منبرالعطاء

كتبت /أفنان محمد السلطان

كما تعرفون وكما هو متداول بين المجتمعات بأن العطاء هي اﻷم ﻷنها تعطي أبنائها مايريدون وتعمل لهم اﻷشياء بكل سعادة دون تذمر وبدون أي مقابل.

ولكن …..من هي منبر العطاء؟
منبر العطاء هي أم الشهيد التي دفعت بفلذة كبدها إلى ساحة الجهاد والتجارة مع الله
والتجارة مع الله ليست كا التجارة مع البشر التي تحتمل الفوز أو الخسارة
فالتجارة مع الله رابحة وليس فيها خسارة مطلقا
فقيل عن هذه التجارة في محكم القرآن الكريم بأن هذه التجارة تنجي من العذاب اﻷليم
قال تعالى (( *يأيها الذين ءآمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم .تؤمنون با الله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون))*
فأم الشهيد هي أم عظيمة ﻷن ليس سهلا على اﻷم أن تفارق ولدها ولكن أثبتت المرأة اليمنية عطائها الذي لايقابله أي عطاء في العالم وصمودها الذي لايضاهيه أي صمود فالجبال انحنت أجلالاً لها ولثباتها .

فأي أم في العالم تحمل أغراض أبنها إلى سيارته لكي يذهب الى الجهاد وتقول له اذهب الله يجعل النبي محمد عن يمانك والإمام علي عن يسارك وتودعه قائله الله يرضى عليك مثل ماقلبي راضي عليك وعند تلقيها لخبر استشهاده توجهت إلى الله قائلة نفس العبارة وكذلك واجهت كل من يحاولون تشكيكها بأن ولدها ليس شهيد من المنافقات والمرجفات بالصبر والثبات على الحق فأي أم شهيد هذه التي ذاب الحديد أمامهاغير المرأة اليمنية!!

وأي أم في العالم تستقبل ولدها وقد استشهد بالفل
والرياحين غير المرأة اليمنية

وأي أم في العالم عندما يخبروها باستشهاد ولدها تتصل لكي تحشد لتشييع أبنها بقولها أريد ﻷبني موكب مهيب وأريد صرخة حيدرية تزلزل المكان فثبتت كالرواسي التي لاتؤثر فيها العواصف وإن كانت من جميع الجهات غير المرأة اليمنية

وأي أم في العالم هي تلك التي تطلق النار عند استقبالها لجثمان ولدها الطاهر وتقول أهلا بك يا ولي الله الحمد لله الذي شرف ولدي بالشهادة فانحنى لها العالم سوى المرأة اليمنية.!!

وأي أم في العالم التي قالت أنا أستحي من الله بأني قدمت أربعة شهداء فقط فاستقال العطاء أمامها سوى المرأة اليمنية

وأي أم في العالم هي تلك التي تزلزلت الجبال من موقفها الذي أدهش العالم وسجل في التاريخ
عندما جلبوا لها ولديها أحدائهما ممن دافع عن دين الله وعن بلده وعرضه فاستقبلته بأفضل استقبال
وأما اﻷخر كان ممن باع دينه وعرضه وبلاده للمحتل مقابل شيئا لاقيمة له فتبرت منه ولم تقبل باستقباله فأي أم هي هذه غير المرأة اليمنية

وأي أم في العالم هي أم الشهيد عبد القوي الجبري التي هاتفها الدواعش وقالوا لها نحن قتلنا أبنك تعالي لتأخذيه
فكان ردها : أما ذلحين فلتأكلوه فنحن لانسترد شيئاً قد بعناه من الله
أبني في سبيل الله رابح وماخسر أحد، سواكم أنتم الذين بعتم أنفسكم بثمن بخس فانفلقت الصخرة عندما سمعت قولها

وأي أم في العالم عندما تستقبل فلذة كبدها وترفع بأيديها إلى السماء مخاطبة رب السماوات واﻷرض وتقول اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى متخذة السيدة زينب عليها السلام قدوتها سوى المرأة اليمنية

فيا أم الشهيد أنتي فعلاً منبراً للعطاء
والعطاء يخجل ويتلاشى أمامك وأمام ماتقدميه من عطاء
فسلام الله لكل أم قدمت فلذة كبدها لرفع راية الحق والدفاع عن هذا البلد العزيز
فأي إمرأة هي المرأة اليمنية
وأي أم انتي ياأم الشهيد!!

#اتحاد _كاتبات _اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق