مذكرات «الحلقة 2»: الملك عبد العزيز يعزز علاقته بالقبائل في نجد قبل التطلع إلى الخارج

الدبلوماسي السوفياتي: معاهدة الصداقة مع الإنجليز في 1927 كانت نصراً كبيراً لابن سعود

الملك عبد العزيز وإلى يساره ابنه الملك فيصل الذي شغل منصب نائب الملك في الحجاز
الملك عبد العزيز وإلى يساره ابنه الملك فيصل الذي شغل منصب نائب الملك في الحجاز
TT

مذكرات «الحلقة 2»: الملك عبد العزيز يعزز علاقته بالقبائل في نجد قبل التطلع إلى الخارج

الملك عبد العزيز وإلى يساره ابنه الملك فيصل الذي شغل منصب نائب الملك في الحجاز
الملك عبد العزيز وإلى يساره ابنه الملك فيصل الذي شغل منصب نائب الملك في الحجاز

حلل المبعوث السوفياتي نظير تورياكولوف أيضاً موقف سكان مدن الحجاز من السلطة، وحسب تقييمه، فإن كبار التجار كانوا يسيطرون على جميع مرافق الحياة في المدن، بينما كانت مصالحهم ترتبط بالسوق الإنجليزية والهندية. وتبعية النخبة التجارية في الحجاز للعالم الإنجليزي - الهندي، أمْلَت عليها «ذلك الخط السياسي، الذي كان الإنجليز يرسمونه آنذاك، من دون الاكتفاء بوسائل الضغط السياسي والاقتصادي، وكذلك استخدام وسائل الضغط الثقافي على نطاق واسع».
ومن الصعب الجزم، ما إذا كان تورياكولوف عرض استنتاجاته على أساس ملاحظاته والمعلومات الواردة إلى الدبلوماسي أم أنه كان يرسل إلى موسكو المعلومات التي يودّون هناك سماعها - وهذا الأسلوب كان شائعاً على نطاق واسع لدى الكثيرين، وليس فقط في أوساط الدبلوماسيين السوفيات، علماً بأن موسكو التي وضعت في طليعة مهامها في السياسة الشرق الأوسطية مواجهة الإنجليز، تود أن ترى دسائس «الإمبرياليين الإنجليز» في كل مكان، أينما وُجدوا أو لم يوجدوا.
مع ذلك يمكن أن نستخلص من الوثائق التحليلية التي بعث بها تورياكولوف إلى المركز، أن الملك عبد العزيز يتعرض من جانب لضغوط قبائل البدو الميالين إلى طاعة شيوخها وليس إلى السلطة المركزية، ومن جانب آخر لضغوط اتجاهات تفكير كبار تجار الحجاز ذوي الميول الإنجليزية، وبالقدر نفسه ضغوط البدو، ولا يرحبون بسعيه إلى إقامة دولة مستقلة في جزيرة العرب. وكان تورياكولوف مقتنعاً بأن الاعتماد فقط على العقيدة الإسلامية «الأصيلة» يمكن أن يضمن للملك عبد العزيز توحيد المجتمع الحجازي والنجدي.
وكتب المبعوث السوفياتي أن المبدأ لـ«بناء المجتمع والدولة الذي يجمع الملك عبد العزيز بموجبه في شخصه كامل السلطة والإمامة، يعطيه في منصب الملك صلاحيات واسعة لتحقيق نياته». وأفاد تورياكولوف بأن ابن سعود عمل ما يتفق مع نمط حياة السكان وتمثل بالنسبة إليه السند الذي يرتكز عليه «في الكفاح من أجل بلوغ أشكال أرقى النشاط الاقتصادي». وجاء في الرسالة السياسية للبعثة السوفياتية أن الملك عبد العزيز «يعمل على زيادة وتقوية العناصر الزراعية (في الواقع إنها ما زالت شبه زراعية) وفي الوقت نفسه يعمل على إضعاف النفوذ التقليدي للبعض بضمهم إلى صفوفه (480)».
كما لاحظ تورياكولوف تنامي دور الإخوان (أو ما يسمى «إخوان مَن أطاع الله» وهي حركة نشأت في السعودية عام 1911 تقودها مجموعة من شيوخ القبائل والدعاة وتم القضاء عليهم في معركة السبلة) في الدولة، إذ «يمثلون سند الملك عبد العزيز لا في داخل نجد فقط بل وخارجه في أرجاء المملكة كافة، ولهذا فإن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب شغلت في كل مكان في البلاد موقعاً مهيمناً. وتقيم الحكومة حاميات في جميع المراكز السكنية الكبرى والمهمة في الحجاز إلى جانب الفصائل المحلية من المتطوعين. ويحتفظ النجديون في جميع الدوائر المحلية المهمة (دوائر المحافظ، الجمارك...) بمناصب المفتشين والمساعدين المستحدثة لهذا الغرض.
وفي المدارس الكثيرة في الحجاز التي افتتحتها الدولة، تدخل تدريجياً عناصر التعاليم ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، إلى جانب المدرسة الخاصة في مكة من أجل إعداد الدعاة. ولا تقتصر رقابة الدعاة على الفروع المهمة في الدولة، بل تتدخل في أسلوب معيشة الناس اليومية في الحجاز، وتتحكم، أو بالأحرى تحاول التحكم بها وفقاً للمُثُل العليا التي يرونها (...)». ويلاحَظ هنا في استنتاجات القنصل العام بعض عدم الدقة: وهو التطور اللاحق للأحداث، وبالذات أن حرب الملك ضد الإخوان، التي ورد ذكرها آنفاً، قد أرغمت تورياكولوف على إعادة النظر في تقييم أهمية ارتكاز الملك إلى دعم الإخوان.
لقد زعم القنصل العام أن «التجار المتنفذين في الحجاز كانوا تحت راية السلام الديماغوجية في البلاد»، يدفعون الملك عبد العزيز إلى تقديم تنازلات سياسية، وأورد كمثال ساطع كلمة محمد ناصر، الشخصية المتنفذة في جدة، الذي نصح الملك عبد العزيز بتقديم التنازلات للإنجليز خلال مباحثاته مع (المبعوث الإنجليزي إلى العراق هربرت) كليتون. وقابل الدبلوماسي السوفياتي، الذي واصل التقليد الذي بدأه حكيموف، بين الملك عبد العزيز بصفته حامل لواء كيان الدولة المركزية القوي، بالحاكم الذي يذود عن مصالحه حيال بريطانيا الاستعمارية، وتجار الحجاز، الذين يبدون له موالين للإنجليز كلياً وبشكل قاطع.
لم يكن رأس المال التجاري يحظى بتعاطف المبعوثين السوفيات، وفي هذه الحالة ازداد موقفهم السلبي من الممثلية أكثر، لأن المبعوث وجد فيهم بالذات الجهة المسؤولة عن الإخفاقات في بيع السلع السوفياتية في السوق المحلية.
كان تورياكولوف وغيره من الدبلوماسيين يدركون جيداً أن بعض المنظرين في موسكو المختصين بدراسة الشرق الأجنبي يودّون كثيراً إدراج مملكة ابن سعود في عداد البلدان التي حدثت فيها تغييرات ثورية، مهما كانت قليلة الشأن، بتأثير «ثورة أكتوبر (تشرين الأول)». لكن هيهات أن تشبه جزيرة العرب إيران أو تركيا. لكن، كما أُشير آنفاً، بقي إدراك عقم المحاولات كافة لتشكيل حركة اجتماعية ثورية في صحراء جزيرة العرب، والذي أملاه عملياً غياب مثل هذه المحاولات وهيمنة الآراء البراغماتية المعتدلة بشأن العلاقات مع السعودية.
ومع ذلك سعى الدبلوماسيون الذين حللوا الوضع السياسي الداخلي في هذه البلاد إلى عدم تناسي الموقف الطبقي، فتراهم ينتقدون باستمرار «الكومبرادوريين في الحجاز»، ويتهمونهم بكل المصائب، ومنها تدهور العلاقات السوفياتية – السعودية. وأبلغ رئيس البعثة (موسكو) بأن «الكثير من عوائل التجار يعلّمون أطفالهم في المدراس الإنجليزية - الهندية أو يدْعون إلى بيوتهم المعلمين والمربين من بين العاملين في القنصلية البريطانية». وحاول تورياكولوف توصيف الخط العام للتجار فوصفه بأنه «حماية مقنّعة بهذا القدر أو ذاك للمصالح الإنجليزية». وكتب: «إن الفئة القيادية العليا للبرجوزاية التجارية في مدن الحجاز ستمضي مع الملك عبد العزيز فقط حتى يضطر الأخير، لاعتبارات المصالح العامة للبلاد، إلى المجازفة بمصالحها الرئيسية، واستمرارية العلاقات مع الأسواق الخارجية والتجارة الحرة، أي الاحتكارية، داخل البلاد».
وتطرق القنصل العام في مراسلاته مع موسكو إلى اتجاهات تفكير شريحة أخرى من سكان المدن في الحجاز، هي فئة مضيّفي الحجاج، وبفضل ذلك كان لهم نفوذ على قسم كبير «من أهل المدن الصغار». وكتب المبعوث: «إن تدبير أمور الحجاج الذي كان يشغل بال الملك عبد العزيز، شمل هذه الفئة». وحسب قوله، فإن هذا المجال من عمل الملك عبد العزيز كان موجهاً ضد تعسف المضيّفين الذي أصبح سائداً تقليدياً.
رغم القيود التي كانت تقيّد كثيراً حرية التحليل في الوثائق الدبلوماسية، فإن تورياكولوف أشار إلى قوة وجاذبية كيان الدولة الجديد وقاعدته الروحية، وطرح التنبؤات أيضاً. فكتب بهذا المعنى: «لا بد من الافتراض أنه مع توسع وازدياد قوة الدعوة الوهابية في نجد، ومع تنامي القدرات الاقتصادية لمزارعهم، سيزداد توسع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب سياسياً وروحياً في الخارج». وما كان بوسع أحد أن يتنبأ في تلك الفترة البعيدة قبل اكتشاف النفط، بتوسع الدعوة إلى خارج الحدود، والتي كان تعدها غالبية السياسيين والدبلوماسيين ظاهرة تخص وسط جزيرة العرب حصراً. وأعرب الدبلوماسي السوفياتي بهذا الصدد عن ثقته بأن «الحكم سيتوطد بجد ولفترة طويلة لدى عدم وقوع أي كوارث سياسية خارجية».
كان من الطبيعي أن تولي البعثة السوفياتية اهتماماً شديداً للسياسة الخارجية للبلاد التي تعمل فيها. وأظهر تورياكولوف في مراسلاته مع المركز هذا الموقف من المملكة بسبب الوضع غير المستقر الذي نشأ في علاقاتها مع كثير من الدول، وقال إن «هذا الوضع لا يطاق، على الأخص، وصعب بالنسبة إلى بلاد مثل دولة ابن سعود التي كانت ما زالت في فترة التلاحم». وكانت القنصلية على صواب حين أكدت أن الملك عبد العزيز يهتم بالدرجة الأولى بتحسين العلاقات مع بريطانيا التي أبدت حكومتها بدورها أيضاً اهتماماً به.
وحسب تقييم الدبلوماسيين السوفيات، فإن الحدث الرئيسي في مجال السياسة الخارجية للمملكة هو أنها أبرمت في 17 سبتمبر (أيلول) عام 1927 المعاهدة التي عقدها الملك عبد العزيز -كما ذكرنا سابقاً (في الحلقة الأولى)- مع بريطانيا. وجاء في الاستعراض الذي أعدته البعثة حول هذه المسألة: «أخّرت إنجلترا إبرام هذه المعاهدة سعياً إلى أن تضغط بهذه الوسيلة على ابن سعود للحصول على حلول نافعة لها أكثر للقضايا المختلَف عليها، ويبدو أن ابن سعود لم يقدم التنازلات ورضي الإنجليز مؤقتاً بما تم الحصول عليه من ابن سعود، فأبرموا المعاهدة، التي تتسم بالنسبة إلى إنجلترا بأهمية استعراضية فقط، في الواقع، من حيث تأكيد أن الملك عبد العزيز يمثل الإسلام».
وفي عام 1928 انحصر حل مسألة تحسين العلاقات مع إنجلترا، حسب رأي موظفي البعثة السوفياتية، في المشروع الإنجليزي لمد خط السكك الحديدية «حيفا – الكويت». وطرح القنصل العام في مراسلاته الدبلوماسية تحليله للوضع الناشئ كما يلي: «إن قضية مد هذا الطريق يجب أن يُنظر إليها، حسب اعتقادي، باعتبارها مسألة أساسية وضعتها الإمبريالية البريطانية أمامها، وتتسم بقية المسائل بالقياس إليها بأهمية ثانوية. فمثلاً إذا اعتبرنا أن مهمة التحصينات العراقية التي بُنيت على الحدود مع نجد هي حماية أمن طريق السكك الحديدية القادم وإقصاء القبائل (مطير والعجمان) إلى الجنوب، في داخل نجد، فإن الهجمات المستمرة لقبائل الأردن على أراضي المملكة يجب أن تعد إحدى وسائل التأثير على ابن سعود في الاتجاه المذكور، طبعاً إن مثل هذه الهجمات من قبل القبائل كانت تُشنّ في هذه البلدان، ولها أسبابها الداخلية الخاصة. لكن أخذاً بالاعتبار فإن الإنجليز يشجّعون ويدعمون وينظّمون مثل هذه الهجمات تحقيقاً لأغراضهم، ومن وجهة نظر التأثير السياسي الذي يولّده الخلاف المصري – النجدي (عدم اعتراف مصر بالمملكة، وخُطط الملك فؤاد بشأن الخلافة، والخلاف حول المحمل «481»)، فإن من الواجب النظر إلى مطالب مصر المتزايدة باعتبارها أحد الجوانب الإيجابية بالنسبة إلى السياسة الإنجليزية.
أشار المبعوث السوفياتي لدى تقييم التكتيك الإنجليزي حيال الملك عبد العزيز خلال 5 أعوام إلى أن إنجلترا تخلّت منذ عام 1928 عن نهج الاتفاقات والحلول الوسط الذي اتبعته الحكومة البريطانية من قبل، في فترة 1925 – 1927، وانتقلت الآن تدريجياً إلى وسائل الضغط وخلق «شتى الصعوبات» في وضع الملك عبد العزيز في الخارج، وقد أدرك ذلك السياسيون في الرياض الذين وضعوا أيضاً بدورهم «خطاً جديداً لسلوكهم». وذكر تورياكولوف أن «بعض الشخصيات العربية مثل الشريف توفيق (483) يعتقدون أن حكومة المحافظين في إنجلترا تراعي بعض الأمور خصوصاً مع قرب الانتخابات، فيما الاعتبار احتمال أن تأتي إلى السلطة حكومة أقل نشاطاً في مجال السياسة الخارجية ولهذا تغالي بشتى الأشكال في أهمية خط السكك الحديدية (حيفا – الكويت). ومن هنا تغدو مفهومة، حسب رأي هذه الأوساط، رغبة الإنجليز إما في حل هذه القضية بصورة عاجلة، وإما طرحها بهذا الشكل (الحرب)، بغية أن يصبح خلفاء المحافظين أمام الأمر الواقع ويرغَمون بهذا الشكل أو ذاك على مواصلة نهج حكومة المحافظين الحالي. وانطلاقاً من هذا التحليل بالذات لنيات الإنجليز تخشى الأوساط السياسية المحلية أن تتأزم العلاقات الإنجليزية – السعودية أكثر خلال الفترة المقبلة، ويعكس هذا الرأي لدى المقربين من البلاط الملكي والمطلعين على رأي وخطط الأخير (أي الملك عبد العزيز والمقربين منه) ويظهر بصورة مباشرة التكتيك الجديد لابن سعود باعتباره تكتيك النزوع إلى البقاء مع حساب كسب الوقت، أملاً أن بعض التغييرات ربما ستحدث في السياسة الإنجليزية الشرقية بعد الانتخابات».
ويعتقد رئيس البعثة السوفياتية أن الملك عبد العزيز لن يُجري، قبل أن تحدث هذه «التغيرات»، أي مناقشة حاسمة للقضايا المختلف عليها، وبهذا يتجنب الخطوات التي يمكن أن يتخذها الإنجليز من أجل استثارة الاشتباكات. ويعتقد تورياكولوف أن سياسة الملك عبد العزيز الحذرة، حيث كان يدرك المجازفة والعواقب المحتملة التي تعد مقيدة، لأسباب عديدة منها... «مجمل صعوبة وضع الملك عبد العزيز بصفته زعيماً مسؤولاً للبلاد بشكل ساطع على الأخص في الفترة الأخيرة في مؤتمر الرياض. ولدى دراسة ما قام به الملك عبد العزيز طوال الأسبوعين قبل الافتتاح الرسمي لمؤتمر الرياض الشهير تبين أنه يركز على معالجة كثير من قضايا الحياة في الدولة، ويدل قرار اللجنة حول العلاقات الخارجية أن الملك عبد العزيز يجرّب الوسائل كافة من أجل التوصل إلى الاتفاق مع الإنجليز بصورة سلمية، وإذا تبين أن خطوات الملك عبد العزيز هذه بلا نتيجة، فإن القبائل تكتسب حق أخذ المبادرة والحرية في العمل بصورة مستقلة. ويتميز وضع الملك عبد العزيز بهذا القرار الذي يعد من حيث الطابع بمثابة اتفاقية بين حلفاء. ومن الضروري الإشارة إلى أن الملك عبد العزيز قام بدور الوسيط في حفظ التحصينات تجاه العراق ليكون بذلك الوسيط السلمي ونصير سلام ليحتفظ بحق ممارسة هذا الدور كصانع للسلام لدى مناقشة قضايا السياسة الداخلية أيضاً».
وخلص تورياكولوف إلى النتيجة «أن الملك عبد العزيز يقوم في أحيان كثيرة بدور «وسيط السلام» في الشؤون الداخلية، ويتجنب اتخاذ مواقف فيها غلو، ويتبع في قضايا السياسة الخارجية «تكتيك المراوغة» أيضاً. وأكد القنصل العام قائلاً: «أما الإصرار الذي أبداه الملك عبد العزيز خلال كل هذه الأعوام من أجل إزالة التحصينات العراقية، فيُعزى بصوة رئيسية إلى الاهتمام الشديد للقبائل والملك عبد العزيز بهذه المسألة، ولهذا ففي الطرح الإنجليزي للنزاع (المطالبة بإبقاء التحصينات، والمطالبة بتسليم وادي سرحان ومركز الجوف، وهلمّ جرّا) هيهات أن يعالج على أساس الحل الوسط. ومن هنا ينبثق تكتيك يتبعه الملك عبد العزيز من أجل تفادي المناقشة الحاسمة للنزاع مع خصمه الرئيسي. وذكر بعض الصحف العربية أن الاجتماع المقرر مؤخراً بين الملك عبد العزيز والإنجليز لم يتم لأسباب مجهولة. والآن تُروّج الإشاعات بإصرار حول استئناف المفاوضات في جدة لدى وصول الملك عبد العزيز إليها، وتجري في الوقت الحاضر استعدادات كبيرة في العقبة من أجل هذا الغرض. ولكن بغضّ النظر عما إذا كانت المفاوضات ستُستأنف أم لا، فإن الأجواء والوضع العام في البلاد يدل على أن ابن سعود لن يستعجل في هذه الظروف في دخول المعركة الحاسمة وسيفضّل اتّباع خط الانتظار. وبرأيي، إن الخط الآخر سيؤدي حتماً إلى إضعاف ابن سعود وانهيار التحالف بين الإخوان والقبائل الذي يرتكز عليه في داخل البلاد، وهذا سيعطي الخصم المزيد من الأوراق الرابحة من أجل التعامل مع الخطط الواسعة لابن سعود. هذه هي، برأيي، آفاق العلاقات الأنجلو - نجدية خلال نصف العام المقبل، هذا إذا لم يتغير الوضع العام».
لقد كان المبعوث السوفياتي يعتقد أن صعوبة الوضع السياسي الناشئ في العراق أثّر بقوة على سياسة الإنجليز في شبه الجزيرة العربية... «إذ تميز الوضع السياسي الداخلي في البلاد باشتداد واحتدام الصراع بين الأحزاب البرلمانية (وضمنها اليمينية) والإنجليز بصدد القضايا العسكرية (الخدمة الإجبارية، والقيادة العليا للجيش العراقي...) والقضايا المالية (إخضاع جميع مصادر الدخل ومنها هيئة إدارة ميناء البصرة للرقابة العراقية). بالإضافة إلى ذلك أظهر العلاقات بصورة لا تخلو من الظرافة الجدلُ الذي حدث مؤخراً بين جريدة (العراق) (بغداد)، وجريدة (أم القرى) (مكة). فكتبت الأولى مقالتها الافتتاحية بلهجة حادة جداً وانهالت على النجديين (نسبةً إلى أهل نجد والعاصمة السعودية مدينة الرياض) بأشنع النعوت ووصفتهم بالبرابرة... إلخ، ولامت قادة النجديين بأنهم يُجْرون المفاوضات بشأن قضايا تهم العراق ليس مع الحكومة العراقية بل مع (أطراف ثالثة) وأنه لا تتوفر لدى النجديين رغبة حقيقية صادقة في التفاهم مع العراق. وأشارت (أم القرى) في جوابها المشوب بالتحفظ، وكانت على حق، إلى أن العراق ما زال تحت الانتداب، وأن الملك عبد العزيز مضطر إلى مناقشة القضايا المذكورة مع الذين خوّلهم العراقيون أنفسهم في الواقع تسيير أمورهم الخارجية. ولهذا ترى (أم القرى) أن المسؤولية عن هذا النظام، الذي تشكو منه صحيفة (العراق)، لا تقع على أهل نجد (في أغلب الظن إن هذا الجواب أعده يوسف ياسين، وبالتالي يعرفه الملك عبد العزيز جيداً). لا ريب في أن العراق بحاجة إلى تسوية قضايا علاقاته الخارجية مع أقرب جيرانه – نجد وتركيا (مطالبة تركيا بالموصل ومنطقتها)».
يتبين من الوثيقة الدورية أن تورياكولوف أعار اهتماماً غير قليل إلى اتصالاته الدبلوماسية: «علمت من بعض الدوائر في مكة أنه حتى الهجمات من جانب تركيا ونجد غالباً ما تتطابق زمنياً وولّدت انطباعاً بأنها عمليات متفَق عليها مسبقاً. وإذا نفينا وجود تواطؤ بين تركيا ونجد في الوقت الحاضر فمع ذلك لا بد من ملاحظة الوضع غير الطبيعي للعراق الكائن بين نارين. وانطلاقاً من ذلك تبدو قريبة من الواقع أنباء الصحف العربية حول أن هربرت كليتون الذي عُيّن مفوضاً أعلى في العراق توجه إلى مكان عمله عبر أنقرة. وإذا تأكد هذا النبأ فإن زيارة كليتون لأنقرة تكتسب أهمية خاصة وترتبط بخطط الإنجليز حيال العرب. فإن من شأن إزالة المطامع التركية في شمال العراق أن تقوّي مواقع الإنجليز في جنوب العراق وخلافه مع ابن سعود وتوفر الفرصة لمقارعة الأخير بلا خوف على خطوطهم الخلفية. بودّي أن أُولِي هذه الأهمية بالذات لزيارة المفوض الأعلى للعراق أنقرة في اللحظة الراهنة».
لقد سعى الملك عبد العزيز إلى تسوية العلاقات مع بريطانيا وفعل ذلك بموجب شروط نافعة له إلى أقصى حد، واستغل هجمات قبائل البدو على المناطق الحدودية في العراق والأردن كعامل ضغط على الإنجليز، ولو أنها كانت تشن الهجمات أساساً بمبادرة منها. أما الملك عبد العزيز فكان من جانبه ينفي الشكاوى من أن الهجمات تشنها القبائل الخاضعة له وكان يبلغ حكومتي العراق والأردن باستمرار عن هجمات البدو على أراضي قبائل الحجاز ونجد. وكانت هجمات البدو بالنسبة إلى بريطانيا عاملاً يعقّد علاقاتها مع ابن سعود. وجاء في تعليمات وزارة الخارجية البريطانية آنذاك ما يلي: «يجب على وكيل صاحب الجلالة أن يبلغ حكومة الحجاز بصدد النبأ الوارد من حكومتي العراق والأردن حول غارات بدو الحجاز على قبائلهما وأجوبة هاتين الحكومتين على حكومة الحجاز بصدد الغارات على قبائل نجد والحجاز، وذلك من دون انتظار ورود التعليمات من لندن (484)».
وفيما يخص ما ورد في بلاغات تورياكولوف بصدد إحدى مقاطعات شمال شبه الجزيرة العربية وهي الجوف ووادي سرحان الواقعة على الحدود بين شبه الجزيرة العربية و«سوريا الكبرى» التاريخية، وحالياً الأردن (484)، ينبغي التطرق إلى تاريخ هذه القصة بإيجاز. ففي فترة 1793 - 1818 كانت هذه المقاطعة ضمن الدولة السعودية الأولى، وهذا يعطي للملك عبد العزيز المسوغات لاعتبارها جزءاً من دولته، لا سيما أن الجوف كانت في زمن ما جزءاً من إمارة شمر وعاصمتها حائل الموجودة الآن تحت سلطته. وفي أواسط عام 1922 أرسل ابن سعود القوات إلى هذه المقاطعة، واعترف حاكمها سلطان بن شعلان من عشيرة الرولة، بسيادة الملك عبد العزيز، وأصبح والياً عليها، بينما واصلت القوات زحفها حتى بلغت العاصمة عمان، لكن المقاومة الشعبية الأردنية ردّتها على أعقابها. وقررت إنجلترا عدم التدخل في النزاع، ولم يسمح فيلبي المندوب البريطاني في عمان، والذي أصبح لاحقاً مستشار الملك عبد العزيز، باستخدام الطيران البريطاني والدبابات البريطانية في مقاومتهم (486). لم تسفر عن نتيجة محاولةُ بريطانيا فض النزاع بين سلطان نجد (الملك عبد العزيز) وأمير الأردن، في مؤتمر الكويت الذي دعا إليه الإنجليز وعُقد في 1923 - 1924. وقام الإنجليز بمحاولة جديدة فأرسلوا إلى ابن سعود، كليتون الدبلوماسي المحنك في أكتوبر 1925، وتضمنت مهمته رسم الحدود بين نجد والأردن، وكذلك إيقاف الهجمات المسلحة للقبائل على الحدود العراقية - النجدية.
وإذا تسنى تحقيق التفاهم المتبادل في قضية الحدود بين نجد والأردن وتم تثبيت ذلك في الاتفاقية الأنجلو - نجدية الموقّعة في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 1925، فإنه لم يتسنَّ إيقاف هجمات القبائل البدوية المسلحة التي اعتادت نهب الجيران ولم تعرف أي قوانين. وبموجب الاتفاقية فإن القسم الأكبر من الجوف ووادي سرحان يسلم إلى دولة ابن سعود، أما مسألة تبعية مدينتي معان والعقبة فاعتبرها الجانبان موضع خلاف، حيث لم يوافق ابن سعود البتة على ضمهما إلى الأردن، ولم يتراجع الإنجليز عن موقفهم. ولم يتقرر موضوع الحدود نهائياً إلا في عام 1933، وبنتيجة ذلك وُقّعت في 27 يونيو (حزيران) معاهدة الصداقة وحسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والأردن وسُوّيت جميع الخلافات وضمنها حول معان والعقبة اللتين أصبحتا تابعتين للأردن.



اعتماد نظام مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب

جانب من أعمال القمة العربية الـ33 التي استضافتها البحرين الخميس (بنا)
جانب من أعمال القمة العربية الـ33 التي استضافتها البحرين الخميس (بنا)
TT

اعتماد نظام مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب

جانب من أعمال القمة العربية الـ33 التي استضافتها البحرين الخميس (بنا)
جانب من أعمال القمة العربية الـ33 التي استضافتها البحرين الخميس (بنا)

اعتمد القادة العرب خلال قمتهم الـ33 في البحرين، الخميس، النظام الأساسي لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، مرحبين بمقترح السعودية إنشاء المجلس، الذي يعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية، وسيتخذ من الرياض مقراً دائماً له، وتكون له أمانة عامة ومكتب تنفيذي في دولة المقر.

ويختص المجلس بمهام عدة؛ منها رسم السياسات العامة، ووضع استراتيجيات وأولويات تطوير العمل العربي المشترك في المجال، وتعزيز مبادراته وبرامجه، كذلك النظر في جميع موضوعاته ومستجداته على المستويات الأمنية والاقتصادية والتنموية والتشريعية.

وأوضح الدكتور مساعد العيبان، وزير الدولة السعودي عضو مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، أن مقترح بلاده بإنشاء المجلس يأتي في ظل ازدياد التهديدات السيبرانية حول العالم، ولكونها أصبحت تمثل خطراً على استقرار الدول، وتعوق خططها التنموية.

قادة ورؤساء وفود الدول قبيل انطلاق القمة العربية في البحرين (بنا)

وثمّن دعم وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، ومتابعتهما المستمرة، وحرصهما على رعاية كل ما من شأنه تعزيز العمل المشترك، وصون الأمن العربي واستقراره.

وأيّدت جميع الدول العربية مقترح السعودية إنشاء المجلس، الذي سيعمل على تحقيق أهداف عدة؛ منها تنمية وتوثيق التعاون، وتنسيق الجهود في جميع الجوانب المتعلقة بموضوعات الأمن السيبراني، وتبادل المعرفة والخبرات والدراسات والتجارب ذات العلاقة به.

كما سيعمل على حماية مصالح دول الجامعة في المنظمات الدولية ذات الصلة من خلال التنسيق المشترك، وتوحيد الموقف العربي فيما يتعلق بالأمن السيبراني أمام الكيانات الدولية، كذلك المساهمة في الوصول إلى فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق، يُمكّن من تحقيق النمو والازدهار لجميع الأعضاء.


البيت الأبيض: نقترب من اتفاق ثنائي مع السعودية

جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض (د.ب.أ)
جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

البيت الأبيض: نقترب من اتفاق ثنائي مع السعودية

جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض (د.ب.أ)
جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض (د.ب.أ)

أعلن البيت الأبيض، الاثنين، أن الولايات المتحدة والسعودية تقتربان من التوصل إلى اتفاق نهائي، بعد التقدم المحرز في محادثاتهما مطلع هذا الأسبوع.

كان الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، قد استقبل في الظهران، الأحد، مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، وبحثا الصيغة شبه النهائية لمشروعات الاتفاقيات الاستراتيجية بين البلدين، التي قارب العمل على الانتهاء منها.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، في بيان، الاثنين، إن الرياض وواشنطن اقتربتا «أكثر من أي وقت مضى» من اتفاق صار الآن «شبه نهائي».

واستعرض الأمير محمد بن سلمان مع سوليفان سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، والمستجدات الإقليمية، بما فيها أوضاع غزة، وضرورة وقف الحرب فيها، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

وناقشا ما يتم العمل عليه بين السعودية وأميركا في الشأن الفلسطيني لإيجاد مسار ذي مصداقية نحو حل الدولتين بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.


فيصل بن فرحان يعزي باقري كني بوفاة رئيسي وعبداللهيان

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
TT

فيصل بن فرحان يعزي باقري كني بوفاة رئيسي وعبداللهيان

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

أجرى الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الاثنين، اتصالاً هاتفياً، بنظيره الإيراني المكلف علي باقري كني، عبّر خلاله عن بالغ التعازي وصادق المواساة في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، والوزير حسين أمير عبداللهيان، ومرافقيهم، إثر تحطم مروحية كانت تقلهم الأحد.

وعبّر وزير الخارجية السعودي، خلال الاتصال، عن تضامن بلاده مع حكومة وشعب إيران.


أكثر من 267 ألف حاج يصلون إلى السعودية

منظومة من الخدمات الميسرة يجدها ضيوف الرحمن في كل المنافذ الجوية والبرية والبحرية (واس)
منظومة من الخدمات الميسرة يجدها ضيوف الرحمن في كل المنافذ الجوية والبرية والبحرية (واس)
TT

أكثر من 267 ألف حاج يصلون إلى السعودية

منظومة من الخدمات الميسرة يجدها ضيوف الرحمن في كل المنافذ الجوية والبرية والبحرية (واس)
منظومة من الخدمات الميسرة يجدها ضيوف الرحمن في كل المنافذ الجوية والبرية والبحرية (واس)

أعلنت المديرية العامة للجوازات في السعودية، الاثنين، قدوم 267 ألفاً و657 حاجاً عبر جميع منافذ البلاد الجوية والبرية والبحرية حتى نهاية يوم الأحد.

وأكدت الجوازات السعودية تسخيرها إمكاناتها كافة لتسهيل إجراءات دخول ضيوف الرحمن من خلال دعم منصاتها في المنافذ الدولية الجوية والبرية والبحرية بأحدث الأجهزة التقنية التي يعمل عليها كوادر بشرية مؤهلة بلغات مختلفة.

حفاوة وترحيب بضيوف الرحمن لدى وصولهم إلى السعودية (واس)

ويتواصل توافد حجاج بيت الله الحرام من بقاع العالم كافة إلى السعودية على مدار الساعة يومياً، وسط منظومة خدمات متكاملة وميسرة مسخرة لخدمتهم بكل حفاوة وترحاب.


العيسى يحاضر عن علاقة «الشرق والغرب» بمكتبة الإسكندرية

د.العيسى متحدثاً في القاعة الكبرى لمكتبة الإسكندرية وسط حضور نحو 1600 من وزراء ومسؤولين وأكاديميين وطلبة (الشرق الأوسط)
د.العيسى متحدثاً في القاعة الكبرى لمكتبة الإسكندرية وسط حضور نحو 1600 من وزراء ومسؤولين وأكاديميين وطلبة (الشرق الأوسط)
TT

العيسى يحاضر عن علاقة «الشرق والغرب» بمكتبة الإسكندرية

د.العيسى متحدثاً في القاعة الكبرى لمكتبة الإسكندرية وسط حضور نحو 1600 من وزراء ومسؤولين وأكاديميين وطلبة (الشرق الأوسط)
د.العيسى متحدثاً في القاعة الكبرى لمكتبة الإسكندرية وسط حضور نحو 1600 من وزراء ومسؤولين وأكاديميين وطلبة (الشرق الأوسط)

بحضور أكثر من 1600 شخصٍ بين وزراء ومسؤولين وأكاديميين وأساتذة وطلاب من الجامعات المصرية، تحدث الشيخ الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، في محاضرة بالقاعة الكبرى لمكتبة الإسكندرية، عن «الشرق والغرب»، متناولاً العلاقة التاريخية بينهما، وعدداً من النظريات والأطروحات في سياقهما التاريخي.

وبعد المحاضرة انطلقت أعمال المؤتمر الدولي حول المبادرة الأممية التي قدمتها رابطة العالم الإسلامي بعنوان: «بناء جسور التفاهم والسلام بين الشرق والغرب»، بتنظيم من رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جامعة الإسكندرية وجامعة العلمين الدولية، وذلك لبحث دور الجامعات في تعزيز تلك المبادرة.

حضور أكثر من 1600 شخصٍ من وزراء ومسؤولين وأكاديميين وأساتذة وطلاب من الجامعات المصرية (الشرق الأوسط)

عُقِد المؤتمر بالتزامُن مع مرور عامٍ على إطلاق المبادرة في مقر الأمم المتحدة، بمشاركة من رئيسها وأمينها العام، وكبار قياداتها، وحضور رفيع من القيادات الدينية والدبلوماسية الدولية.

وتواصلت أعمالُ المؤتمر الدولي بجلسات حوار لعددٍ من الأكاديميين حول مبادرة بناء الجسور، والمقترحات العمليَّة لتفعيل دور جامعات العالمين العربي والإسلامي في دعمها.

د.العيسى يتسلم مفتاح محافظة الإسكندرية أعلى وسام للمدينة من اللواء محمد الشريف (الشرق الأوسط)

واصطحب الدكتور أحمد زايد رئيس مكتبة الإسكندرية، عقب ذلك الدكتور العيسى في جولة بمكتبة الإسكندرية التاريخية، وقدَّم درع المكتبة هدية له.

كما تسلَّم الدكتور العيسى مفتاح محافظة الإسكندرية؛ أعلى وسام لمدينة الإسكندرية، في حفل استقبال رسمي أقامه اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، تقديراً لجهوده الدولية الدينية والإنسانية.

ويُمنَح المفتاحُ لكبار الشخصيات من القادة السياسيين، والرواد الدينيين، ومَن قدَّموا خدمات جليلة لأوطانهم وعالمهم، ويعكس تصميمُه الفريدُ عراقة مدينة الإسكندرية وامتدادَها التاريخي والحضاري.

د.العيسى خلال جولته في مكتبة الإسكندرية التاريخية (الشرق الأوسط)


خدمات تقنية وسرعة إنجاز في المنافذ السعودية لراحة الحجاج

توافد الحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي (الشرق الأوسط)
توافد الحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي (الشرق الأوسط)
TT

خدمات تقنية وسرعة إنجاز في المنافذ السعودية لراحة الحجاج

توافد الحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي (الشرق الأوسط)
توافد الحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي (الشرق الأوسط)

تتوافد تباعاً للأراضي السعودية، قوافل الحجاج من مختلف دول العالم لأداء مناسك الحج، ضمن منظومة متكاملة من الإجراءات والتقنيات التي تستحدث في كل عام بهدف الوصول للكمال في خدمة ضيوف الرحمن، بغية تسهيل رحلتهم وتنقلهم ما بين المدن الثلاث (جدة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة) وصولاً إلى مقر إقامتهم في المشاعر المقدسة.

وتشكل المنافذ الجوية وتحديداً مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة، إحدى أهم محطات وصول الحجاج الذين بلغ عددهم قرابة 1.5 مليون حاج من إجمالي عدد الحجاج الوافدين من مختلف دول العالم، والمقدر وفقاً لإحصاءات موسم العام الماضي بنحو 1.6 مليون حاج، تقدم لهم الخدمات وفق معايير عالية الجودة مع سرعة إنجاز إجراءات الدخول باستخدام التقنية الحديثة.

ترحيب من كافة العاملين بقدوم الحجاج (الشرق الأوسط)

وتتوج السعودية أعمالها في خدمة الحجاج بمبادرة «طريق مكة» التي تنفذها وزارة الداخلية للعام السادس في نحو 7 دول، بعد أن كانت دولة واحدة، ويتوقع أن تشهد السنوات القادمة مزيداً من الدول الراغبة في الانخراط في المبادرة؛ لما تشكله من أهمية في توفير خدمات نقل ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من الدول المستفيدة منها إلى المملكة، ويشمل ذلك استقبالهم وإنهاء إجراءاتهم في بلدانهم بسهولة ويسر، بدءاً من إصدار تأشيرة الحج إلكترونيّاً، وأخذ الخصائص الحيوية، مروراً بمهام المديرية العامة للجوازات لإنهاء إجراءات دخول المملكة من مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة، والانتقال مباشرة إلى الحافلات؛ لإيصالهم إلى مقار إقامتهم بمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الشريكة إيصال أمتعتهم إليها.

تتزايد رحلات القدوم خلال هذه الفترة من مختلف دول العالم (الشرق الأوسط)

وقال العقيد ماهر آل مسعود، مدير جوازات مطار الملك عبد العزيز الدولي لـ«الشرق الأوسط» إنهم يستقبلون العديد من الرحلات يومياً، ومنهم من يفد من خلال مبادرة «طريق مكة» التي تقوم بها وزارة الداخلية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، موضحاً أن العام الحالي تجري خدمة الحجاج من خلال 7 دول و11 مدينة، وفي كل عام يجري تقييم التجربة وتعزيز الإيجابيات والاستفادة من الملاحظات إن وُجدت.

وأضاف العقيد آل مسعود أن المبادرة يجري من خلالها إنهاء إجراءات جميع الحجاج من دولهم ولحظة وصولهم إلى الأراضي السعودية عبر مطارَي الملك عبد العزيز، والأمير محمد، حيث يتوجهون إلى وسائل النقل، ثم إلى مقر الإقامة المخصص لهم، لافتاً إلى أن مبادرة «طريق مكة» انطلقت بدولة واحدة، والآن يقدر عدد الدول المشاركة بـ7 دول، ومن المتوقع التوسع في الدول، خاصة أن الهدف من المبادرة توفير كافة الخدمات للحجاج من الأجواء المناسبة والمريحة ورحلة سفر آمنة وميسرة.

وعن الضوابط في برنامج «طريق مكة»، قال العقيد آل مسعود إن هناك مسارات إلكترونية يجري من خلالها استخراج تأشيرات الحج وفق ضوابط محددة، بعد ذلك ينتقلون إلى مرحلة إنهاء إجراءات الوصول والتي تكون ضمن برنامج «طريق مكة» في دولهم بعد استكمال جميع الإجراءات التي تسبقها والمتمثلة في استخراج التأشيرات أو الحصول على التطعيمات اللازمة.

توافد الحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي (الشرق الأوسط)

وحول أبرز التقنيات الجديدة، قال العقيد آل مسعود، إنه جرى استحداث «الكاونتر» التقليدي في المطارات، بـ«كاونتر» لوحي متنقل يجري من خلاله إنهاء إجراءات الحجاج وجميع الفئات المستفيدة ورفع خصائصهم الحيوية، ولا يتطلب منصة تقليدية، وهو من ضمن الحلول التقنية التي وفرتها وزارة الداخلية بمشاركة المديرية العامة للجوازات، ويجري التوسع في هذه الخدمة.

وتعد عملية «الترميز» التي تنفذ ضمن مبادرة «طريق مكة»، إحدى أهم الخطوات التي ينفذها مجموعة من المختصين تحت إشراف وزارة الحج والعمرة، والتي تكون في محطة قدوم الحاج، وتحديداً في الصالة المخصصة للمبادرة، من خلال فرز الأمتعة ووضع ترميز ثنائي (باركود) على أمتعة حجاج بيت الله الحرام، يحتوي على بيانات الرحلة ومعلومات عن الحجاج وأماكن سكنهم، إضافة إلى غلاف جواز سفر الحاج، وإعطائه بطاقة تحمل المعلومات المدونة على أمتعته نفسها، مما يسهل تسلمها وإيصالها من قبل الجهات المسؤولة عن الخدمة إلى مقار الحجاج، وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة.


سُلطان عُمان يقوم بزيارة دولة للأردن الأربعاء المقبل

سُلطان عُمان هيثم بن طارق (العمانية)
سُلطان عُمان هيثم بن طارق (العمانية)
TT

سُلطان عُمان يقوم بزيارة دولة للأردن الأربعاء المقبل

سُلطان عُمان هيثم بن طارق (العمانية)
سُلطان عُمان هيثم بن طارق (العمانية)

أعلن ديوان البلاط السُّلطاني في عُمان، يوم الاثنين، أن السُّلطان هيثم بن طارق، سيقوم يوم الأربعاء المقبل بزيارة «دولة» للأردن، بدعوة من العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين.

ونقلت وكالة الأنباء العمانية عن ديوان البلاط السُّلطاني قوله اليوم، إن زيارة السلطان للأردن تأتي «تأكيداً على أواصر الإخاء المتبادَل والعلاقات المتجذّرة القائمة بين سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية»، كما تأتي الزيارة ترجمةً لحرص قيادة البلدين على توطيد هذه العلاقات وتعزيزها، والسعي إلى الارتقاء بها لتحقيق الأهداف المرسومة.

ومن المقرّر أن يبحث السلطان هيثم مع العاهل الأردني خلال الزيارة «مسارات التعاون القائمة بين البلدين في مختلف المجالات وفرص تنميتها وتطويرها بما يخدم مصالحهما وتطلعاتهما»، وكذلك «التشاور حول مختلف القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليميّة والدوليّة، والتنسيق بينهما فيما يتعلق بالموضوعات التي تسهم في تعزيز العمل العربي المشترك».

ويرافق السُّلطان هيثم خلال زيارته وفدٌ رسميٌّ رفيعُ المستوى يضم كلاً من شهاب بن طارق آل سعيد نائبِ رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، وبلعرب بن هيثم آل سعيد، وخالد بن هلال البوسعيدي وزيرِ ديوان البلاط السُّلطاني، والفريق أول سُلطان بن محمد النعماني وزيرِ المكتب السُّلطـاني، وبدر بن حمد البوسعيدي وزيرِ الخارجية، والدكتور حمد بن سعيد العوفي رئيسِ المكتب الخاصّ، وعبد السّلام بن محمد المرشدي رئيسِ جهاز الاستثمار العُماني، والسّفير الشيخ فهد بن عبد الرحمن العجيلي، سفير سلطنة عُمان لدى الأردن.


«التعاون الخليجي» يجدد دعمه للجهود الأممية في اليمن

الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال لقائه المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن في الرياض (مجلس التعاون)
الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال لقائه المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن في الرياض (مجلس التعاون)
TT

«التعاون الخليجي» يجدد دعمه للجهود الأممية في اليمن

الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال لقائه المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن في الرياض (مجلس التعاون)
الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال لقائه المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن في الرياض (مجلس التعاون)

أكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاثنين، دعمه الجهود الأممية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والسلم في اليمن كافةً بما يعود بالنفع والرفاهية على الشعب اليمني.

جاءت تأكيدات مجلس التعاون عبر أمينه العام جاسم البديوي، خلال لقائه هانز غروندبيرغ، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، الاثنين، حيث استعرضا آخر التطورات التي تشهدها على الساحة اليمنية.

وناقش الجانبان خلال الاجتماع عدة موضوعات، أبرزها موقف مجلس التعاون الثابت بشأن دعم الشرعية في اليمن وإنهاء الأزمة اليمنية من خلال التوصل إلى حلّ سياسي للأزمة وفقاً للمرجعيات الثلاث، المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216.

وجدد البديوي تأكيد ما جاء في بيان المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ44 بالدوحة في ديسمبر (كانون أول) الماضي، الذي تضمّن الدعم الكامل لمجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد محمد العليمي، والكيانات المساندة له لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.


قطر تجدد التزامها «الوساطة»... ولا ترى إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في افتتاح «منتدى الأمن العالمي» في قطر يوم الاثنين (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في افتتاح «منتدى الأمن العالمي» في قطر يوم الاثنين (الشرق الأوسط)
TT

قطر تجدد التزامها «الوساطة»... ولا ترى إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في افتتاح «منتدى الأمن العالمي» في قطر يوم الاثنين (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في افتتاح «منتدى الأمن العالمي» في قطر يوم الاثنين (الشرق الأوسط)

أكدت قطر، مجدداً، الاثنين، استمرارها في لعب دور الوساطة بين إسرائيل وحركة «حماس» للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. في حين قال مسؤول قطري بارز إنه لا توجد إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق في ظل استمرار العمليات العسكرية على الأرض.

وأكدّ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في افتتاح «منتدى الأمن العالمي» في الدوحة (الاثنين)، الالتزام بالوساطة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية، وقال: «التزامنا الوساطة لوقف الحروب ليس التزاماً سياسياً، بل التزام أخلاقي».

وأضاف: «الحرب في غزة تحصد آلاف الأرواح، مما يستلزم تدخلاً دولياً لإنهائها، وإدخال المساعدات»، مشيراً إلى تمدد الحرب في غزة وتأثيرها على سلاسل التوريد.

وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن بلاده «تبذل جهوداً لوقف الحروب من خلال الوساطات التي تقوم بها، والمساعدات التنموية التي تقدمها لمختلف دول العالم».

وأشار إلى أن «جهود الوساطة وفض النزعات هي أحد الأركان الأساسية للسياسة الخارجية القطرية».

وقال رئيس الوزراء القطري إن الصراعات الجديدة غير التقليدية بين القوى العظمى، تُعرّض النظام الدولي للخطر، مضيفاً أن «التاريخ أثبت أن تكلفة أي احتلال وتبعاته أكبر بكثير من أي مردود يتوقعه المحتل»، كما أكد أن «سياسات الاحتلال والتهجير القسري والعقاب الجماعي لم تثمر يوماً نهاية أي صراع».

لا توجد إرادة

لكنَّ مسؤولاً قطرياً بارزاً هو محمد الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، قال خلال مشاركته في «منتدى الأمن العالمي»، الاثنين، إنه لا توجد إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في ظل استمرار العمليات العسكرية على الأرض. وأكد استمرار قطر في جهودها لجلب إسرائيل وحركة «حماس» إلى طاولة المفاوضات.

وقال: «رغم التحديات العديدة، خصوصاً العمليات العسكرية، فإننا مستمرون في جهود الوساطة، وفي كل فرصة تتيح لشعب غزة أن يحظى بفترة هدوء أخرى».

وأوضح الخليفي أن الوساطة والمفاوضات هي أفضل الطرق للوصول إلى حلّ الخلافات، وقال: «الوساطة في الحرب الإسرائيلية على غزة هي القضية الأعقد والأصعب، لغياب الثقة واستمرار الحرب على الأرض».

وتعثرت جهود الوساطة التي تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة، بعد تحرك إسرائيلي للهجوم على مدينة رفح. ومطلع الشهر الجاري شددّ أمير قطر والرئيس المصري، في اتصال هاتفي بينهما، على ضرورة تكثيف جهود الوساطة خلال المرحلة المقبلة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين كافة، لإنهاء الحرب على قطاع غزة، ووضع حد لمعاناة المدنيين.

العراق: وقف الإبادة

بدوره أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الاثنين، في كلمته عبر الفيديو في «منتدى الأمن العالمي» المنعقد في الدوحة، إن العدوان على غزة بات يهدد المنطقة بأسرها ويهدد شعوبها. وأكدّ أن «وقف الإبادة بحق الشعب الفلسطيني يمثل بدايةً لمنظومة الثقة المتبادَلة في المساعي نحو تحقيقِ الأمنِ لشعوبِنا ولمنطقتنا».

وأعلن السوداني أن «العراق سيكون أول المساهمين في إعادة الحياة والإعمار لغزة».

وقال رئيس الوزراء العراقي، في حديثه عن الأحداث في غزة، إن «ما تسبب به العدوان على المدنيين في غزة والأراضي المحتلة، والموقف الدولي الضعيف إزاء الحق الفلسطيني، بات يهدد المنطقة بأسرها بانتشار الصراع، كما أنه أهان القانون الدولي، وانتهك حرمة الدم، وهو يمثل اليوم أكبر تهديد لشعوب المنطقة واستقرارها».

وأكدّ أن «العمل على وقف الإبادة الجماعية الصريحة بحق الشعب الفلسطيني، ستمثل بدايةً لمنظومة الثقة المتبادَلة في مساعينا نحو تحقيق الأمن لشعوبنا ولمنطقتنا».

وانطلقت في الدوحة (الاثنين) فعاليات منتدى الأمن العالمي التي تستمر حتى الأربعاء، تحت شعار «المنافسة الاستراتيجية: الترابط المعقد»، وذلك بمشاركة واسعة من كبار المسؤولين الدوليين وصناع القرار والسياسات، والخبراء في مجال الاستخبارات والشأن العسكري وإنفاذ القانون.


القيادة السعودية تُعزي إيران في وفاة رئيسي

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)
TT

القيادة السعودية تُعزي إيران في وفاة رئيسي

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)

أعربت السعودية، اليوم الاثنين، عن تعازيها في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقين له، في حادث تحطم طائرة هليكوبتر بشمال غربي البلاد.

وقدَّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تعازيهما لرئيس السلطة التنفيذية بالإنابة محمد مخبر، في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ومرافقيه، خلال برقية عزاء.

وقال الملك سلمان، في برقية العزاء والمواساة: «علمنا بنبأ وفاة فخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومرافقيه ـ رحمهم الله ـ وإننا إذ نبعث لكم ولشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيق بالغ التعازي، وصادق المواساة، لنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنهم فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون».

كما قال ولي العهد السعودي، في برقية العزاء والمواساة: «تلقينا نبأ وفاة فخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومرافقيه ـ رحمهم الله ـ ونبعث لدولتكم أحرَّ التعازي، وأصدق المواساة، سائلين المولى العليَّ القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنهم فسيح جناته، إنه سميع مجيب».

وأعلن نائب الرئيس الإيراني محسن منصوري، في وقت سابق اليوم، وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والوفد المرافق له، في حادث تحطم الطائرة المروحية، الذي وقع، أمس الأحد، في منطقة جبلية بشمال غربي إيران.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد أعلنت وكالة أنباء «إرنا» الإيرانية وفاة عدد من المسؤولين الذين كانوا برفقة الرئيس الإيراني لدى سقوط الطائرة، ومن بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.

وأوضحت وكالة «إرنا» أن مجلس الوزراء الإيراني سيعقد اجتماعاً لمناقشة تلك التداعيات.