آخر الاخبار

رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال تعطل كافة أنظمة السداد الالكتروني شركة الاتصالات اليمنية تليمن ويمن نت.. تفاصيل الاسباب قائد الأسطول الأمريكي يتحدث عن السبب الذي يجعل موعد انجاز مهمة القضاء على خطر الحوثيين بالبحر الأحمر غير معروفا حتى الآن؟ القيادي الحوثي يوسف المداني يعترف : كل عمليات التفجير لمنازل خصوم المسيرة تتم بتوجيهات عبدالملك الحوثي وهو من يحدد موعد التفجير- فيديو بخسارته من الإمارات 3-0.. هل تضاءلت فرص المنتخب اليمني في المنافسة؟ الحكومة تعد لمشروع لائحة جديدة تنظم أوزان نقل البضائع على الشاحنات

حجة.. لغز الانقلاب الحوثي والطريق لإنهائه..!

الإثنين 17 يونيو-حزيران 2019 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس اخبار اليوم
عدد القراءات 4235

 


لم يكن اختيار ميليشيات الحوثي لمحافظة حجة كثاني محافظة يبسطون نفوذهم ويتوسعون فيها بعد صعدة اعتباطا، وإنما وفقا لرؤية انقلابية مدروسة بعناية، وبإشراف ورعاية إيرانية، منذ بداية تكون النواة الأولى للميليشيات في جبال مران. 
حيث تشكل جغرافية المحافظة موقعا استراتيجيا مهما للميليشيات، وخط إمداد خارجي قبل أن تكون حلقة وصل مهمة- أيضاً- تربطهم بالساحل الغربي خاصة الحديدة وما تمثله من أهمية على المستوى الوطني، ولذا تستميت الميليشيات في الحفاظ على المحافظة تحت سيطرتهم بتواطؤ ملحوظ ومكشوف من قوى إقليمية ودولية. 
"أخبار اليوم " تفتح في هذا التقرير أبعاد استمرار سيطرة الميليشيات على محافظة حجة وما يترتب على خسارتهم لها، والأهمية الجغرافية التي تحتلها، ولماذا لم يتم تحريرها حتى الآن من قبل قوات الشرعية والتحالف الداعم لها؟ إلى جانب العراقيل التي تحول دون ذلك وما الذي تحقق حتى الآن بعد خمسة أعوام من الحرب؟ وغيرها من المسائل المتعلقة بالمحافظة وسير المعارك فيها.. إلى التفاصيل 
من هنا بدأ الانقلاب! 
قبل أن تصل ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى محافظة عمران ومن ثم العاصمة صنعاء في أيلول سبتمبر 2014م كانت قد بدأت تنفيذ انقلابها في محافظة حجة، عندما بسطت نفذوها الكامل على مديرية مستبأ شمال حجة والقريبة من الحدود اليمنية السعودية مع نهاية العام 2011م وكان أن سلمت لها المديرية "مستبأ" دون أي مقاومة كما حصل تماما عندما دخلت العاصمة صنعاء بعدها بثلاثة أعوام. 
ويقع في مستبأ منزل وأراضي القيادي الثاني في الميليشيات المدعو/ يوسف المداني، وصهير مؤسسها الهالك، وقد تحولت المديرية بعد ذلك إلى غرفة عمليات للحوثيين تدير من خلالها عملياتها المسلحة في الشريط الحدودي مع ترتيب عمليات تهريب السلاح مع الخبراء الإيرانيين ومن حزب الله اللبناني عبر سواحل ميدي والقادمة من إيران. 
لماذا حجة؟!

وتشكل جغرافية بالمحافظة حلقة وصل ورابط مهم بين المعقل الرئيسي للميليشيات في صعدة والشريان الاقتصادي المتمثل في مدينة وميناء الحديدة مروراً بحجة، والتي تشكّل طوقاً يحيط بالعاصمة صنعاء، إلى جانب قربها والتصاقها بالحدود اليمنية السعودية براً وبحراً. 
كما تمتلك المحافظة مخزوناً بشرياً كبيراً استفادت منه الميليشيات في رفد جبهاتها بآلاف المقاتلين الذين استغلت ظروفهم الاقتصادية والجهل الذي يشكّل نسبة كبيرة بين سكانها، كل ذلك وغيرها من الأسباب جعل المحافظة في مقدمة المناطق التي تحاول الميليشيات إبقائها تحت سيطرتهم، مستفيدين من مطامع بعض الدول المشاركة في التحالف العربي الداعم للشرعية، والتي تعرقل عملية الإسراع في أنهاء الانقلاب. 
حلقة وصل خارجية 
ومنذ نشأة الميليشيات في جبال مران مع بدايات الألفية الثالثة، كانت سواحل محافظة حجة الواقعة ضمن مديرية ميدي منطلقا لدخول كافة ألوان الدعم المالي والسلاح والتدريب والاستثمار وغيرها من برامج التهيئة والتوسع لعناصرها. 
وبحسب مصادر أمنية تحدثت سابقا لـ" أخبار اليوم" فقد سعى الحوثيون منذ الوهلة الأولى لشراء مساحات واسعة من الأراضي الواقعة قبالة سواحل ميدي والممتدة شرقا إلى حرض بمحاذاة الحدود السعودية تحت غطاء الاستثمار الزراعي، والتي تم الكشف عنها مؤخرا بأنها كانت عبارة عن مخازن أسلحة متنوعة ومواقع لإدارة وتنفيذ حروبها ضد الأشقاء في المملكة منذ بداية الحرب. 
كما شكلت المحافظة حلقة وصل مع الممول والداعم الرئيس للميليشيات ممثلا بإيران وحرسها الثوري، والذي أنشأ معسكرا تدريبيا لعناصر الحوثي قبل خمسة عشر عاما في سواحل أرتيريا المقابلة لسواحل ميدي السكينة. 

 

marebpress


الطريق إلى صنعاء  
وتشكل محافظة حجة احد اهم طرق تطويق صنعاء والوصول اليها من جهتي الجنوب عبر مركز المحافظة والشمال الشرقي عبر منطقة حجور، وخلال حرب الحوثيين مع حجور مطلع العام الجاري ذكر محللون سياسيون وعسكريون بأن حجور التابعة لمحافظة حجة تعد من اقصر الطرق المؤدية إلى صنعاء ومن خلالها يمكن تطويق معقل التمرد الأول في صعدة. 
عبس.. شريان الميليشيات 
وخلال السنوات الماضية من الحرب تمكنت قوات الشرعية من تحرير مديريتي ميدي وحيران بشكل كلي، فيما حررت اجزاء كبيرة من حرض وتوغلت في اطراف مديرية عبس من جهة الشمال، الا انها لم تبارح مكانها منذ اكثر من ستة أشهر، لأسباب غير واضحة، رغم وجود استعدادات كبيرة لدى المنطقة العسكرية الخامسة لمواصلة تقدمهم نحو عبس الا أن عراقيل من جهة التحالف العربي تحول دون ذلك، لم نتمكن من معرفة تفاصيلها. 
وتعتبر مدينة ومديرية عبس مرتكز مهم في تحرير المحافظة من الميليشيات، حيث تعتبر محور التقاء مناطق حجور والشرفين ووشحة مع مركز المحافظة من جهة الساحل، وعبرها تقوم الميليشيات بإيصال مقاتليها إلى مدينة الحديدة التي لم يعد لهم أي خط إمداد إليها سوى الخط الدولي الشمالي الذي يمر من عبس التابعة لمحافظة حجة. 
كما أنه بتحرير عبس ستتهاوى باقي مديريات حجة في أيدي الشرعية والتحالف، خاصة وأن هناك سخط شعبي من الميليشيات نتيجة سياساتهم الإفقارية والقمعية التي ينتظر المواطنون الخلاص منهم في اي لحظة، إلى جانب أن غالبية سكان المحافظة لن يسمحوا بفتح جبهات قتال في أوساط القرى والمناطق الممتدة بالسكان خوفا من تبعات ذلك على الأطفال والنساء. 
لغز حرض../ 
بحسب ما هو معلن من قبل قوات الشرعية والتحالف فإن مديرية حرض التي يقع فيها المنفذ البري لليمن مع السعودية فإن ما يزيد عن ثمانين بالمائة من تراضيها باتت محررة ولم يتبق فيها سوى بعض الجيوب وسط المدينة وحولها التي لاتزال فيها عناصر محدودة من الميليشيات حتى اليوم. 
كما أن المديرية أصبح الجيش الوطني يطوقها من كل الجهات، ويحاصر فيها من تبقى من عناصر الحوثي، إلا أن استكمال تحريرها بات لغزاً يحير الكثير من المراقبين، ورغم محاولاتنا معرفة أسباب عرقلة استكمال تحريرها لم نتمكن من معرفة الأسباب، رغم أن الظروف مهيأة لذلك ولا توجد قوة كافة لدى الحوثيين لمنع ذلك. 
إلا أن ما تم استخلاصه من خلال البحث في الأسباب يتلخص في إصرار جهات في التحالف الداعم للشرعية عرقلة تقدم الجيش الوطني نحو عبس من خلال هذه العناصر للحوثي المتواجدة في حرض إلى جانب تصفية عدد من الضباط الوطنيين في قوات الشرعية عبرها كما تم مؤخرا مع القائد "أبوهادي" الذي استشهد مطلع العام الجاري أثناء قيادته معركة استعادة جبل النار بعد أن كان سبق تحريره وأجبرت قوات الجيش الوطني بالانسحاب منه بتوجيهات من القوات المشتركة للتحالف. 
معطيات مهمة/ 
هناك معطيات أخرى مهمة تدركها قوات التحالف العربي قبل الشرعية يمكن أن تسهم في الإسراع بتحرير محافظة حجة، والتي من أبرزها السخط الشعبي تجاه الميليشيات، وتسببها في نزوح نصف مليون مواطن من أبناء المحافظة وتهجير الآلاف من قراهم ومساكنهم قسراً، وعمليات الاختطافات وانتشار البطالة والفقر والأمراض كل ذلك ساهم في تقليص شعبية الميليشيات التي كانت تحضى بها نوعا ما بين السكان. 
وينتظر المواطنون فيها إجراءات جادة من قبل الشرعية والتحالف ترسخ ثقتهم في مساندتهم ليقفوا جميعا في مواجهة الميليشيات، خاصة وأن ما حصل مع قبائل حجور من خذلان لا زال في أذهان الأطفال قبل الكبار. 
عواقب وخيمة/ 
استمرار سيطرة الميليشيات على المحافظة ينذر بعواقب وخيمة على المملكة العربية السعودية في المقام الأول خاصة بعد أن تمكن الحوثيون من امتلاك وتطوير منظومتهم الصاروخية، والتي باتت تهدد امن المنشآت المدنية قبل العسكرية للسعودية، فضلا عن كون سيطرتهم عليها بشكل خط إمداد وربط لهم ما بين صعدة والحديدة وصنعاء كما سبق توضيح ذلك. 
ويبقى التساؤل المطروح دائما " لصالح من يتم عرقلة أي تقدم لقوات الجيش الوطني المرابطة في حرض وميدي وحيران ومنع تقدمها نحو عبس؟" خاصة وأن المعطيات التي ذكرناها مهيأة منذ فترة ليست بالقليلة، في الوقت الذي تعيش فيه الميليشيات حالة من الضعف في العدة والعتاد، فهل أن الأوان لاتخاذ القرار المناسب قبل قوات الأوان؟.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن