تخطي إلى المحتوى الرئيسي
النزاع السوري

سوريا: هل تواجه الفصائل المقاتلة خطر الانهيار بعد مكاسب قوات النظام؟

يرى محللون أن السعودية وتركيا قد ترسلان عددا محدودا من القوات البرية إلى سوريا لدعم فصائل المعارضة، خشية أن تواجه هزيمة ساحقة محتملة من قبل النظام السوري المدعوم من روسيا. وذلك بعد تقدم قوات النظام في مناطق عدة، وقطع طريق إمداد رئيسية إلى حلب، الأمر الذي يهدد بمحاصرتها كليا.

أ ف ب/ أرشيف
إعلان

قال محللون إن الفصائل المقاتلة ومؤيديها من الدول باتت أمام عدد قليل من الخيارات لمنع قوات النظام من تحقيق تقدم جديد بعد انهيار محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة.

ويوضح إميل حكيم الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن "مسار الفصائل إلى انحدار، ويزداد هذا الانحدار بشكل متزايد".

من جهته، يعتبر فابريس بالانش الباحث في المعهد ذاته في واشنطن "إنها نقطة تحول في الحرب".

ويضيف "لقد أرادت المعارضة جعل حلب ومحافظة إدلب قاعدة ‘سوريا الحرة‘. لقد انتهى ذلك".

حصار حلب

ويقول فيصل عيتاني، من مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط في "إتلانتيك كاونسيل"، إن حلب "ببساطة تشكل عرضا أوليا حول كيفية قدرة مزيج من القوة الجوية الروسية والمستشارين على التعويض عن إمكانيات منخفضة نسبيا للنظام والنقص في العديد".

وتواجه الفصائل المقاتلة ونحو 350 ألفا من المدنيين داخل الأحياء الشرقية لمدينة حلب احتمال فرض حصار كامل من قبل قوات النظام، وهو أسلوب تم استخدامه مع تأثيرات مدمرة ضد المعاقل السابقة للفصائل المقاتلة مثل حمص.

ويضيف عيتاني إن "قسما كبيرا من الطرفين (المسلحين والمدنيين) سيلقون حتفهم بفعل القصف والتجويع والنقص في المواد الناجم عن الحصار".

ويتابع إن "المقاتلين في الداخل سيلقون مصرعهم أو يجبرون على الاستسلام" متوقعا موجات جديدة من اللاجئين.

ويوضح مأمون الخطيب مدير وكالة شهبا برس في حلب أن "ما يحبط الثوار أكثر هو أن الدول التي تدعي أنها صديقتهم تكتفي بالكلام الفارغ وتقف على الحياد".

خيارات قليلة

سعت الفصائل المقاتلة في سوريا منذ فترة طويلة إلى امتلاك أسلحة مضادة للطائرات من الداعمين الدوليين، لكن واشنطن تعارض ذلك خوفا من أن ينتهي بها المطاف في أيدي الجهاديين مثل جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) أو تنظيم الدولة الإسلامية.

ويحذر حكيم من لجوء بعض الفصائل التي تشعر بأن القوى الداعمة خانتها إلى المجموعات الجهادية.

ويتابع حكيم "ما يفعله الروس والأسد هو أنهم يريدون السيطرة على غرب سوريا وترك الأمريكيين يتعاملون مع الوحش الجهادي في شرق سوريا. وهذا ما يحدث بنجاح".

من جهته، يقول بالانش "أولئك الذين يريدون التفاوض في جنيف سيتهمون بالخيانة، حتى أكثر من ذلك نظرا للنتائج".

ويقول حكيم إن المحادثات ليست سوى "استعراض"، وستتواصل بشكل هش من دون تحقيق نتائج.

ويضيف أن "الولايات المتحدة مسرورة بوجود عملية تفاوض ومسرورة بالاختباء وراء ذلك".

الرياض وأنقرة قد ترسلان قوات إلى سوريا لدعم فصائل المعارضة

يشكل مصير الفصائل المقاتلة المدعومة سعوديا في سوريا والتي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، مصدر قلق كبير للسعودية.

ويعتبر أندرياس كريغ من قسم الدراسات الدفاعية في كلية "كينغ" في لندن بأن السعودية "مستميتة للقيام بشيء ما في سوريا".

ويقول إن المعارضة "المعتدلة" تواجه خطر التعرض لهزيمة كبيرة في حال سيطرت قوات النظام على حلب، ويضيف كريغ الذي يعمل أيضا مستشارا للقوات المسلحة القطرية "إنها مشكلة بالنسبة إلى السعودية وقطر اللتين استثمرتا بكثافة في سوريا من خلال طرح المعارضة المعتدلة كبديل على الأرض".

ويضيف أن "تركيا والسعودية في حاجة إلى تغيير مسار هذه الحرب. لذا فإن أي تدخل سعودي سيكون بالتعاون مع الدوحة وأنقرة".

وفي هذا السياق، يشير مصطفى العاني من مركز أبحاث الخليج إلى أن "السعوديين يعتقدون أن فرصة التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية محدودة جدا".

ويضيف العاني "إنهم لا يرون أن هناك ضغوطا حقيقية على النظام لتقديم تنازلات كبيرة (...) ويعتقدون أن الامور ستحسم ميدانيا في نهاية المطاف".

ويوضح أن "تركيا متحمسة لهذا الخيار (إرسال قوات برية) منذ بدأ الروس حملتهم الجوية ومحاولته إخراج تركيا من المعادلة".

لكن العاني يرى على غرار محللين آخرين أن التدخل السعودي سيكون محدودا، نظرا إلى كون الرياض تقود تحالفا عربيا مستقلا يقاتل في اليمن منذ عام تقريبا، وتحرس الحدود الجنوبية للمملكة من هجمات المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران.

قوات خاصة سعودية

ويقول العاني إن السعوديين "منهكون، ولكن من حيث المبدأ أعتقد أنهم لن يترددوا في إرسال عدد معين من مقاتليهم للقتال في سوريا"، مضيفا أن ذلك من المحتمل أن يشمل قوات خاصة سعودية.

ويوضح كريغ أنه مع "تعثر" السعودية ودول خليجية أخرى في اليمن، لا يمكن توقع سوى امكانية توسيع عمليات "التدريب والتجهيز" وإرسال قوات خاصة خليجية لمساعدة المعارضة المسلحة في سوريا.

ويقول ان "لدى السعودية وقطر شبكات على الأرض"، ويرى الدوحة حلقة وصل بين الرياض وانقرة وسط تحسن العلاقات بين البلدين.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أبدت الإمارات استعدادها أيضا لإرسال قوات برية لمحاربة الجهاديين في سوريا.

 

فرانس 24 / أ ف ب
 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

مشاركة :
الصفحة غير متوفرة

المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.