تخطي إلى المحتوى الرئيسي
الحرب في سوريا

تباين بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة حول مباحثات أستانة

من المزمع أن يجلس ممثلون عن الحكومة السورية والفصائل المعارضة الاثنين المقبل، حول طاولة واحدة في أستانة عاصمة كازاخستان، لإجراء مباحثات هي الأولى بين الطرفين منذ بدء النزاع الدامي قبل حوالى ست سنوات.

أ ف ب/أرشيف
إعلان

تختلف المباحثات التي من المفترض أن تجري يوم الاثنين المقبل في العاصمة الكازاخستانية أستانة، بين الحكومة السورية وفصائل من المعارضة، عن سابقاتها، إذ تجري للمرة الأولى برعاية تركيا، الداعمة للمعارضة، وإيران وروسيا، أبرز حلفاء دمشق. وهي الأولى بين الطرفين منذ بدء النزاع الدامي قبل حوالى ست سنوات

خلافات قبل بدء المباحثات

وتبدو مباحثات أستانا عسكرية أكثر منها سياسية إذ تهدف أساسا إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد بحضور وفد سياسي يمثل الحكومة السورية وآخر يمثل المعارضة المسلحة فيما يقتصر دور المعارضة السياسية على تقديم الاستشارة.

ويبدو التباين حيال رؤية الطرفين لمضمون المحادثات واضحا، إذ أعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع قناة يابانية الجمعة، أن أولوية محادثات أستانة المرتقبة الأسبوع المقبل بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة هي وقف إطلاق النار . و"السماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سوريا، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة".

أما الفصائل فتؤكد أن النقاش سيقتصر حصرا على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي يسري في سوريا منذ 30 كانون الأول/ديسمبر. اتفاق يستثني بشكل رئيسي المجموعات المصنفة "إرهابية"، وعلى رأسها تنظيم "الدولة الإسلامية".

وتقول موسكو ودمشق إنه يستثني أيضا جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، الأمر الذي تنفيه الفصائل المعارضة.

وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، الذي سيرأس وفد الأمم المتحدة إلى أستانا، عن أمله في أن تشكل المباحثات أساسا لحل سياسي يُستأنف بحثه في مفاوضات جنيف التي يأمل عقدها في الثامن من شباط/فبراير.

القوى الرئيسية المشاركة في النزاع السوري

قوات النظام
- الجيش السوري
خسر الجيش السوري الذي وصل عديد قواته المقاتلة إلى 300 ألف عنصر قبل بدء النزاع العام 2011، نصف عناصره الذين قتلوا خلال المعارك أو فروا أو انشقوا.

ويسيطر الجيش السوري حاليا على 34 في المئة من الأراضي السورية حيث يعيش 65,5 في المئة من أصل 16 مليون نسمة موجودين حاليا في البلاد.

- المقاتلون الموالون للنظام:

يتراوح عديدهم بين 150 ألفا ومئتي ألف عنصر. وتعد قوات الدفاع الوطني التي نشأت العام 2012 وتضم في صفوفها تسعين ألف مقاتل، أبرز مكونات الفصائل الموالية.

ويضاف إلى الفصائل المحلية، مقاتلون من لبنان وإيران والعراق وأفغانستان. ويشكل مقاتلو حزب الله اللبناني الذين يتراوح عددهم بحسب خبراء، بين خمسة آلاف وثمانية آلاف، المجموعة الأبرز بين هؤلاء.

- الدعم العسكري الروسي والإيراني:
استعادت قوات النظام زمام المبادرة في مناطق عدة بعد الدعم الجوي الروسي الكثيف منذ نهاية أيلول/سبتمبر 2015. وتعد إيران الحليف الإقليمي الرئيسي للنظام السوري، وأرسلت آلاف العناصر من الحرس الثوري لمساندة الجيش في معاركه بالإضافة إلى مستشارين عسكريين. كما توفر إيران مساعدات اقتصادية لدمشق.

مقاتلو المعارضة
-الجيش الحر
برغم من أن تسمية "الجيش الحر" تتكرر على لسان الناشطين وبعض القياديين المعارضين، إلا أن هذا الجيش الذي تشكل في بداية النزاع خصوصا من منشقين عن الجيش السوري، ثم من مدنيين حملوا السلاح لإسقاط النظام، لم يعد له وجود ككيان مستقل.

وفشلت محاولات توحيد قراره وإيجاد هيكلية له تارة تحت مسمى هيئة الأركان وطورا تحت مسميات أخرى. وتعددت الفصائل المقاتلة بتسميات غالبا لها طابع إسلامي مع تنوع مصادر تمويلها التي هي إجمالا تركيا والسعودية وقطر وغيرها من الجهات الخليجية.

وتسيطر الفصائل المقاتلة المعارضة والإسلامية ومعها جبهة فتح الشام، على 13 في المئة من سوريا حيث يعيش 12,5 في المئة من السكان، وفق الباحث في الجغرافيا السورية فابريس بالانش.

وأبرز الفصائل المقاتلة اليوم هي:

- حركة أحرار الشام: أبرز الفصائل الإسلامية في سوريا. أنشئت في العام 2011 وتعد جماعة سلفية تتلقى دعما تركيا وخليجيا بحسب محللين. تتواجد بشكل رئيسي في محافظتي إدلب وحلب.

- جيش الإسلام: الفصيل الأبرز في الغوطة الشرقية قرب دمشق. يرأس عضو المكتب السياسي في جيش الإسلام محمد علوش وفد الفصائل المعارضة إلى محادثات استانا.

جبهة فتح الشام

في تموز/يوليو 2015 أعلنت جبهة النصرة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة الذي قاتلت تحت رايته منذ 2013 وغيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام.

تتحالف الجبهة مع فصائل مقاتلة غالبيتها إسلامية تحديدا في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب، ولها تواجدها الميداني في محافظة دمشق وفي جنوب البلاد.

ويعد "جيش الفتح" أهم تحالفاتها المعلنة، وهو عبارة عن ائتلاف مجموعة من الفصائل الإسلامية بينها حركة أحرار الشام ويسيطر على كامل محافظة إدلب.

تنظيم "الدولة الإسلامية"-
يضم التنظيم الذي يتزعمه أبو بكر البغدادي منذ انطلاقه في العام 2013، الآلاف من المقاتلين. وهو المجموعة المسلحة الأكثر ثراء والأكثر وحشية في سوريا.

-الأكراد
بعد معاناتهم على مدى عقود من سياسة تهميش حيالهم، تصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية موقتة في ثلاث مناطق في شمال البلاد.

وتتلقى وحدات حماية الشعب الكردية دعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي تعتبر أن الأكراد هم الأكثر فعالية في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية".
ويسيطر الأكراد على 20 في المئة من البلاد تشمل 75 في المئة من الحدود السورية التركية. ويعيش في مناطقهم 12,5 في المئة من السكان أي ما يقارب مليوني نسمة.

تركيا، قطر والسعودية
منذ بدء النزاع في سوريا، دعمت كل من تركيا والسعودية وقطر المعارضة السياسية والمسلحة مطالبة بسقوط الرئيس بشار الأسد.

وبعد ما يقارب ست سنوات من الاختلاف، تقود تركيا مع روسيا وإيران حاليا جهودا سياسية حول سوريا وغارات مشتركة مع موسكو ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

ويبدو أنه جرى تهميش دور الرياض وقطر في الجهود الجارية والتي ستتوج في محادثات أستانة بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة.  

فرانس24/أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

مشاركة :
الصفحة غير متوفرة

المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.