*الشـهـيـد أكـرمـنا*

بقلـم ـ ريـهام البهشلي

مامن أمة من أمم الأرض على مر العصور إلا ولها مع الشهادة والشهيد حكاية ، ذلك بأن الشهيد هو أعظم وأشجع وأسخى وأقدم من ضحى ، ومن هنا جاءت عظمة الشهيد لدى شعبه وأمته؛ ومن هنا دونت الأقلام لتحكي مفاخر الشهداء وسيرهم العطرة وبطولاتهم الفذة، فهم القدوة لكل من أراد أن يجمع بين خلود العيش والذكر الجليل.

ومن هنا جاء القرآن ليقص لنا ويخبرنا ما للشهيد عند ربه من جنات النعيم ومن رفيع المنزلة وكريم الحفاوة وحسن المئاب والرفقة .

ومما لاشك فيه أن للشهيد مشروعه وأنطلاقه ومبادئ أنطلق وجاهد وضحى لأجلها ، فكانت غاية إستشهادهم تساوي منزلة الأنبياء والصديقين ، فهو شهيدً في سبيل الله ، وللدفاع عن وطنه وشعبه وأمته .

فلن تجد أعظم من الشهيد ترك الدنيا، وطلق الحياة بما عليها من مغريات وزينة وملذات، وترك الزوج والمال والأولاد والأهل والأصدقاء ورفاق الصبا وكل شيء،
قرر أن يموت ليعيشوا ، قطع مسلسل حياته وبرنامجه من أجل الله وحده لاشريك له وينعم شعبه بالحرية والكرامة والعزة .

هكذا يفهم الشهداء البواسل قبل استشهادهم شكل المعادلة ومكونات طرفيها وناتج حسابها وتفاعلاتها .

إنهم يضحون بأنفسهم وأرواحهم؛ ليزيحوا بتلك الدماء ظلم وقهر أطفالهم ونسائهم، إنها صفقة فداء غالية، وبيعة رابحة ،
ولكرامة الشهداء حكايا كثيرة، فقد أكرمهم الله بجود ما عنده وعظيم ما قد أكرمهم به من عظيم الكرامة فهو أكرم بدمه أمه بأكملها .

فالشهيد يبقى خالد بمقامه الذي يفوح منه عطر الرياحين ، فهم انطلقوا وجعلوا من الشهادة عِرف من أعرافهم ، الذي يتفاخرون ويتسابقون لأجل تحقيقه ، فهل حسب الأعداء ، أن هناك من يُهزم وهو يعشق معانقة الرصاص وحد السيوف .

انطلقوا انطلاقة حيدر وضحوا تضحية الحسين فسقطوا جنوداً لمحمد، ورحلوا أولياء لله الواحد القهار .

فمهما تحركت المشاعر والهواجس والأقلام ، ليس لنا إلا رفع السلام لهم، واقتفاء أثرهم ، وتقديس دمائهم وأضرحتهم ، وتجميل صورهم ، عسى أن يكون لقائنا بهم قريب .

#لبيك_ياشهيد
#الذكرى_السنوية_للشهيد
#اتحاد_كاتبات_اليمن

مقالات ذات صلة

إغلاق