FINANCIAL TIMES

تريد الاستثمار في الذهب؟ إليك أفضل طريقة

تريد الاستثمار في الذهب؟ إليك أفضل طريقة

قرّرتُ شراء بعض الذهب، لكنني متردد بين سبائك الذهب أو صندوق يتم تداوله في البورصة يملك الذهب الفعلي. ما إيجابيات وسلبيات كل نوع من الاستثمار؟ هل ينبغي أن أنظر إلى أسهم مناجم الذهب؟ وإذا كنت سأضع الذهب في خطة تقاعد ذات استثمار ذاتي، كم ينبغي أن يُشكل المعدن الثمين من محفظتي الاستثمارية؟ باتريك جوردون، رئيس الأبحاث في "كيليك آند كومباني"، يقول على خلفية عدم اليقين الجيوساسي والمالي، إن شراء الذهب يُمكن أن يكون طريقة معقولة لتحويط استثماراتك. كثير من المستثمرين يرون أنه ملاذ في أوقات اضطراب السوق، لذلك يُمكن أن يكون أداؤه جيدا خلال الأزمات المالية. تاريخياً، تم تداوله أيضاً بطريقة تُظهر ارتباطا منخفضا بالأصول الأخرى. توجيهنا الحالي هو أن يُشكّل الذهب ما يرواح بين 3 في المائة و5 في المائة من أية محفظة استثمارية متوازنة. فقد كان المعدن الثمين استثمارا شائعا بين السلع الأساسية في عام 2016، وارتفع سعره 26 في المائة هذا العام. على خلاف الأسهم والسندات والعقارات، الذهب لا يُنتج دخلا على شكل أرباح أسهم، أو مدفوعات، أو إيجار. مع ذلك، الاحتفاظ بأصول لا تُحقق عوائد هو أقل مدعاة للقلق في الوقت الحالي. كذلك يميل المعدن الأصفر للتألق عندما يكون الدولار الأمريكي ضعيفا وفي الفترات التي تكون فيها أسعار الفائدة "الحقيقية" (أسعار الفائدة الاسمية ناقصا معدل التضخم) سلبية. الدولار يُمكن أن يرتفع إذا رفع الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض القياسية، التي يُمكن أن تُضعف سعر الذهب. وتضع السوق احتمالا بنسبة تقارب 20 في المائة على قرار يقضي برفع أسعار الفائدة في تشرين الثاني (نوفمبر)، يزيد إلى نحو 60 في المائة في كانون الأول (ديسمبر). العودة إلى سياسة البنك المركزي الطبيعية وسلسلة من زيادات أسعار الفائدة الأمريكية من شأنهما التقليل من جاذبية الذهب، ولهذا السبب نحن نوصي به باعتباره جزءا واحدا فقط من مجموعة متنوعة من الاستثمارات. فيما يتعلّق بماذا نشتري، أسهم مناجم الذهب توفّر بعض التعرّض لسعر الذهب، لكن درجة الارتباط يُمكن أن تختلف. مع المناجم، نحن لا نشتري فقط في المعدن، لكننا نُلقي نظرة على الإدارة والمخاطر التشغيلية والموقع الجغرافي للشركة التي تستخرجه من الأرض. أما مع السبائك، فيحتاج المستثمرون إلى النظر في التخزين والافتقار المحتمل للمرونة في الاستثمار. عادةً ما يبيع التجّار السبائك للمستثمرين بسعر مرتفع عن السعر الفوري ويشترون من المستثمرين بسعر منخفض. "هامش الربح" هذا يُمكن أن يختلف على نطاق واسع جداً وقد يفرض بعض التجّار أيضاً رسوم تعاملات. هناك طريقة أسهل لكسب التعرّض ستكون بشراء أوراق مالية يتم تداولها في البورصة تتعقّب سعر الذهب "مدعومة بالذهب الفعلي"، هذا يعني أنها تملك بعض الذهب بدلاً من استخدام المشتقات لمتابعة مؤشر معين. غالباً ما نوصي بمؤشر iShares Physical Gold ETC. بن سيجر سكوت، من شركة تيلني بست إنفست، يقول إنه ليس من المتحمسين للذهب. وإنه حتى الآونة الأخيرة ما كان ليدافع عن الدخول في تعامل. لكنّ هناك نوعين من العوامل ذات الصلة التي تجعل المعدن جذّابا الآن. المحافظ الاستثمارية تستفيد من التنويع. لكن في الآونة الأخيرة، الأسهم والسندات تحركت معاً على نطاق واسع، ووصلت نوعا ما إلى المبالغة في التقييمات. هذا كان جيداً للقيمة الإجمالية للمحفظة الاستثمارية لكن ليس للتنويع. الأصول التي ترتفع معاً يُمكن أن تنخفض معاً. الذهب، من ناحية أخرى، لديه ارتباط منخفض مع الأسهم والسندات. ينبغي أن يُعتبر الذهب بمثابة ملاذ لأنه يُمكن أن يكون متقلّبا جداً. مع ذلك، غالباً ما يُستخدم لتخزين الثروة. في الوقت الذي تستمر فيه البنوك المركزية في العالم المُتقدّم في تجربة السياسة النقدية غير التقليدية، وجعل عوائد السندات سلبية، والتسبب في تقلّبات كبيرة في أسواق العملات، فإن وضع الذهب باعتباره لا يُحقق عوائد، مع عدم سيطرة البنوك المركزية على إنتاجه، يُمكن أن يجعله أكثر جاذبية. فيما يتعلّق بأية وسيلة نستخدم، فإن السلع الأساسية التي يتم تداولها في البورصة المدعومة مادياً، مثل ETF Securities Physical Gold ETC أو Source Physical Gold ETC، هي ذات تكلفة منخفضة ويُمكن تداولها بسهولة. ثم إنها مدعومة من سبائك الذهب الفعلية الموجودة في الخزائن. على الرغم من أنه يُمكن شراء الذهب الفعلي أيضاً على شكل سبائك ذهب، إلا أن هناك شروطا صارمة لإدراجها في خطط التقاعد ذات الاستثمار الذاتي. من رأيي أنه ينبغي الابتعاد عن أسهم مناجم الذهب. فمع أنها تميل لتكون بمثابة رفع مالي على سعر الذهب، إلا أن هذه لا تزال أسهما، لذلك فهي تميل لتكون أكثر تقلّباً من الذهب نفسه. في 2008 - 2009 انخفضت أسهم مناجم الذهب مع أسواق الأسهم الأوسع. ولم يكُن لدى المستثمرين أي تنويع عندما كانوا بحاجة إليه أكثر من أي شيء آخر.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES