صحيفة Libération تعلق على فوز محمد ولد الغزواني

تم الإعلان عن فوز مرشح السلطة الجنرال محمد ولد الغزواني في الجولة الأولى من الانتخابات، في حين رفضت المعارضة نتائج اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.

لن تكون هناك حتى جولة ثانية. محمد ولد الغزواني الخليفة المعيّن من طرف الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز أُعلِن فوزه في الانتخابات من قبل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات (CENI) بحصوله على 52 بالمائة من الأصوات. اندلعت مظاهرات عفوية في الأحياء المعروفة بمعارضتها تقليديًا في العاصمة نواكشوط ونواديبو ثاني أكبر مدينة وهي المنطقة الوحيدة التي لم يأت فيها مرشح السلطة أولاً.

ناشط ضد العبودية

يرفض المعارضون الأرقام الرسمية للجنة الانتخابية الوطنية المستقلة ويطالبون بنشر نتائج مركز الاقتراع بشكل تفصيلي. وأعلن أربعة منهم في بيان مشترك استعدادهم لتقديم طعون قانونية. "الناس محقون في الاعتقاد بأنهم تعرضوا للخديعة: شفافية الاقتراع تكاد تكون معدومة والحالة المدنية هشة للغاية"، يقول عبد الودود ولد الشيخ أستاذ فخري للعلوم الاجتماعية في الجامعات الفرنسية، مضيفا: "لكن المعارضة ليست منظمة سياسيا بما يكفي للانخراط في مواجهة حقيقية مع السلطة."

وفقًا لأرقام لجنة الانتخابات فقد بلغت نسبة المشاركة 62.66 بالمائة واحتل الناشط المناهض للعبودية بيرام الداه اعبيد المرتبة الثانية بحصوله على 18.6 بالمائة من الأصوات وجاء الوزير الأول الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر في المرتبة الثالثة بنسبة 17.9 بالمائة. على عكس كل التوقعات تحالف "بيرام" ، المدافع عن مجتمع الحراطين و"الزنوج الأفارقة" تحالف العام الماضي مع حزب الصواب البعثي، الذي قدم له غطاء سياسيا كانت السلطات تكافح من أجل منعه منه. "لقد تحسنت درجاته مقارنة بعام 2014 وذلك بفضل الشباب الإفريقي المتعلم الذي حفزته صراحته"، يواصل عبد الودود ولد الشيخ، مضيفا: "لكنه يعاني من ضعف تعبئة الفقراء والسكان الريفيين الذين غالبا ما يكونون أميين والذين يمكن أن يشكلوا ناخبيه الطبيعيين".

دعامة "الاستقرار"

لم يتخيل أي مراقب بجدية أن خلافة محمد ولد عبد العزيز -الذي وصل إلى الحد الدستوري للوﻻيتين- سوف تخرج من يد زميله القديم محمد ولد الغزواني. فقد كان الجنرال البالغ من العمر 62 عامًا  رئيس أركانه لمدة عقد قبل أن يخلع الزي الرسمي العام الماضي للترشح للرئاسة.

على هذا النحو كان المهندس الرئيسي لإعادة تنظيم جهاز الأمن الموريتاني أحد أكثر الأجهزة فاعلية في المنطقة ضد التهديد الجهادي. وهي أحد الأسس التي بني عليها علاقاته مع الغرب وخاصة فرنسا التي تعتبر موريتانيا الآن دعامة "للاستقرار" في الساحل.

يقول عبد الودود ولد شيخ "على عكس المحيطين بولد عبد العزيز لم يشارك ولد الغزواني في قضايا الفساد، وهذا أحد الاختلافات النادرة بين الرجلين." وفي الأيام المقبلة سيكون تعامله مع تحدي ما بعد الانتخابات مؤشرا أوليا على استعداده (أو قدرته) للتميز عن أساليب صديقه.

ترجمة الصحراء

لمطالعة الأصل اضغط هنا

ثلاثاء, 25/06/2019 - 08:51