تخطي إلى المحتوى الرئيسي
إسرائيل

الرصاص الإسفنجي الأسود.. سلاح إسرائيلي "يتصيد" الأطفال ويصيبهم بعاهات مستديمة

تستخدم القوات الإسرائيلية منذ العام الماضي نوعا جديدا من الرصاص الإسفنجي الأسود، يفترض أن يكون غير قاتل غير أن تعدد الإصابات البالغة التي طالت أطفالا فلسطينيين في القدس الشرقية تثير التساؤلات حول كيفية استخدام القوات الإسرائيلية لهذا السلاح.

الفتى الفلسطيني أحمد أبو الحمص في القدس الشرقية في 7 أبريل 2016
الفتى الفلسطيني أحمد أبو الحمص في القدس الشرقية في 7 أبريل 2016 أ ف ب
إعلان

يحمل الفتى الفلسطيني أحمد أبو الحمص آثارا واضحة لقطب في رأسه خضع له بعد إصابته برصاصة إسفنجية أطلقها حرس الحدود الإسرائيلي في القدس الشرقية المحتلة، وهذا ليس إلا الأثر الظاهر للإصابة التي سترافقه تبعاتها طيلة حياته.

وأبو الحمص (13 عاما) واحد من عشرات الفلسطينيين الذين أصيبوا بأضرار بالغة غير قابلة للشفاء بسبب نوع من الرصاص الإسفنجي الأسود بدأت قوات الأمن الإسرائيلية باستخدامه قبل عامين تقريبا في القدس الشرقية.

وفي السادس من كانون الثاني/ يناير الماضي، وبينما كان أحمد في طريقه لزيارة شقيقته في حي العيسوية، اندلعت اشتباكات بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية ما أدى إلى إصابته بإحدى هذه الرصاصات.

وبقي الفتى في غيبوبة لمدة 45 يوما قبل أن يستيقظ ليجد أنه فقد جزءا من جمجمته بالإضافة إلى عدد من قدراته الطبيعية.

ولا يستطيع الفتى الخروج من المنزل أو اللعب مع أصدقائه أو حتى التحدث بشكل متواصل دون أن يتلعثم.

وتستخدم القوات الإسرائيلية منذ تموز/يوليو الماضي نوعا جديدا من الرصاص الإسفنجي الأسود في القدس الشرقية المحتلة مصنوعا من البلاستيك، بحسب جمعية حقوق المواطن في إسرائيل.

وبحسب الجمعية، أصيب أكثر من 30 فلسطينيا في القدس الشرقية المحتلة بهذا النوع من الرصاص، بينما فقد 14 منهم عينا.

وفي السابع من أيلول/سبتمبر 2014، توفي الفتى محمد سنقرط (16 عاما) بعد أن كان أصيب برصاصة من النوع ذاته أطلقتها الشرطة الإسرائيلية في 31 آب/ أغسطس في القدس الشرقية.

وقالت المحامية نسرين عليان من جمعية حقوق المواطن إن سنقرط توفي "لأنه أصيب برصاص في رأسه أطلقت من مسافة قريبة".

وأغلقت الشرطة في أيار/مايو الماضي ملف التحقيق مع الشرطي المتهم بقتل سنقرط "لعدم وجود أدلة كافية".

وتقول المنظمات الحقوقية أن استخدام هذا النوع من الرصاص يهدف إلى تقليل الخسائر البشرية، ولكن طريقة استخدامه تثير الشكوك.

وتقول مديرة قسم إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس سري بشي لفرانس برس "الرصاص الإسفنجي يصنف كسلاح غير قاتل. ولكن أي سلاح قد يكون قاتلا، اعتمادا على الطريقة التي يستخدم بها".

وأضافت "المشكلة إنه يستخدم بطريقة غير مسؤولة. ما نراه في القدس الشرقية هو أن الشرطة تستخدم القوة المفرطة غير الضرورية ضد المتظاهرين، وأنها فشلت في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المتظاهرين المدنيين، خصوصا الأطفال منهم".

وتنص توجيهات استخدام هذا النوع من الرصاص الإسفنجي على ضرورة إطلاقه من مسافة عشرة أمتار على الأقل على القسم السفلي من الجسم، ويسبب في العادة آلاما شديدة دون أن يترك أثرا طويل الأمد، بحسب عليان.

 "صيد الاطفال"

ويتهم عم الطفل أفراد القوى الأمنية الإسرائيلية "بالاستمتاع لدى قيامهم بتصيّد أطفال مثل أحمد. (...) في كل مرة يصيبون فيها رأس طفل أو رجله، تظهر عليهم علامات السعادة وكأنهم يلعبون لعبة صيد".

وردا على سؤال عن استخدام هذا النوع من الرصاص، قالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري "من واجب الشرطة حماية أرواح وسلامة المواطنين" في مواجهة "مواقف تهدد الحياة".

وقالت "وفقا للقانون ومبادئ الدفاع عن النفس، من حق الشرطة استخدام الأسلحة الفتاكة والمزودة بذخيرة غير قاتلة بما في ذلك الرصاص الإسفنجي وأمور أخرى"، مشيرة إلى أنها "تقوم باستخدامها بشكل معقول وبالحد الأدنى من الضرر".

 

فرانس 24 / أ ف ب

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

مشاركة :
الصفحة غير متوفرة

المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.