بالنسبة لكبار السياسيين والزعماء لا يمثل التقاعد نهاية حياتهم العملية بل قد يعتبره الكثيرون بداية جديدة ومربحة جدا. فالرئيس أو السياسي السابق دائما محل طلب من المعاهد والجامعات والمؤسسات المختلفة لإلقاء الخطابات أو للعمل كمستشار في الشركات الكبرى والبنوك. وفي حالات كثيرة نجد الرئيس أو رئيس الوزراء السابق يعمل في أكثر من مكان في نفس الوقت سواء في الاستشارات أو المحاضرات أو حتى البرامج التلفزيونية.
عالميا يمكن المجادلة بأن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما من أنجح الرؤساء في مجال الإعلام، سواء من حيث استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي خلال حملاته الرئاسية أو من عدد متابعيه الذين يصل عددهم لـ101 مليون على «تويتر» و50 مليون على صفحته الخاصة على «فيسبوك».
وخلال رئاسته حل أوباما ضيفا على كثير من البرامج الحوارية الشهيرة ولم يحاول لعب دور الرئيس الرسمي المتحفظ بل كان يضحك ويتفاعل مع الجمهور ومع المقدمين بل حتى شارك بالرقص في برنامج إلين ديجنيريس.
وكذلك فعلت زوجته ميشيل أوباما التي أخذت دورها كسيدة أولى لآفاق أوسع من البيت الأبيض وحازت على حب الجمهور أيضا عبر مشاركاتها في البرامج الحوارية بل وحتى البرامج الخفيفة. ولكن باراك وميشيل لم ينسيا أنهما رئيس أميركي وسيدة أولى سابقين فكانت لهما مشاركات كثيرة حول الشباب وحول التكنولوجيا وحول التعليم وغيره.
ولهذا لم يدهش الكثيرون من أن آل أوباما في مفاوضات مع شركة نيتفليكس لعرض المحتوى على الإنترنت لتوقيع عقد بموجبه يقدم باراك وميشيل برامج خاصة لم يحدد بعد محتواها ولا عدد حلقاتها. وحسب تقرير في الإعلام الأميركي فإن العقد يتضمن أن يقدم أوباما وزوجته محتوى مرئيا على منصة «نيتفليكس» يتوفر لمشتركي الخدمة والذين يصل عددهم لـ118 مليون مشترك. وتذكر صحيفة الـ«غارديان» أن «نيتفليكس» قد تكون سبقت شركات أخرى للبث المرئي عبر الإنترنت التي تردد أنها حاولت إقناع أوباما بتقديم محتوى خاص عبرها.
وتذكر تقارير إعلامية أن أوباما لا ينوي أن تكون البرامج منصة سياسية له للرد على الرئيس دونالد ترمب أو على منتقديه من المحافظين، بل تتوقع، استنادا على معلومات قريبين من المفاوضات، أن تتميز الحلقات بالقصص الملهمة للجمهور.
وتعتمد هذه المعلومات على حديث لمستشار أوباما إيريك شولتز الذي قال إن «الرئيس والسيدة أوباما يؤمنان دائما بقوة سرد القصص لإلهام جمهورهما، وبينما يدرسان خططاً للمستقبل سيستمران في استكشاف طرق لمساعدة الآخرين لرواية تجاربهم وقصصهم».
والمعروف أن باراك أوباما يتقاضى 400 ألف جنيه إسترليني عن الخطاب وكان وزوجته ميشيل قد مضيا عقدا لكتابة مذكراتهما في البيت الأبيض مع دار بنغوين هاوس بـ60 مليون دولار.
واستمرت التكهنات أمس حول قيمة العقد الذي قد تعرضه «نيتفليكس» على أوباما وزوجته، فهناك من أشار إلى أنه قد يصل إلى أكثر من 500 مليون جنيه إسترليني ولا يستغرب المراقبون من مثل هذا الرقم فحسب ما ذكر مارك بوركوفسكي وهو خبير في العلاقات العامة لصحيفة الـ«غارديان»، «إنه عقد ضخم جدا بالنسبة للطرفين والشيء المؤكد لنا هو أن قيمته المادية ستكون ضخمة أيضا». وقد تلجأ «نيتفليكس» لرفع قيمة العقد الذي لم يوقع حتى الآن في ظل محاولات شركات البث المرئي المنافسة أمازون و«آبل» التي تحاول الحصول على الصفقة لنفسها.
- سياسيون سابقون وصفقات بعد التقاعد
> باراك أوباما ليس الأول في الرؤساء والسياسيين السابقين الذين تتهافت عليهم وسائل الإعلام والشركات. وتنشر الصحف بشكل مستمر عن المبالغ التي تدفع لهم لإلقاء المحاضرات أو للظهور في برامج تلفزيونية. وفيما يلي قائمة لأشهرهم:
> بيل كلينتون: يعتبر من أكثر الرؤساء الأميركيين أجرا في مجال الخطابات العامة فهو يلقي عشرات الخطابات كل عام ويتراوح أجره عن كل منها ما بين 250 ألف إلى 500 ألف دولار أميركي وقد تلقى 750 ألف دولار عن محاضرة واحدة ألقاها في هونغ كونغ عام 2011. وفي أول عشر سنوات من مغادرته البيت الأبيض جمع بيل كلينتون نحو 104 ملايين دولار كمتحدث حسب ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست». بيل كلينتون تقاضى 15 مليون دولار نظير مذكراته في عام 2004.
> جورج دبليو بوش: يتقاضي الرئيس السابق ما بين 100 ألف إلى 175 ألف دولار عن الخطاب ويعد من أكثر المتحدثين غزارة من حيث عدد المناسبات التي شارك فيها. وقد تقاضى مبلغ 10 ملايين عن كتابة مذكراته عام 2010.
> توني بلير: رئيس الوزراء البريطاني السابق يعد من أكثر السياسيين في بريطانيا نشاطا سواء في إلقاء الخطابات والتي تكلف 400 ألف جنيه إسترليني عن الخطاب الواحد أو من حيث عمله مستشاراً في شركة جي بي مورغان والذي يصل لمليوني جنيه إسترليني أو من مهام استشارية أخرى.
> نيكولا ساركوزي: الرئيس الفرنسي السابق يتقاضى عن الخطاب الواحد 175 ألف جنيه إسترليني.
> ديفيد كاميرون: يتقاضى رئيس الوزراء البريطاني السابق 120 ألف جنيه إسترليني عن الساعة.
باراك وميشيل أوباما على «نيتفليكس» قريباً... بعقد 500 مليون دولار
https://aawsat.com/home/article/1201056/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%83-%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D9%84-%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%C2%AB%D9%86%D9%8A%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%8A%D9%83%D8%B3%C2%BB-%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D9%8B-%D8%A8%D8%B9%D9%82%D8%AF-500-%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1
باراك وميشيل أوباما على «نيتفليكس» قريباً... بعقد 500 مليون دولار
تكهنات حول طبيعة المحتوى
باراك وميشيل أوباما على «نيتفليكس» قريباً... بعقد 500 مليون دولار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة