مقالات سياسية

مايكل انجلو والبكايين

محمد حسن  شوربجي

 

حقا  فأن خيالنا قد جنح بعيدا وقد توهمنا أننا قد اصبحنا في جنة عنوانها الحرية والسلام والعدالة.

ولكن وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا.

فالعسكر يدعون أنهم شركاء في هذه الثورة

فما فائدة  اطلاقنا لمدافع الخلاص الثورية ابتهاجا بفجر جديد يطوي صفحة الماضي البغيض وهم بيننا كالافاعي السامه.

فثروات السودان مازالت تنهب في ظلمة الليل واحيانا في وضح النهار.

والنهب يمهد جهارا للسادة لصوص البلاد.

و التهريب مفتوح على مصراعيه شرقا وغربا.

وكل مواردنا تباع في أعالي البحار.

و” محاربة الفساد ” شعار فضفاض لا يخيف اللصوص ولا يخيفهم.

و التماسيح والعفاريت  يجوبون كل الديار !!!

فلا عدالة اجتماعية تنصف المظاليم.

ولا عدل ولا  استقرار وجلها تجارة باسم الدين.

والدستور مغيب.

والقانون في الجيوب محمول.

فمن هي ياتري الجهة التي تجر السودان  إلى الوراء؟

ومن هي الجهة  التي تكبح كل تغيير و تفسد كل إرادة   ؟

فهذا الحال المزري الذي آلت إليه بلادنا  يحزن  كل الشرفاء .

ويبقى السؤال لماذا غرقنا في مستنقع التخلف؟

وما هي الأسباب التي تحول بيننا و ركب الدول المتحضرة ؟

اهو التعليم المتخلف الذي ظل يلازمنا طويلا؟

ام الجهل المنتشر في كل الانحاء؟

ام هو تكوين السودان المعقد؟

ام أننا رضينا  أو ربما جرى إقناعنا  بأن التخلف هو مكاننا الطبيعي والذي  نستحقه.

فالسودان اخوتي الآن من دول  القاع  العالمي من حيث  نوعية التعليم وجودته.

وظني اننا سنبقى هناك طويلا مادام فينا هذا الكم الهائل من الجهلاء.

فهم ومنذ تفجير الثورة يرفضون تطوير التعليم.

وهذه الايام يدور جدل عقيم حول المناهج.

ومازال القوم احترابا على صورة مايكل انجلو  وقصة خلق آدم.

وان كنت لا أرى في هذه الصورة  أي دعوة شركية أو إساءة للذات الالهيه التي تستدعي بكاء الناس في المساجد.

وفقط الأمر  مجرد ثقافة للعقول البشرية شأنها شأن  كل الثقافات الغربيه التي بيننا بمختلف أنواعها.

ففي مخيلتنا قصة  اسلاميه عن خلق آدم.

ولا ضير أن اطلعنا كيف هي عند المسيحيين.

وكيف هي عند اليهود.

وكيف هي عند الهندوس.

وهل محوها من المنهج سيمنع أبنائنا من الاطلاع عليها في الانترنت أو في جامعات العالم.

فالأمر هو مجرد جدل  من أجل تحقيق مكاسب سياسية .

فمنهج الكيزان اعتاد تعليم التلاميذ القراءة والكتابة وبعض العمليات الحسابية وتدريسهم ثقافة عامة متأثرة بالماضي مع تركيزهم  الشديد على حشر توجيهات حسن البنا والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.

وهذا خلق في السودان شخصية منكمشة مقتنعة بما هي فيه والحل في تحرر التعليم  بدل التلقين وتكرار المكرر .

علينا أن نطلق خيال أبنائنا  و نلقي بهم في قلب التحدي.

علينا أن ندعهم يغامرون في هذه الحياة حتى نخرج منهم كل الإبداع.

■□■□■□■□■□■□■□■□□■□■□

محمد حسن شوربجي

<[email protected]>

 

‫2 تعليقات

  1. هذه الصورة المسماة خلق ادم هي عبارة عن كفر و شرك في الدين الاسلامي لذا فهي خط أحمر في السودان البلد المسلم , اللهم الا اذا اردت انت ان تغير دين الناس و بقية الملل و الاديان أحرار فيما يفعلون او يعتقدون .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..