أفي سلامة من ديني ؟

بقلم ـ سعاد الشامي

ألا يحق لنا أن نطأطئ رؤوسنا خجلا ونحن نقرأ هذه العبارة ” أفي سلامة من ديني ؟” لنعترف أمامها بالضعف والهوان ويلزمنا الفشل والخزي والعار ونحن نشاهد بأم أعيننا المنزلق الخطير الذي وصل إليه حال ديننا الإسلامي ؟!

قائل هذه العبارة هو: إنسان كان قد بلغ أعلى درجات الكمال الإيماني وأرقى مقامات المبادئ الإنسانية والأخلاقية ، هو الحائز على المحبة الالهية ، هو إمام المتقين وسيد الوصيين ، نفس رسول الله ورفيق دربه وإبن عمه الإمام المرتضى علي بن أبي طالب صلوات ربي وتسليمه عليهم أجمعين.

الإمام علي عليه السلام بمنزلته السامية وخصوصياته المقدسة قال هذه العبارة في أصعب وأحرج موقف قد يتعرض له الإنسان بفطرته البشرية عندما يسدى إليه خبر كيفية وفاته ونهاية أجله ليعتريه مايعتريه من الخوف والقلق والاضطراب على زوال روحه من هذه الحياة ومغادرتها إلى عالم الغيب ولكن الإمام علي حين أخبره رسول الله بقصة استشهاده وبأن لحيته ستخضب من دم رأسه لم يقل وآسفاه على حياتي بل قال ” أفي سلامة من ديني ” كان هذا هو الهم الوحيد الذي يجول في وجدانه ، وبعد أن حصل على تصريح الطمأنينة من رسول الله بكلمة نعم .. قال: “والله لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت عليا “. لايهمه الموت ولو تقطع أربا أربا مادام ودينه سالما له.

أين هم اليوم أبناء الاسلام من هذا الموقف؟! هل مازالون يحملون في أفئدتهم شيئا من الحرص على سلامة هذا الدين ؟!

أم أن سلامة أجسادهم وبطونهم وجيوبهم وسلطانهم ونفوذهم هو همهم الوحيد وحلمهم السرمدي المرافق لهم في سائر أيامهم وشتى مواقفهم ؟!

هاهو الدين الإسلامي قد استهدف في ثوابته وماهيته وحقيقته وروحه من خلال حملات التدجين والانحراف والضلال التي يشنها أعدائه من اليهود والنصارى بعد أن نجحوا في نشر الجراثيم الداعشية والفيروسات القاعدية الضارة والفاتكة بجسد الدين وصنع اسلام مزيف على الطريقة الوهابية اللعينة وتسويقها كنموذج لهذا الدين.

ومع هذا لم يلتفت أبناء هذا الدين إلى هذا الخطر الكبير والمخطط اللعين ، بعد ما أصابهم ما أصابهم من الغباء والحماقة والتي جعلتهم تجاه هذا الدين كجذوع النخل التي اجتثتها رياح الكفر وأبقتها خاوية على عروشها.

سلامة الدنيا والحرص على البقاء فيها والتلذذ بمغرياتها بعيدا عن الدين السليم هي ماخلقت لدى الكثير من الناس شعور الدهشة والتعجب والاستغراب تجاه تضحيات الشهداء واستبسال المجاهدين ، لذلك نراهم تارة يجزمون بأن هؤلاء مغرر بهم وتارة يؤكدون بأن بذل هؤلاء وتضحياتهم ماهو إلا تحت مفعول السحر أونتيجة تعاطي مواد تجعلهم فاقدي الوعي بحيث يمتلكون الجرأة على التنازل عن هذه الدنيا وملذاتها بكل سهولة خاصة ومازال معظمهم في مقتبل العمر !

هؤلاء من فرط غبائهم وتدجين أفكارهم باتوا لا يدركون أن سلامة الدين هو المرتكز الرئيسي لضمان السلامة الجوهرية والحياة الكريمة في الدنيا والآخره وأنها منهجية الأولياء والأتقياء من قرناء القرآن وحامليه ابتداءً بالإمام علي عليه السلام ومن لحق به من أبنائه وأحفاده إلى أن سطع من صعدة نجم حسين العصر ليسير بذات الدرب المقدس ويتخرج من مدرسته النورانية ومشكاته القرآنية عمالقة هذا الزمان الذين باعوا الله دنياهم فلم يخرجوا بطرا ولا أشرا ولم ينطلقوا رياء ولا سمعة ولم يهبوا طمعا في سلطة ولا رغبة في شهره ولا طلبا لجاه ولا سعيا لثروة وأنما حرصا على أن يلاقوا ربهم ومازالوا في سلامة من دينهم.

#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق