(
MENAFN- Al Watan)
في أحد الأعياد الإسلامية القريبة، صور صديقي - الذي رافقته في زيارة إحدى 'دول برى- منزل والده، الذي يبلغ من العمر 80 عاما، وظهر نسله، وهم ملتمون، يصولون ويجولون، قرابة الـ 20 نسمة، والـ 20 نسمة خلفوا 'نسمات ونسمات، ليذكرني هذا بمشهد من فيلم 'مرجان أحمد مرجان، حينما اتصل البطل أحمد مكي بعادل إمام يصف المكان من حوله قائلا: 'ماصورة نسوان ضربت في المكان، إشارة إلى أن المكان يغرق بالنساء، كما لو أن 'ماصورة ماء انكسرت، وبدأ المكان يغرق، مكان صديقي هذا، بدا وكأنه 'ماصورة أطفال ضربت في المكان.
المهم أننا تجاذبنا أطراف الحديث حول هذا 'الغرق بالأطفال، ونقارن هذا العدد ببيتهم وبيتنا وبيت جيراننا وجيران جيراننا وجيران جيرانهم، أو بالأحرى من 60 % إلى 70 % من المنازل في السعودية وقت الاحتفالات، وحينما تجتمع 'العيلة، كيف أنك تجلس تتذكر 'هذا ابن مين؟، وهذيك بنت منو؟، وكل منهم يناديك 'يا عمي ويا خالي وأنت كـ 'الأطرش في الزفة، من كثر العدد.
نقارن طبيعة 'الانفجار البشري الحاصل لدينا، بالعائلة التي كنا نسكن معها في تلك الدولة، 'شايب وعجوز خلفوا ثلاثة أولاد، وهؤلاء الأولاد جميعهم حينها، كانوا يدرسون الماجستير ولم يخلفوا بعد، رب تلك الأسرة لم ينتج لهذه الحياة أكثر من ثلاثة في الفترة نفسها التي أنتج فيها رجل وحده 20 نسمة، خرج منها 60 نسمة، وهو الرقم الذي قد يتخطاه البعض بسهولة، فتجد بعض الآباء قد خلّف 40 و 50، بعض أبنائه قد تقاعد من عمله والبعض الآخر لا زال 'على السيريلاك، وهذا ليس بمستغرب عندنا، فما بالك بالعدد الذي سيخلفه هؤلاء الـ 40 أو الـ 50.
المهم أننا بدأنا نتصور مستقبل هؤلاء الأطفال، بأن كلا منهم يحتاج وظيفة وسكنا وسيارة، وقبلها ملفا في مستشفى الأسنان، ومقعدا في جامعة الطوفان، ويحتاج إلى حياة مشرقة، فهل بدأنا كأسر نخطط لذلك جيدا، مثل ما أن الأب الأمريكي يخطط لمستقبل ابنه، بجمع مبلغ دراسته الجامعية، وهو ما زال يحبو ويخطو خطواته الأولية.
ما أريد قوله إننا لو قارنا عدد الأسرة الواحدة مع نظيرتها، في دول أخرى سنجد أننا نتضخم بسرعة قصوى، وهذا يضعنا أمام تحد أقوى لتوفير مستقبل آمن لأطفالنا حاليا، وشباب وكفاءات وطننا مستقبلا، ولأن الهيئة العامة للإحصاء تتحضر للتعداد العام للسكان والمساكن، نتمنى ألا يأتي التعداد القادم بعد 10 أعوام تقريبا، والحصيلة النهائية للتعداد وقتها (انفجار بشري).
MENAFN22112020000089011017ID1101165978
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.