أيضاً إلى أن العرض سيضم لوحة مستعارة لفنان الإسكندرية الأشهر محمود سعيد.


«الأوقاف المصرية» على خط أزمة «تصوير الجنائز»

الممثلة ريهام عبد الغفور في جنازة الفنان صلاح السعدني (الشرق الأوسط)
الممثلة ريهام عبد الغفور في جنازة الفنان صلاح السعدني (الشرق الأوسط)
TT

«الأوقاف المصرية» على خط أزمة «تصوير الجنائز»

الممثلة ريهام عبد الغفور في جنازة الفنان صلاح السعدني (الشرق الأوسط)
الممثلة ريهام عبد الغفور في جنازة الفنان صلاح السعدني (الشرق الأوسط)

دخلت وزارة الأوقاف المصرية على خط أزمة تصوير جنائز المشاهير، بإصدار قرار يمنع تصوير الجنائز في أثناء دخولها أو خروجها من المساجد في مصر.

وذلك بعدما شهدت البلاد من وقائع خلال تصوير جنائز عدد من المشاهير، كان آخرها خلال جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني الشهر الماضي؛ حيث انفعل نجله الممثل أحمد السعدني على أحد المصورين.

وقالت الأوقاف في بيان نشرته، السبت، إن القرار جاء «نظراً لما لوحظ في تصوير بعض الجنائز في أثناء الصلاة على المتوفى أو دخولها المسجد أو خروجها منه من تجاوز لا يليق بحرمة المسجد ولا بحرمة الميت».

وعادة ما كانت تشهد جنائز المشاهير من الوسط الفني زحاماً وتكدساً بين المصورين، ما دفع بعض عائلاتهم للاستعانة بشركات حراسة خاصة لمنع التصوير، فيما أعلن بعضهم رفض التصوير في الجنازة على غرار ما طلبه الممثل كريم عبد العزيز قبل أيام خلال جنازة والدته.

ورحب نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي بالقرار، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «النقابة طالبت به مراراً وتكراراً احتراماً لحرمة المساجد، منتقداً التجاوزات التي كان يقوم بها بعض الأشخاص غير المنتمين للصحافة بالدخول للمساجد وتصوير فيديوهات وصور بطريقة غير مهنية».

فيما أبدى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين تعجبه مما تضمنه القرار من منع التصوير خارج المسجد وفي محيطه، وعدّ ذلك «يمنع الصحافيين والإعلاميين من القيام بعملهم، ويساوي بين وسائل الإعلام التي تقوم بدورها في توثيق الحدث وتناوله بطريقة إخبارية، ومن يقومون باستغلاله على مواقع التواصل الاجتماعي»، وفق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط».

وهو رأي يدعمه الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، الذي دعا إلى «التوصل لضوابط بالاتفاق بين نقابتي الممثلين والصحافيين»، مشيراً إلى أن «الوزارة ليست لديها سلطة لمنع التصوير خارج المساجد».

وكان وفد من نقابة الممثلين قد زار نقابة الصحافيين نهاية الشهر الماضي لبحث إمكانية وضع ضوابط لتصوير الجنائز الخاصة بالفنانين والمشاهير، وهو الاجتماع الذي شهد مناقشات موسعة بين أعضاء مجلسي النقابتين.

وكشف أشرف زكي عن مراجعة الصياغات الأخيرة لـ«بروتوكول» بين النقابتين يتضمن ضوابط تصوير الجنائز، متوقعاً أن يتم الإعلان عن توقيعه خلال الأيام القليلة المقبلة.

وبالعودة إلى قرار الأوقاف، يشير محمد عبد الرحمن إلى أن أصحاب الجنائز يكون لهم الحق في قبول أو رفض التصوير خارج المسجد، وهو أمر تصادره الوزارة بقرارها، لافتاً إلى أنه «في الوقت الذي رفض فيه الفنان كريم عبد العزيز تصوير جنازة والدته، لم تبدِ الفنانة يسرا اللوزي التي شيعت جنازة والدتها في اليوم التالي اعتراضاً على التصوير».

ويلفت سعد الدين النظر إلى أن «جنائز المشاهير عادة ما تكون في مساجد كبرى، بها أماكن مخصصة للخروج والدخول، بما يسمح بوجود مواقع محددة للمصورين لالتقاط الصور التي توثق الحدث، وهو الأمر الذي لا يجب منعه بشكل مطلق».


35 سعودياً ينافسون على جوائز "آيسف 2024" العالمية

الطلبة السعوديون أثناء رحلتهم إلى مدينة لوس أنجلوس الأميركية (واس)
الطلبة السعوديون أثناء رحلتهم إلى مدينة لوس أنجلوس الأميركية (واس)
TT

35 سعودياً ينافسون على جوائز "آيسف 2024" العالمية

الطلبة السعوديون أثناء رحلتهم إلى مدينة لوس أنجلوس الأميركية (واس)
الطلبة السعوديون أثناء رحلتهم إلى مدينة لوس أنجلوس الأميركية (واس)

يستعد طلاب المنتخب السعودي للعلوم والهندسة للمشاركة في معرض "ريجينيرون" الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2024" خلال الفترة من 10 إلى 18 مايو (آيار) الجاري.

وشارك الطلبة السعوديون، السبت، في البرنامج التدريبي اليومي للمسابقة الذي سيمتد الى يوم التحكيم النهائي في المسابقة العلمية، مؤكدين تطلعهم الى تحقيق العديد من الجوائز العالمية.


ما علاقة زيادة هرمون التوتّر بمعدّل ذكاء المواليد؟

خلال فترة الحمل تزداد مستويات «الكورتيزول» (بيكسلز)
خلال فترة الحمل تزداد مستويات «الكورتيزول» (بيكسلز)
TT

ما علاقة زيادة هرمون التوتّر بمعدّل ذكاء المواليد؟

خلال فترة الحمل تزداد مستويات «الكورتيزول» (بيكسلز)
خلال فترة الحمل تزداد مستويات «الكورتيزول» (بيكسلز)

هل يمكن أن تؤثّر زيادة هرمونات التوتّر على الذكاء لدى المواليد؟ هذا ما أثبتته دراسة دنماركية أكدت أنّ المستويات المرتفعة من هرمون الإجهاد «الكورتيزول» خلال الأشهر الـ3 الأخيرة من الحمل تؤدّي إلى تقليل نتائج معدّل الذكاء لدى الأولاد عند سنّ 7 سنوات.

ومن المثير للدهشة، وفق باحثي الدراسة من مستشفى «جامعة أودنسي» في الدنمارك، التي قُدمت، السبت، أمام المؤتمر الأوروبي الـ26 للغدد الصمّاء، الذي يُعقد في استوكهولم بالسويد من 11 إلى 14 مايو (أيار) الحالي، أنّ مستويات «الكورتيزول» في الدم لم تظهر أي ارتباط بدرجات معدّل الذكاء لدى الفتيات، في حين أظهر ارتفاع مستوياته في البول لديهن تحسين درجاتهن على مقياس الذكاء.

وتضيء هذه النتائج على الدور المهم الذي يلعبه «الكورتيزول» في نمو الجنين لدى الأولاد والبنات، ولكن بشكل مستقل لدى الجنسين.

ووفق البحوث السابقة، فإنّ التعرّض قبل الولادة لـ«الكورتيزول» - وهو هرمون «الستيرويد» الذي يساعد الجسم على الاستجابة للتوتّر - ضروري لنمو الجنين، ويعتقد أنه يؤثر إيجابياً في الوظيفة الإدراكية لدى الأطفال بوقت لاحق من حياتهم.

ولكن خلال فترة الحمل، تزداد مستويات «الكورتيزول»، وتفرز النساء الحوامل اللاتي يحملن إناثاً بشكل عام كمية أكبر منه مقارنة بالنساء اللاتي يحملن ذكوراً. ومع ذلك، ينظّم «إنزيم» معيّن في المشيمة كمية «الكورتيزول» التي تصل إلى الجنين عن طريق تحويله إلى شكله غير النشط المعروف باسم «الكورتيزون»، مما يحدّ من تأثيره في نمو المولود بوقت لاحق من العمر.

وفي الدراسة، حلَّل الباحثون البيانات المتعلّقة بمستويات «الكورتيزول» و«الكورتيزون» لدى 943 امرأة حامل خلال الثلث الثالث من الحمل، واختبارات الذكاء لـ943 طفلاً يبلغون 7 سنوات. ووجدوا أنّ النساء الحوامل بذكور لديهن مستويات أقلّ من «الكورتيزول» في الدم، مقارنة باللاتي يحملن إناثاً.

وفي حين سجل الأولاد الذين تعرّضوا لمستويات أعلى من «الكورتيزول» في الرحم درجات أقل في اختبارات الذكاء في سنّ السابعة؛ سجلت الفتيات في العمر عينه نتائج أفضل في اختبارات الذكاء عندما كانت أمهاتهن لديهن مستويات أعلى من «الكورتيزون» في البول. وهو ما علّقت عليه الباحثة الدكتورة أنيا فينجر دراير: «هذه هي الدراسة الأولى التي تبحث في العلاقة بين مستويات (الكورتيزون) بالبول في أثناء الحمل ودرجات معدّل الذكاء لدى الأطفال».

وأوضحت في بيان صادر عن المركز الإعلامي للمؤتمر: «بينما نظرت دراسات أخرى فقط في (الكورتيزول) المنتشر بالدم في أثناء الحمل ومعدّل ذكاء الطفل، ففريقنا البحثي أول من نظر في عيّنات البول وكذلك عيّنات الدم وفحص الأولاد والبنات بشكل منفصل».

وأضافت: «تُظهر نتائجنا أنّ الفتيات قد يتمتّعن بحماية أكبر من خلال نشاط (إنزيم) معين في المشيمة، في حين قد يكون الأولاد أكثر عرضة للتعرّض لـ(الكورتيزول) الفسيولوجي للأم قبل الولادة».

وتابعت دراير: «قد تعني هذه النتائج أنّ المستويات العالية من التعرُّض لـ(الكورتيزول) قبل الولادة لها تأثير إيجابي مؤقت على النمو المعرفي للطفل»، مشيرة إلى أنّ «الآباء أبلغوا عن تطوُّر المفردات لدى الأطفال، في حين قيَّم علماء النفس المدرّبون معدّل ذكاء الطفل في هذه الدراسة».


«قصة مدينتين» في معرضين

نادين عبد الغفار مؤسسة «آرت دي إيجيبت» مع الفنان اليوناني كوستاس باراتسوس (تصوير: ولاء الشاعر)
نادين عبد الغفار مؤسسة «آرت دي إيجيبت» مع الفنان اليوناني كوستاس باراتسوس (تصوير: ولاء الشاعر)
TT

«قصة مدينتين» في معرضين

نادين عبد الغفار مؤسسة «آرت دي إيجيبت» مع الفنان اليوناني كوستاس باراتسوس (تصوير: ولاء الشاعر)
نادين عبد الغفار مؤسسة «آرت دي إيجيبت» مع الفنان اليوناني كوستاس باراتسوس (تصوير: ولاء الشاعر)

علاقة خاصة تجمع بين مدينة الإسكندرية المصرية واليونان، جذور تاريخية تعود لعهد الإسكندر الأكبر، فهو أسسها، وسمّاها على اسمه، وترك فيها بعضاً من روحه. وما زالت الإسكندرية تحمل الكثير من الروابط والصلات مع اليونان، وهي صلات متبادلة، فستجد يونانيين يعيشون في الإسكندرية، نسمع عن آثار يونانية غارقة، ونرى بعضها فوق الأرض، هناك اشتراك في قصص شعبية وفنانين وشعراء وأكلات وكثير من الخيوط التي تندمج في نسيج المدينة الثري. وليس عجيباً أن تجد اللمحات نفسها في مدن يونانية. في أثينا قد تستوقفك اللهجة العربية على لسان شخص يوناني، التاريخ والثقافة والحاضر يومئ لتاريخ خاص مشترك.

«قصة مدينتين» قد يكون عنواناً لرواية إنجليزية شهيرة، ولكنه أيضاً عنوان لمعرضين قادمين في أثينا والإسكندرية. يستكشف المعرضان تبادلات فنية وحوارات ثقافية عبر أعمال لفنانين من مصر واليونان. المعرض أعلنت عنه مؤسسة «آرت دي إيجبيت» و«كالتشارفاتور»، ويقام تحت رعاية وزارة الثقافة وهيئة السياحة المصريتين. يستضيف متحف الأكروبوليس في أثينا الجزء الأول من المعرض بدءاً من 25 يونيو (حزيران)، ويستمر حتى 16 يوليو (تموز)، ثم يقام الجزء الثاني في الإسكندرية في الفترة من 17 إلى 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بالشراكة مع مكتبة الإسكندرية.

نادين عبد الغفار مؤسسة «آرت دي إيجيبت» مع الفنان اليوناني كوستاس باراتسوس (تصوير: ولاء الشاعر)

نادين عبد الغفار، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة «آرت دي إيجيبت» تتحدث لنا عن المعرض وفكرته. بحماسة جميلة تقول نادين، وهي فرنسية - مصرية: «ولدت في الإسكندرية، واكتشفت مؤخراً أن لديّ أصولاً يونانية.» منذ الجملة الأولى يمكننا لمس مدى تعلق نادين عبد الغفار بمدينتها الإسكندرية، وهو تعلق تعبر عنه بالقول: «أنا مسحورة بها». وتردف ذلك بوصف الألفة التي تشعر بها في كل زيارة لمدينة أثينا: «كلما زرت أثينا أحسست بذلك التشابه، أشعر بها وكأنها مدينة الإسكندرية التي أحبها. المثير في الأمر أن الكثير مما يميز المدينتين ظل كما هو، فنحن لدينا الكثير من العادات والثقافة المشتركة». في حديثها تشير إلى أن الصلات العميقة بين البلدين تشهد عليها مكتشفات بحرية وكنوز غارقة يعلنها الأثريون حالياً في مياه الإسكندرية، ومنها كثير مما يتعلق بالإسكندر الأكبر.

ملصق «قصة مدينتين»

ترى في المعرضين المقبلين أكثر من مجرد عروض لأعمال فنية: «أعتقد أنها طريقة للجمع بين المدينتين المرتبطتين ببعضهما منذ القدم... هناك جانب من الشاعرية في فكرة مدينتين في قارتين مختلفتين يربط بينهما كثير من الأمور. وأرى أن هذا أمر جميل، أعتقد أننا في منطقة البحر المتوسط نشترك في الثقافة نفسها، وهناك كثير من التقاطعات الثقافية بين المدن المختلفة على المتوسط».

لا تفصح عبد الغفار عن كثير من تفاصيل العرض الفني المرتقب مثل الأعمال المعروضة أو نوعيتها، ولكنها تقول إنَّ العرض الأول في أثينا سيجمع الجانب التراثي، وربما التاريخي مع الفن المعاصر، وسيشارك فيه فنانون من اليونان، وهم كوستاس باراتسوس وداناي ستراتو، ومن الإسكندرية الفنانان عمر طوسون وسعيد بدر، بالإضافة إلى فيديو للمصور كريم الحيوان، يعرض مجموعة متنوعة من التعبيرات الفنية.

لوحة الفنان السكندري محمود سعيد «بيرايوس عند الفجر» في أثناء عرضها في دار «سوذبيز» في عام 2021 قبل بيعها بالمزاد (سوذبيز)

تشير أيضاً إلى أن العرض سيضم لوحة مستعارة لفنان الإسكندرية الأشهر محمود سعيد، وهي لوحة «بيرايوس عند الفجر» التي نفذها سعيد في عام 1949، وبِيعت في مزاد لدار «سوذبيز» في عام 2021، وتصور مشهداً صناعياً استثنائياً لميناء بيرايوس في اليونان. أن تجد لوحة لمحمود سعيد السكندري الشهير، تصور مشهداً من اليونان فقد وجدت العنصر المثالي والمعبر عن الفكرة الأساسية للعرض.

مثل محمود سعيد يظهر اسم الشاعر اليوناني السكندري كفافي في بيان المعرض. تقول عبد الغفار إن مؤسسة «أوناسيس» التي رممت منزل الشاعر كفافي في الإسكندرية تضم في مقرها بأثينا الأرشيف الكامل لأعمال الشاعر. وتضيف: «مؤسسة (أوناسيس) داعمة لنا ولمشاريع كثيرة في الإسكندرية مثل ترميم منزل كفافي. جميل أن المؤسسة مهتمة بالمحافظة والتوثيق للتراث». تحلم عبد الغفار بالقادم، وتقول: «أعتقد أنه سيكون معرضاً مهماً... ومن يعرف؟ فقد يتحول لمناسبة ثابتة مثل (بينالي)، فهناك كثير من الثراء هنا، كلا البلدين غني بالآثار والمكتشفات الأثرية والحفريات القائمة».


35 سعودياً ينافسون على جوائز «آيسف 2024» العالمية

طلاب المنتخب السعودي للعلوم والهندسة
طلاب المنتخب السعودي للعلوم والهندسة
TT

35 سعودياً ينافسون على جوائز «آيسف 2024» العالمية

طلاب المنتخب السعودي للعلوم والهندسة
طلاب المنتخب السعودي للعلوم والهندسة

يستعد طلاب المنتخب السعودي للعلوم والهندسة للمشاركة في معرض «ريجينيرون» الدولي للعلوم والهندسة «آيسف 2024» خلال الفترة من 10 إلى 18 مايو (أيار) الحالي.

وشارك الطلبة السعوديون، السبت، في البرنامج التدريبي اليومي للمسابقة الذي سيمتد إلى يوم التحكيم النهائي في المسابقة العلمية، مؤكدين تطلعهم إلى تحقيق كثير من الجوائز العالمية.

ويمثل السعودية في المسابقة، 35 طالباً وطالبة، سيتنافسون مع 1700 طالب وطالبة من 70 دولة حول العالم في المسابقة التي تعد أكبر مسابقة علمية عالمية في مجال البحث والابتكار للمرحلة ما قبل الجامعية. وتشارك فيه المملكة، ممثلة بمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» ووزارة التعليم.

يضم المنتخب السعودي للعلوم والهندسة نخبة الطلبة السعوديين الذين جرى اختيارهم من بين أكثر من 210 آلاف طالب وطالبة من مختلف مناطق المملكة

وأوضحت «موهبة» أن المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يضم نخبة الطلبة السعوديين الذين اختيروا من بين أكثر من 210 آلاف طالب وطالبة من مختلف مناطق المملكة في بداية العام الحالي، ومرت مشاريعهم العلمية بمراحل تحكيم مختلفة خلال الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، إلى أن وصلت إلى 180 مشروعاً في المعرض الختامي للأولمبياد، الذي تأهل فيه 45 طالباً وطالبةً، وفي التصفيات النهائية وبعد الورشة التأهيلية، رُشح منهم 35 موهوباً وموهوبةً لتمثيل المملكة في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف).

طالبة من المنتخب السعودي للعلوم والهندسة

وأكدت المؤسسة أن الطلبة المرشحين لتمثيل الوطن في «آيسف 2024» خضعوا لسلسلة من التدريبات المكثفة على أيدي نخبة من المدربين السعوديين والأجانب من الأكاديميين والخبراء في التخصصات المختلفة، لتطوير مهاراتهم، وتأهيلهم للمشاركة في المعرض، وذلك عبر جهود متكاملة لعدد من الجهات الوطنية الحاضنة والداعمة من جامعات ومراكز أبحاث وكيانات وشركات، وأولياء أمور وأسر، ومعلمين ومعلمات.

كما تشارك المملكة، ممثلة في مؤسسة «موهبة» في معرض «آيسف 2024» كراعٍ رئيسي، وتقدم جوائز خاصة لأفضل المشاريع المشاركة في مجالات STEM، تتضمن منحاً دراسية مدفوعة التكاليف لدراسة المرحلة الجامعية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

وتعد هذه المشاركة الـ18 للمملكة على التوالي في معرض «إنتل آيسف»، حيث بدأت منذ عام 2007م، ضمن برنامج سنوي تنظمه مؤسسة «موهبة»، بالشراكة مع وزارة التعليم.

يشار إلى أن الطلبة السعوديين حصلوا خلال المشاركات السابقة على 133 جائزة، منها 92 جائزة كبرى، و41 جائزة خاصة، ويمرون قبل مشاركتهم في «آيسف» برحلة طويلة من التدريب والتأهيل، من خلال برامج «موهبة» التي يتلقونها طيلة انضمامهم لها بعد اكتشافهم، وتؤهلهم وتمكنهم من الوصول إلى هذا المستوى العلمي والبحثي المتقدم.


مصر تستكمل تطوير المساجد الأثرية لاستعادة وجهها الحضاري

مسجد السيدة زينب بوسط القاهرة (شركة المقاولون العرب)
مسجد السيدة زينب بوسط القاهرة (شركة المقاولون العرب)
TT

مصر تستكمل تطوير المساجد الأثرية لاستعادة وجهها الحضاري

مسجد السيدة زينب بوسط القاهرة (شركة المقاولون العرب)
مسجد السيدة زينب بوسط القاهرة (شركة المقاولون العرب)

تتواصل جهود مصر في ترميم وتطوير المساجد الأثرية في القاهرة التاريخية، لتستعيد هذه الأماكن «وجهها الحضاري»، بعد الإعلان في الفترة الأخيرة عن ترميم وإعادة افتتاح عدد من مساجد آل البيت.

وزار مصر، السبت، سلطان طائفة البهرة بالهند، وهي الطائفة التي عُرفت باهتمامها الشديد بمساجد ومزارات آل البيت في مصر، واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السلطان مفضل سيف الدين، وأشاد بالعلاقات التاريخية التي تربط مصر بالطائفة، بحسب بيان نشره المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.

وذكر البيان أن «الرئيس السيسي أشاد بالدور الذي يقوم به السلطان والطائفة في ترميم مساجد وأضرحة آل البيت والمساجد الأثرية بالقاهرة، بالإضافة إلى المشروعات التنموية والخيرية التي تقوم بها الطائفة في مصر».

وأكد الرئيس حرص الدولة على الاستمرار في مسار التنمية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في المناطق التاريخية بالقاهرة، التي تبذل الدولة جهوداً كبيرة لتطويرها واستعادة وجهها الحضاري.

الرئيس السيسي أشاد بدور سلطان البهرة في ترميم مساجد وأضرحة «آل البيت» في مصر (المتحدث باسم رئاسة الجمهورية)

من جانبه، أكد سلطان البهرة تقديره لجهود مصر التنموية على جميع الأصعدة، وعملها الدائم على «تعزيز مبادئ وقيم المواطنة والتسامح، بما يعزز التعايش والسلم الاجتماعي».

وتحدث أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة الدكتور مختار الكسباني عن الأهمية التي تمثلها مساجد ومزارات آل البيت في مصر بالنسبة للكثير من الطوائف الإسلامية، مشيراً، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «الدور الحيوي الذي تقوم به طائفة البهرة لترميم مساجد آل البيت».

وقال الكسباني: «طائفة البهرة أصولها مصرية وهم تجار البهارات الذين كانوا يعيشون في السويس، لكنهم تركوا مصر نهاية العصر الفاطمي، خوفاً من القلاقل التي بدأت تظهر في المجتمع المصري وقتها».

وأوضح أن «هذه الطائفة لا علاقة لها بالسياسة، هم فقط مهتمون بالحفاظ على التراث الفاطمي الموجود في مصر، ومن هنا جاء اهتمامهم بمساجد ومزارات آل البيت».

وفتح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خلال اجتماع وزاري منتصف أبريل (نيسان) الماضي، ملف إحياء «مسار آل البيت» وتطوير منطقة جنوب القاهرة التاريخية لدعم السياحة في المناطق الأثرية، وشدد على أهمية هذه المزارات بما تمثله من وجه حضاري وعمق تاريخي، وضرورة تطويرها وإحاطتها بالساحات والحدائق والمتنزهات.

تطوير مسجد السيدة نفيسة (الهيئة الوطنية للإعلام)

وعدّ أستاذ الآثار الإسلامية «التطوير والترميم اللذين حدثا في مساجد عدة مثل الحسين والسيدة نفيسة والسيدة زينب وغيرها من شأنهما إعادة الوجه الحضاري المشرق للعمارة الإسلامية ولمسار ومزارات آل البيت في مصر».

ومن المساجد التي تم تطويرها في الفترة الأخيرة والمرتبطة بآل البيت، مسجد السيدة زينب ومسجد فاطمة النبوية ومسجد السيدة رقية، بالإضافة إلى مسجد الحسين.


أخذت لقاح «أسترازينيكا»... ما الذي يتوجب عليَّ فعله؟

لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كوفيد - 19» (رويترز)
لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كوفيد - 19» (رويترز)
TT

أخذت لقاح «أسترازينيكا»... ما الذي يتوجب عليَّ فعله؟

لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كوفيد - 19» (رويترز)
لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كوفيد - 19» (رويترز)

ما زالت أصداء اعتراف شركة «أسترازينيكا» بأن لقاحها المضاد لـ«كوفيد - 19» قد يسبب آثاراً جانبية نادرة مثل جلطات الدم وانخفاض الصفائح الدموية، يتصاعد، وسط تساؤلات بين من تلقوا لقاح «أسترازينيكا» حول ما الذي يجب عليهم فعله الآن، وهل هناك مضاعفات جانبية أخرى قد تحدث لهم في المستقبل، وكيفية تفاديها.

وزعت «أسترازينيكا» أكثر من 3 مليارات جرعة من لقاحها «فاكسيفريا» حول العالم. وسبَّب اعتراف «أسترازينيكا» بالآثار الجانبية للقاح حالة من الذعر، دفعت الأنظمة الصحية في دول عدة لإصدار بيانات لطمأنة المواطنين الحاصلين على اللقاح، وكان بينها وزارة الصحة المصرية التي أوضحت أن التجلط بوصفه عرضاً جانبياً للتطعيمات «نادر الحدوث ومعروف منذ عام 2021 بمعدل 3 حالات لكل مليون مُطعم».

لا داعي للقلق

وطمأن أستاذ الطب الوقائي بجامعة فاندربيلت الأميركية، الدكتور ويليام شافنر، الأشخاص الذين حصلوا على لقاح «أسترازينيكا». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «التأثير الجانبي الخطير والنادر، والمتمثل في جلطات الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية، يحدث فقط خلال الشهر التالي من تلقي اللقاح»، مشيراً إلى أنه «لا داعي للقلق الآن بسبب مرور وقت كافٍ بعد التطعيم»، موضحاً أنه «إذا تلقى الشخص اللقاح أخيراً، وظهرت عليه أي أعراض مثل الصداع أو آلام البطن أو أي دليل على النزيف، فيجب عليه الاتصال بطبيبه على الفور، وإخباره بتلقيه اللقاح أخيراً».

ويمكن للجلطات أن تؤدي لفقدان تدفق الدم في مناطق محددة من الجسم مثل الدماغ أو البطن، وتشمل الأعراض صداعاً شديداً أو مستمراً، وعدم وضوح الرؤية، وضيق التنفس، وألماً في الصدر، وتورماً في الساق، أو ألماً مستمراً في البطن، وقد تظهر بين 4 إلى 42 يوماً بعد التطعيم. ووفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، يجري تصنيف هذه الحالة بناءً على موقع الجلطة الدموية وشدة الأعراض.

بينما قالت رئيسة قسم الأوبئة في جامعة ديكين بأستراليا، الدكتورة كاثرين بينيت، إن الأعراض الجانبية الخطيرة والنادرة جداً للقاح «أسترازينيكا» مثل جلطات الدم وانخفاض الصفائح الدموية، ظهرت لدى المُطعمين خلال الأيام أو الأسابيع الأولى من تلقي اللقاح. لذلك، لا داعي للقلق بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا اللقاح قبل فترة طويلة، بعد مرور أشهر أو سنوات على آخر جرعة.

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن لقاح «أسترازينيكا» لم يجرِ تكييفه للمتغيرات الجديدة لفيروس «كورونا»؛ لذلك جرى سحبه من الاستخدام في أستراليا مارس (آذار) 2023. ورغم الدعاوى القضائية المرفوعة ضد الشركة فإنه «لم تظهر أي معلومات جديدة حول هذا الأمر خلال إجراءات المحكمة».

«أسترازينيكا» وزعت أكثر من 3 مليارات جرعة من لقاحها ضد «كورونا» (رويترز)

مستوى المناعة

بينيت أشارت إلى أن الآثار الجانبية النادرة جداً للأدوية واللقاحات قد لا تلاحظ في التجارب الأولية، لكن حتى عندما يجري اكتشافها، فإنه من غير المعتاد سحب المنتج إذا كانت المخاطر الصحية الناجمة عن عدم استخدامه أكبر كثيراً من المخاطر النادرة للتفاعلات. وأوضحت أنه «بحلول بداية عام 2022، وبعد تلقي الملايين من الجرعات، أصبحت التفاعلات النادرة المتعلقة بتجلط الدم واضحة، ولكن المخاطر الصحية الناتجة عن الإصابة بالمتحور (دلتا) كانت أعلى كثيراً».

رئيسة قسم الأوبئة في جامعة ديكين بأستراليا لفتت إلى أن «معظم سكان العالم الآن يحملون مستوى مناعة معيناً ضد العدوى بفيروس (كورونا)، سواء عن طريق الإصابة أو اللقاح، وبالتالي تتغير حسابات المخاطر والقرارات المستندة إليها، لذا ليست هناك حاجة للخوف من أي مخاطر أو آثار محتملة في المستقبل»، موضحة أنه في أستراليا على سبيل المثال لم يعد يُنصح بالحصول على جرعات معززة منتظمة من لقاحات «كوفيد - 19» من أي نوع.

في السياق نفسه، قال أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إنه «لا يوجد الآن إجراء خاص يُمكن أن يقوم به الأشخاص الذين تلقوا اللقاح في السابق؛ لأن الآثار الجانبية شديدة الندرة للقاحات تظهر فقط بعد وقت قصر من الحصول على اللقاح، وليس بعد عام أو عامين». وطالب الذين حصلوا على اللقاح بأن «يثقوا بالتقييمات العلمية والموافقات الرسمية التي تُعطى للقاحات، حيث تجري هذه العمليات بدقة»، مشدداً على ضرورة عدم الخوف من اللقاحات بشكل عام، وليس فقط من لقاحات «كورونا»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «كل لقاح تجري الموافقة عليه من قبل هيئات الدواء العالمية يخضع لتقييم دقيق للمخاطر والفوائد». وأوضح عنان أنه في سياق الجائحة، تبين أن فوائد اللقاحات تفوق بكثير المخاطر النادرة؛ لذا، أفادت هذه الهيئات بأن اللقاحات، بما في ذلك لقاح «أسترازينيكا» آمنة للاستخدام العام رغم الآثار الجانبية النادرة التي قد تظهر.

«أسترازينيكا» اعترفت بآثار جانبية نادرة للقاح (رويترز)

آثار نادرة

بينما أكد عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة»، عضو «الجمعية العالمية للحساسية»، الدكتور مجدي بدران، أن لقاح «أسترازينيكا» كان في المُجمل فعالاً وآمناً أثناء استخدامه، وأن الآثار الجانبية الشديدة الخطورة التي أثارت الكثير من الجدل كانت نادرة للغاية، وشملت نقصاً في الصفائح الدموية أو حدوث جلطات، وهي حالات نادرة تحدث بمعدل حالة لكل أكثر من 10 آلاف مُطعَّم. وأوضح بدران لـ«الشرق الأوسط» أن الآثار الجانبية للقاحات تظهر فقط خلال التطعيم وتحديداً خلال 6 ساعات إلى 3 أيام من الحصول على اللقاح، لذا لا داعي للذعر الآن، ومن لم تظهر عليه آثار جانبية حينها فلن تظهر عليه الآن، لذا لا حاجة للخوف من ظهور أعراض في المستقبل»، لافتاً إلى أنه من السهولة على الأطباء تشخيص نقص في الصفائح الدموية عبر إجراء تحليل لمعرفة عدد الصفائح في عينة الدم، ومن السهولة أيضاً التدخل الطبي بالعلاج في حينه.

وبعيداً عن الآثار الجانبية شديدة الخطورة، أشار بدران إلى أن هناك أعراضاً شائعة تحدث بعد التطعيم مثل الألم والحكة والدفء والحكة والقشعريرة والشعور بالحمى والصداع والغثيان والإعياء، وتصيب شخصاً من كل 10، وتعالج الأعراض بمسكنات الآلام مثل «الباراسيتامول»، وتظهر في غضون 6 ساعات، وتختفي خلال يومين. وهناك أيضاً أعراض أقل شيوعاً تظهر لدى واحد من كل أكثر من 10 أشخاص، مثل التورم والاحمرار في موقع الحقن وقيء وإسهال وارتفاع في درجة الحرارة وصداع نصفي، وتختفي في غضون 3 أيام من التطعيم.

ولتجنب الآثار الجانبية للتطعيمات، شدد بدران على «ضرورة احترام مقدمي الرعاية الصحية لشكوى المُطعَّمين ومتابعتهم بعد التطعيم، وتوفير قنوات اتصال دائمة بين الأطباء والمُطعَّمين لتقديم العلاجات اللازمة وتجنب المضاعفات». كما ينبغي لمقدمي الرعاية الصحية إيضاح الآثار الجانبية المتوقعة للمريض للحصول على موافقة مستنيرة على اللقاح، وعدم ترك المريض يغادر المكان؛ إلا بعد التأكد من حالته الصحية، وعدم تركه يغادر مكان التطعيم؛ إلا بعد مرور ساعتين.


«مهرجان الفيلم العربي القصير»... 38 شريطاً لمواهب تستحقّ الضوء

من فيلم «غزل البنات» للراحلة جوسلين صعب (فعاليات المهرجان)
من فيلم «غزل البنات» للراحلة جوسلين صعب (فعاليات المهرجان)
TT

«مهرجان الفيلم العربي القصير»... 38 شريطاً لمواهب تستحقّ الضوء

من فيلم «غزل البنات» للراحلة جوسلين صعب (فعاليات المهرجان)
من فيلم «غزل البنات» للراحلة جوسلين صعب (فعاليات المهرجان)

تمتاز الدورة الـ16 من «مهرجان الفيلم العربي القصير» بتنوُّع الشرائط السينمائية لمواهب عربية شابة. وهذا العام، يزخر الحدث بأعمال لبنانية، بينها ما حصد جوائز عالمية، مثل «يرقة» للأختين ميشيل ونويل كسرواني.

ومن 13 حتى 17 مايو (أيار) الحالي، يستضيفه «متحف سرسق» في بيروت، المُشارك في تنظيمه مع «نادي لكل الناس».

لهواة هذا النوع من الأفلام، مجموعة شرائط تتناول موضوعات مختلفة. فيُفتَتح المهرجان بلفتة تكريمية للمخرجة اللبنانية الراحلة جوسلين صعب، من خلال فيلمها «غزل البنات». ويتناول قصة رسام محترف تربطه علاقة بفتاة وصلت إلى باريس مصابة بالقلق والتردُّد؛ فالحرب اللبنانية تسكن مخيّلتها، ولا تشعر بأنها سوية. ويجد الرسام نفسه أمام هذه المراهِقة، وعليه أن يعاملها بحذر. وبين تصرفاتها الناضجة أحياناً، والطفولية أحياناً أخرى، تنمو علاقة حب غريبة بينهما.

يبدأ الحدث في 13 مايو حتى 17 منه (فعاليات المهرجان)

ومن المخرجين اللبنانيين المشاركين في المهرجان: ميشيل ونويل كسرواني، ومورييل أبو الروس، ويارا جبارة، وتالا عامر، وجوزيف خلوف، وجو مونس.

يشهد المهرجان عروضاً لأفلام تُقدّم للمرّة الأولى، فهو منصّة لصنّاعها الشباب من لبنان والعالم العربي، ويهدف إلى تشجيعهم بعرض أعمالهم أمام الجمهور وعبر وسائل الإعلام. وذلك إضافة إلى عروض لـ38 فيلماً بين قصير وطويل، وندوات ومحطّات فنّية.

وتُقام الثلاثاء في 14 الحالي ورشة عمل حول صناعة الأفلام القصيرة، يديرها المخرجان إيلي داغر وربى عطية، يليها عرض فيلم «كريميرقة»، وهو الأول للأختين كسرواني الفائزتين عنه بجائزة «الدب الذهبي» في مهرجان «برلين السينمائي». فهما سبق أن قدّمتا أعمالاً غنائية وموسيقية وشعرية مصوّرة خارجة على المألوف بتركيبتها ورسائلها.

«يرقة» للأختين كسرواني يشارك في الحدث (فعاليات المهرجان)

وتتناول قصة الفيلم فتاتين؛ سورية ولبنانية: «أسماء» (مسا زاهر)، و«سارة» (نويل كسرواني)، هاجرتا إلى أوروبا. وخلال عملهما في مقهى، تولد بينهما صداقة وطيدة بعد نفور، فتكشف عن أوجاعهما والصدمات التي تخلّلت حياتهما. ويمرّ الفيلم على انفجار بيروت والحرب السورية، كما يحاكي الحنين إلى الوطن من خلال تفاصيل بسيطة يستذكرها الثنائي بحماسة.

ومن المملكة العربية السعودية، تشارك تالا الحربي بفيلمها «عندما يزهر الأحمر»؛ وكانت وفريقها الإنتاجي «نايت أولز» قد فازا بمهرجان «البحر الأحمر» في مسابقة الأفلام القصيرة. يكشف العمل عما يدور في عقل فتاة تحاصر نفسها بتوقّعات مستحيلة، ما يقودها إلى سلسلة أفعال «كمالية» مرضية لا تنحو إلا إلى تدمير الذات.

مشهد من فيلم «نعيمة» لسامي سيف (فعاليات المهرجان)

ومن الأفلام المشاركة في المهرجان، «مار ماما» للفلسطيني مجدي العمري، و«العودة» للسوري يزن ربيع، و«عند قبر والدي» لجواهين زنتار، بإنتاج مشترك بين فرنسا والمغرب.

أما الأفلام اللبنانية التي تُعرض للمرّة الأولى، فمنها «راديو» لجوزيف خلوف، و«زيارة إلى اليمن» لدنيز جبور ومورييل أبو الروس. كما تُعرض أفلام أخرى، من بينها «فلسطين 87» للفلسطيني بلال الخطيب، و«ستشرق من المغرب» للتونسي بسام بن إبراهيم. ومن أفلام ليلة الختام، يحضُر «المفتاح»، و«على هذه الأرض»، و«سينما الدنيا»، و«محاولات الهدنة»، و«دمي ولحمي»، و«بحر» وغيرها...

بدوره، يشير رئيس «نادي لكل الناس» نجا الأشقر، المنظِّم للمهرجان، إلى أنّ الحدث هذا العام يحمل تكريمات عدّة، ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نستهلها بتحيّة للسينما اللبنانية بفيلم للراحلة جوسلين صعب (غزل البنات)، الذي يُعرض للمرّة الأولى في لبنان بعد رقمنته وترجمته. كذلك نقدّم تحية للسينما العربية مع فيلم (المخدوعون) للمصري توفيق صالح، الذي يُعرض أيضاً للمرّة الأولى بعد رقمنته، وذلك بعد 51 عاماً على تنفيذه».

ويؤكد أنّ فلسطين وغزة تحضران في المهرجان من خلال حفل لأحمد قعبور: «سيطلق مجموعته الغنائية الجديدة (ما عندي مينا)، كما سيغنّي (أناديكم)، و(حق العودة)، و(ارحل)، وغيرها من الأغنيات المعروفة».

ويشارك في ورشات عمل يقيمها المهرجان بموازاة عروضه السينمائية، اللبنانيان مورييل أبو الروس وهادي زكاك، وكذلك الأردنية ريم بدر، والمنتجة لارا أبو سعيفان.

ويختتم فعالياته بتوزيع الجوائز على أصحاب الأفلام الفائزة، علماً أنّ لجنة تحكيم المسابقة تتألّف من إيلي داغر وجوسلين جبرائيل وبسام نصار من لبنان، وربى عطية من فلسطين، وريم بدر من الأردن.


«أيام القاهرة السينمائية» تفتح أبوابها للأفلام العربية... متعة لـ3 أشهر

لقطة من الفيلم السعودي «مندوب الليل»
لقطة من الفيلم السعودي «مندوب الليل»
TT

«أيام القاهرة السينمائية» تفتح أبوابها للأفلام العربية... متعة لـ3 أشهر

لقطة من الفيلم السعودي «مندوب الليل»
لقطة من الفيلم السعودي «مندوب الليل»

فتحت فعاليات «أيام القاهرة السينمائية» أبوابها للأفلام العربية خلال الدورة السابعة التي انطلقت في 9 مايو (أيار) الحالي، وتستمر على مدى 3 أشهر. واستقبلت أفلاماً من دول عربية مختلفة، أبدى صنّاعها رغبتهم في المشاركة بالبرنامج الذي أطلقته المنتجة والمخرجة ماريان خوري، ابنة شقيقة المخرج يوسف شاهين، لعرض أهم إنتاجات السينما العربية خلال عام، ليشاهدها جمهور القاهرة في سينما «زاوية» بشارع عماد الدين (وسط العاصمة)، وتنظيم مناقشات بين صنّاع الأفلام والجمهور عقب العروض.

وافتتحت التونسية كوثر بن هنية هذه العروض، بفيلمها «بنات ألفة» المتوَّج بعشرات الجوائز المهمّة، ووصل إلى القائمة النهائية بتصفيات «الأوسكار»، وحاز جائزة «سيزار» الفرنسية.

الفيلم التونسي «بنات ألفة» ضمن «أيام القاهرة السينمائية»

ويجمع الفيلم بين التوثيق والرؤية الدرامية من خلال قصة حقيقية لأسرة تونسية انخرطت ابنتان مراهقتان منها في صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي بليبيا. كما يُعرَض لتونس أيضاً الوثائقي «ماشطات» لسونيا بن سلامة الذي يتناول قصة 3 نساء يُغنّين في حفلات الزفاف.

ويشهد مايو عرض الفيلم الفلسطيني «الأستاذ» لفرح النابلسي، وهو إنتاج فلسطيني - بريطاني - قطري مشترك؛ استضاف مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» عرضه الأول، حيث فاز بطله صالح بكري بجائزة أفضل ممثل، كما حاز جائزة لجنة التحكيم. وهو يتتبَّع قصة المعلّم «باسم»، الذي يفقد ابنه في حادث أليم وتتغيّر حياته عندما يتقرّب من تلميذه آدم.

ويشارك من السعودية فيلم «مندوب الليل» لعلي الكلثمي الذي يُعرض في 29 الحالي؛ وشهد عرضه الأول مهرجان «تورنتو» خلال دورته الماضية. وفيه، يؤدّي محمد الدوخي دور البطولة، مجسِّداً شخصية ثلاثيني يعمل في توصيل الطلبات ويعاني اضطراباً.

في هذا السياق، قال كلثمي لـ«الشرق الأوسط»: «عرضُه في القاهرة حدث مهم لي، لأنه يُعرَض أمام جمهور متذوّق للفنون ومتابع للسينما العالمية، لذا أتطلّع إلى أن يترك لديهم انطباعاً حقيقياً عن قصصنا السعودية»، مضيفاً: «حين بدأنا كتابة (مندوب الليل)، كان تركيزنا أن نكتب قصة سعودية أصيلة تخاطب الجمهور السعودي، لكننا سعدنا بتفاعل الجمهور حول العالم مع بطل الفيلم فهد القضعاني».

وختم: «ثمة كثير من المواهب المصرية ضمن فريق العمل، فأهديهم هذا العرض، وأشكرهم على جهودهم التي ساهمت في خروج الفيلم بهذه الجودة والحرفية». وشارك في الفيلم من مصر مدير التصوير أحمد طاحون، ومصمّمة الإنتاج نيرفانا الشناوي.

أما للمغرب، فيُعرض فيلم «أنيماليا» لصوفيا علوي؛ وتدور أحداثه في إطار الخيال العلمي من خلال امرأة حامل تضطر إلى العيش في منزل أسرة زوجها. وبينما تجتاح ظواهر خارقة جميع أنحاء البلاد، تشهد المرأة سلسلة من الأحداث التي تحوِّل حياتها إلى جحيم.

الفيلم المغربي «أنيماليا» يدور في إطار الخيال العلمي

كما يشارك الوثائقي اللبناني «ق» لجود شهاب التي تتتبَّع من خلاله رحلة 3 أجيال من أسرتها مع تنظيم «القبيسيات» الديني.

وعدَّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين تخصيص سينما «زاوية» ضمن «أيام القاهرة السينمائية» لعرض الأفلام العربية «فرصة للجمهور لمشاهدة أفلام من نوعية مختلفة لا يُتاح عرضها في السينمات التجارية، مما يحاكي ذائقته؛ وأغلبه من صنّاع الأفلام وطلبة معهد السينما وكليات الإعلام». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «البرنامج فتح نافذة مهمّة أمام هذا الجمهور، خصوصاً مع الاهتمام بالجانب الفنّي للفيلم، والتركيز على الأفلام المُشارِكة في مهرجانات دولية»، مفسِّراً عروض الأفلام لـ3 أشهر بالقول: «لوجود إنتاج سينمائي عربي مميّز خلال العام الماضي الذي شهد وصول أفلام عدّة لتمثيل بلادها في مهرجانات عالمية، وكذلك في منافسات (الأوسكار)، على غرار (وداعاً جوليا)، و(بنات ألفة)، و(كذب أبيض)».