الاستاذ سفيان العماري | ثورة الامام الخميني انموذج يقتدى به و واقع اليمن يمر بذات الظروف

أ. سفيان العماري –
اصبحت حركة الامام الخميني وثورته اكثر رسوخاً ، ورسالتها اكثر انتشاراً ، وهي تطور طبيعي للثورات العربية والاسلامية التي قاومت المستعمر في العصر الحديث ، بل اعتبرها تتويجا لها ، وذلك بسبب قدرتها على الاستمرار والتطور وتحديث آلياتها ،، والأهم من ذلك كله قدرتها على التوسع والانتشار ، وتحقيق عنصر المفاجأة وارباك حسابات اعداء الأمة.
اليمن وشعبها يمر بظروف مشابهة لثورة مصدق ، وفشل انتفاضة فبراير الذي ادى الى مزيد من الضغوط على الشعب الثائر والحائر في تلك الحقبة ، وادى في النهاية الى ثورة مركبة في 21 سبتمبر 2014م وهي مرحلة الثورة الشاملة.
ونحن اليوم نتعرض لنفس المؤامرة التي مرت بها ثورة ايران الاسلامية وتآمر الغرب عليها ، واقحامها في حرب السنوات الثمان التي صبر عليها الشعب الايراني ، وفي النهاية استطاع الظفر باستقلاله وسيادته برغم التضحيات الجسام ، وهو أن شاء الله مصير ثورتنا الفتية في اليمن ، وإن شاء الله بعد ان ننتصر على العدوان سنظفر باستقلالنا الحقيقي ، ونحقق السيادة الوطنية ، وسنصدر ثورتنا الى كل شعوب المنطقة ونساعدها على التحرر من التبعية للاستعمار الغربي والاستحمار الذي تفرضه عليهم انظمة الفساد والجهل والافقار في الوطن العربي. لن نجعلهم يهنئون بنومهم بعد الان ابدا.
كل ما علينا في المرحلة القادمة هو الاستفادة من ثورة الامام الخميني في مأسسة الثورة ، او الانتقال بها الى الدولة ، دولة الثورة ، وتدويلها لجعلها نموذج للثورة المستمرة والواسعة الانتشار ، والتي تملك اسباب الاستمرار والتطوير ، ولكي تبقى انموذجا يحتذى به لدى كل الثوار الاحرار من شعوب المنطقة التواقة للحرية والديمقراطية ، ولكن ينقصها النموذج الخلاق ليصبح النور في آخر النفق.
والامل والايمان بنجاح اي ثورة هو الذي يشجع اي شعب الى الثورة وبذل التضحيات ، وهو ما كان يتمناه الامام الخميني و ما آمن به دوما إن الشعوب الاسلامية ستلحق بركب الشعب الايراني نحو الانعتاق من الهيمنة الاستعمارية ، لان ارادة الشعوب تصنع المستحيل كونها نابعة من إرادة الله.
وهذا هو هدفنا الذي نعمل عليه في المرحلة القادمة باذن الله .
ختاما ، ان اهم درس عقلاني وانساني من ذكرى الامام الخميني انه اعاد الى الذات الانسانية مفهوما كان ضائعا بفعل فاعل ، هذا المفهوم هو ايماننا بقدرتنا على مقاومة الهيمنة ” نحن قادرون” ، هذا المفهوم افسد كل ما عملت على زراعته قوى الهيمنة بأننا ضعفاء.
نحن قادرون على ان نبدل التهديد الى فرص ، وهذا كلة بسبب ايماننا بقدرتنا على تجاوز المحن ، وتجربة ايران نصب أعيننا.

*امين عام حزب الشعب الديمقراطي “حشد”

مقالات ذات صلة

إغلاق