هَويتُنا الِإيمانية فَلاح

بقلم ـ أسماء عباس السياني

لكل شعوب الأرض ، ولكل الأمم المتعاقبة هوية تُعبر عنها ، وتتمثل هذه الهوية في عاداتها وتقاليدها ، ومعتقداتها ، وأفكارها ، وسلوكياتها ، ومنهجيتها التي تسير عليها ، وبالمقابل تحافظ عليها وتتشبث بها ، وتورثها لأجيالها الآتية ، حتى وإن كانت خُرافية ، أو شاقة على الإنسان المنتمي لها ، وتفرضها على نفسها هيه ،بل وتنفذها ، وتسعى في أن تحميها من أفكار أو معتقدات دخيلة على هويتها المتمسكة بها .

لكن نحن كشعب مسلم ، وبحكم انتمائنا لهذا الإسلام لنا هويتنا الإيمانية ، ولنا منهجيتنا ، وثقافاتنا ، وعقائدنا ، والشعب اليمني في الطليعة لدية هويته الإيمانية المميزة له وهي قول رسول الله – صلوات الله عليه وعلى آله- ( الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ) ، فبحكم انتمائنا للإيمان وهويتنا المرتبطة به تأتي توجيهات الله و أوامرة في القرآن الكريم مخاطبة هؤلاء المؤمنون ، تُوجههم ، وتُرشدهم ، وتُبين لهم ، وتُنجيهم ، وتَرسم لهم طريق النجاة والفلاح ، وإشادة إلى هذا الموضوع المهم جداً والحساس بالنسبة لنا كشعب هويته إيمانية ، ألقى سماحة السيد/عبدالملك بدرالدين الحوثي ”حفظه الله” كلمته في لقاء مع شخصيات علمائية وتثقيفية واجتماعية ومسؤولين في الدولة ، والتي كانت بعنوان (الإيمان يمان) ، وتحدث في سياق الموضوع عن الهوية الإيمانية ، ومخاطبة كتاب الله لهؤلاء المؤمنين في توجيهاته وأوامرة التي هي مصدرها هو الله الرحمٰن الرحيم ، وأن كل توجيهاته التي يوجهنا إليها في سُوره وآياته هي من مُنطلق رحمته الواسعة بنا كمسلمين ، ومنتمين للإيمان ، وأن ذلك التكريم العظيم الذي حظي به أنبياء الله والمبلغين لرسالته وصفهم بأنهم مؤمنون ، أي أنهم يطيعون الله في كل توجيهاته وأوامره ويجتنبون كل نواهيه ، وفي المقابل النعيم العظيم والفوز الذي أعده لهم ، فيما ذلك أن رضوان الله تعالى هو أكبر من النعيم المادي .
ونحن في واقعنا كأمة مسلمة ، نعيش أكبر أنواع الاستهداف والغزو في كل مجالات حياتنا ، في المجال الفكري ، والثقافي ، والسياسي ، والديني ، الاقتصادي وكثير من المجالات الواسعة جداً ، فهؤلاء الأعداء يسعون إلى إظلالنا ، والتأثير علينا بشكل كبير ، ويقومون بذلك بكل نشاط وهمّه وبعمل منظم وحثيث ، وشريحة الشباب هيه الأكثر استهدافاً وتأثيراً ، فهم يستهدفونهم بشتى الوسائل والطرق وأبرزها مواقع التواصل الاجتماعي ، ووسائل الإعلام المختلفة منها ماكان مسموعاً أو مرئياً أو مقرؤاً ، أو من المناهج التعليمية الممسوخة والضارة على العقول والأفكار ، فعلينا نحن المسلمون والمنتمون إيمانياً أن نرسخ في واقعنا وأذهاننا ، ومنهجيتنا صدق الإنتماء الإيماني ، وصدق الإنتماء الإيماني لا يتحقق إلا بالإلتزام العملي لتوجيهات الله في كتابة الكريم في التصدي لكل أنواع وأشكال الاستهداف والتأثير علينا ، فالإنتماء الإيماني هو أعظم حصن لنا .

وحيث تحدث السيد القائد في كلمته عن الحضارات وعن التصوير الخاطئ لمعنى ومفهوم التحضر ، وعن الحضارة الجوهرية الصحيحة والمتمثلة لكتاب الله وتوجيهاته ، وليس ما ينقله أعداء الإسلام على أن الحضارة هي انتشار المفاسد والمنكرات ، وانفلات الإنسان من الضوابط والقيم والالتزام الأخلاقي ، وأختتم كلمتهُ مشيداً بالشعب اليمني وبصموده العظيم والذي كان الأساس في ثباته هو الله ،التزامه بتوجيهات الله ، وتمسكه بهويته الإيمانية والتي قال عنها فلاح ، وقوة ، ونصر ، وعزة .

#الإيمان_يمان
#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق