خمس عظيمات سجلهُنَ ياتاريخ

بقلم/ريهام البهشلي

الإنسان هو صانع التأريخ وهو مادة صناعته ، فالتأريخ معرض لأعمال البشر حميدها وذميمها ، فالإنسان عارضاً ومعروضاً وكاتباً ومكتوباً عنه.

ومن حاضرنا سوف يُخلد التأريخ أعظم المواقف والبطولات كما خلد سيرة أجدادنا عبر عِدة مواقف وبطولاتً شتى، ومن بين هذه المواقف والبطولات والتضحيات هي عناوين أخترناها تبجيلاً وتعظيماً لنكتب عنها بسطور قليلةً خجله عن الخمس العظيمات فدون ياقلم أولهن :_

_أم المرابط : في إنطلاقات الرجال تقف النساء ظهور لهم من خلفهم ، فتزيد من ثباتهم وتقوي عزائمهم ، ومن بين انتصارات ومن بين الصحاري والوديان والجبال يقف إبنها في وسط المعارك مستبسلاً ، يالها من عظيمة (أم المرابط)

كيف تُشجع ولدها على الجهاد والرباط وتدفعه للأنطلاق في سبيل اللّٰه ، فلا تهتم إن عاد جريحاً أم شهيد أو أسير ، لأنها للّٰه قد نذرته جُندياً لله ، فما أعظم دعواتكِ التي لاتنقطع يومً عنهم ، إنها دعوات أمً صابرة تدعوا بالنصر والتأييد والثبات ، أنتِ السند وأنتِ القافله ، قفِ فخراً بأبنكِ فإن الجهاد شرف وله مكاسب من عند الرحمن والنصر من عند اللّٰه بأيدي أبنائكُنَ الأطهار .

ومن عظمة الأمهات ننقل العظمه والتبجيل إليكِ يا(أم الأسير) إن لكِ كل السلام والتسليم لكِ منا ومن التأريخ ألف تحية لصبرً وأحتساب وثقةً باللّٰه بفك قيود جحيم الأوغاد

نتعلم من ثباتكِ كيف قوة الإيمانِ مثلك مثل نساء التأريخ العظيمات ، تنتظر في الليالي بدمع عيونها التي سُلب منها أبنها في معارك الأبطال أسيرً في أيادي الجبناء

لاتحزني فااللّٰه معه حتى في أوكار الطُغاة ، فإن عذبوه فهو عذابً له الخلاص ومثواه الجنان ولهم الخُلد في جحيم المنافقين الكفار ، دعواتكِ هزت السموات والأرض فبُشرى لكِ من الرحمن فإن عاد فأحتضنيه وإن حلق إلى السماء فلكِ لقاءً به أعظم عند الحنَان المنَان.

ولنا أيضاً في موقف العظمة والصمود والثبات والإباء والصبر (أم الجريح ) آيا أيتها الأم الصابره والمحتسبه حدثي

آيا أيتها الأم المبجلة حدثينا عن صبركِ عن حرقة قلبكِ الذي يتألم حُزنً على ولدها المكبل بالجروح النازفات ، كم هي أجوركنَ وأنتُنَ تقفنَ بهذا الصبر والثبات والرضا ، وحسبنا اللّٰه سلاحكُنَ فهل غير اللّٰه نعم الوكيل ، نحن نرى جرحى الحرب منهم من فقَـد أحد أعضائه ومنهم من شُلت حركتُه ، ومنهم ومنهم ..

إنها مشاهد ولحظات تألمنا لها فما بالنا بهذه الأم العظية التي ترى أغلى مالديها بهذا الحال ، لكن رغم هذا الألم كله فإن صمود وثبات وقوة (إم الجريح) قد هز عروش المستكبرين المتألهين، أنتِ جبل الصبر الذي لا ولن يوافيه أحد قَط ، فقليلً من كثير من الألم والأوجاع ثم أبشري أنتِ وعظيمكِ الجريح بجنان الخالدين فهذا جزاء الصابرين ياقدوة المؤمنات يازينبيات عصرنا الجريح.

وفي عظمةً عظيمه لنا حديثً عن عظيمةً آخرى إنها أنتِ يا (أم المفقود ) أنكِ عظيمةً بمعنى الكلمه ، عظيمةً بتعدد الكلمات العظيمه، إنه قلبكِ الذي لايهدأ عن التفكير بعزيز قلبها ، هي دائمة التفكير بإبنها ، أين وكيف مصيره هي لاتعلم أكان إبنها جريحً ، أسيرً ، شهيدً ، تعيش في حيرتها فلا تنام ليلها ، تتخيل إبنها جوهر عيونها ، فتدعوا اللّٰه في الليل والنهار بقلبها المحتسب الصابر ، المقوى باللّٰه وبأقداره فهيَ تحمد اللّٰه وتشكره في بسمة وجهها الرضي قائله : لماذا أقلق على وليً من أولياء اللّٰه فكيف ما كان فإن إبني في يد اللّٰه ورعايته ورحمته ، كيف أقلق وأبني مع الرحمن أنطلق وسار في طريق وسبيل الحق المُبين …

إن هذه هي قوة إيمان وثقه باللّٰه ، إن اللّٰه يشهد صبركِ ويشهد حال ابنكِ فأشمخي فإن بعد الصبر بشرى ، فلا أسمه سيُمحى ولاذكره سيفنى ، إن الدنيا أوجاع وصبر وحزن لكن لنا مع الله تجارةً لاتبور وكفى بكِ وبه للرحمن قربانً عظيما ، فلا تحزني ياأماه فإني مع اللَّه أنطلقت مجاهدا.

ومن صبرً إلى ثباتً إلى صمودً إلى قوة الموقف إلى عظمة الطريق ومن عظمة المؤمنات الصادقات المجاهدات يُقدمنَ فلذات كُبودهنَ قرابين لله ولرضاه وللتجاره مع الله إنها (أم الشهيد) : إنكِ أنتِ أيتُها العظيمه بمقام إبنك الذي نذرتيه للّٰه ، أنتِ جبل الصبر الزينبي ، منكِ انتِ أيتُها العظيمه تقتدي بكِ كل المؤمنات لأنكِ برزتي في أعظم العناوين والمواقف ، فأنتِ الفداء والعطاء والبذل يامفخرة التأريخ ، تزُف أبنها بفخرً وشموخ وأعتزاز ، تزُفهُ إلى مثواه في الفردوس حيث الأنبياء والمرسلين ، كيف يُمكن أن نصف هذه العَظمة الزينبيه ، فألف سلامً لكِ وألف سلامً عليكِ ، أذهلتِ العالم بثباتكِ يا (أم الشهيد) فلا تحزني ولاتتئسي عليه ، فإنهُ حيً يُرزق عند رب العالمين ، فرحً ، مستبشرً ، بما أتآه اللّٰه من فضل وشرف وعزة وتكريم ، فرحً يتباهى عند اللّٰه بأمه الصامدة ، الصابرة المؤمنة

فهنيئاً لكِ ولأبنكِ هذا الوسا ، إنه وسام التأريخ وفخره، إنه شهيد، وهل بعد الشهيد كرامه أفضل منها وهل بعد هذا الفوز العظيم عظمه ، بدماء أبنائكُنَ تنتصر الأجيال ، جيلً بعد جيل ، فهم عزة الأمم في كل العصور .. فبشرى لكُنَ بشرى.

فسلامً على يمنً تحتضن هؤلاء الرجال والنساء، فصدق الرسول عندما قال : {الإيمان يمان والحكمة يمانيه } سلامً سلامً عليكم ياقبلة التضحيات والفداء والثبات ، أنتم ذُخر الأمه ، وهيبة الإسلام ، فسجل ياتأريخ سجل.

#الذكرى_السنويه_للشهيد
#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق