إسرائيل: تيار سلفي متشدد ينشط في قرى عربية

تحاول تيارات سلفية متشددة في عدد من القرى العربية الإسرائيلية التضييق على مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية، فتمارس ضغوطا نجحت في إلغاء عروض فنية ورياضية، وصولا إلى طرد مدرس من عمله بسبب عرضه على التلامذة فيلما اعتبر "إباحيا".

في ملعب بلدية الطيرة في وسط إسرائيل، تقول العداءة حنين راضي (36 عاما) لوكالة فرانس برس "أخاف أن أركض في شوارع مدينتي مع أنني أركض في شوارع مدن الماراثونات".

وتضيف حنين "خططنا وجهزنا العام الماضي لإقامة ماراثون في مدينتي، وأعلنا موعد الماراثون ونشرنا الملصقات، وعندما خرجنا الى الشارع (...) لتجربة المسار، كان هناك شبان ملتحون بداوا بشتمنا، وقام أحد المشايخ المتطرفين بالتحريض علينا".

وتضيف "في الليلة نفسها، تلقيت تهديدات عبر الهاتف وشتائم بحجة أن الماراثون ضد الدين والحياء. وفي الساعة الواحدة صباحا، أطلق الرصاص على منزلي وعلى سيارتي".

ولم تقتصر الحملات على هذا النشاط الرياضي النسائي، بل طالت أعمالا فنية وثقافية، بينها منع عروض راقصة وغنائية ومسرحية في عكا والطيرة وجث المثلث وباقة الغربية وغيرها...

تزايد نفوذ التيار السلفي في الداخل الإسرائيلي

ويقول مسعود غنايم، عضو الكنيست من "الحركة الإسلامية -الجناح الجنوبي"، وهي حركة تدافع عن ضرورة تمثيل العرب داخل الكنيست الإسرائيلي، لوكالة فرانس برس "التيار السلفي في تزايد في الداخل الفلسطيني العربي في إسرائيل وبشكل ملموس، وذلك على حساب الحركات الإسلامية".

ويرى أن هذه الظاهرة ترجع إلى "التأثر بالحركات الجهادية التابعة للقاعدة أو داعش في المنطقة"، مؤكدا رفضه "العنف والترهيب والبلطجة".

"آراب أيدول" ضد الدين و يفسد الأخلاق

في جث المثلث، اعتبر رجال دين أن حفل "نجوم المثلث" الذي كان يفترض أن يشارك فيه هيثم خلايلة، أحد المتبارين السابقين في برنامج "آراب آيدول"، "ضد الدين ويفسد الاخلاق"، وألغى المنظمون الحفل بسبب الضغوط، بحسب ما أفادت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومنع قبل ذلك عرض فيلم "المخلص" عن حياة السيد المسيح في مدينة سخنين بعد ضغوط قامت بها مجموعات إسلامية وأئمة.

محمود درويش "اسم غير مرغوب به"

وطالب أربعة أئمة في مدينة الطيبة بتغيير اسم شارع محمود درويش إلى شارع مكة أو الخلفاء، وتصدت لهم اللجنة الشعبية (مجتمع مدني).

فيلم "عمر" يتسبب في طرد مدرس من عمله

وطرد المدرس علي مواسي من مدرسة ابن سينا في باقة الغربية بسبب عرضه فيلم "عمر" الفلسطيني على تلامذته، قبل أن تعيده محكمة العمل في حيفا إلى عمله.

ويروي فيلم "عمر" جانبا من جوانب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال قصة حب. ويتناول الخيارات الصعبة التي أقدم عليها عمر، الخباز الفلسطيني الذي تورط في قتل جندي إسرائيلي، والضغوط التي مورست عليه ليعمل مع الاستخبارات الإسرائيلية. وقد رشح الفيلم لجائزة "أوسكار" عن فئة أفضل فيلم أجنبي.

وروى علي مواسي لوكالة فرانس برس أن رجلين من "نادي هداية" السلفي اقتحما حرم المدرسة "وهاجماني في غرفة المعلمين وهدداني".

ونشر النادي بيانا اعتبر أن الفيلم "يحوي مشاهد صادمة وخادشة للحياء"، واعتبر أن "الشرف والدين (...) خط أحمر"، مهددا من يتجرأ على المس بهما بـ"العقاب ودفع الثمن غاليا".

وينشط السلفيون عبر جمعيات ونواد ومساجد ومواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ويتجمعون تحت مسميات عديدة في القرى العربية الإسرائيلية.

فرانس 24/ أ ف ب