تخطي إلى المحتوى الرئيسي
مصر

هل القوات المصرية جاهزة لوقف نزيف الاعتداءات الإرهابية؟

تزايد العمليات الإرهابية الدامية في مناطق مختلفة من مصر، يدفع بعض المراقبين إلى التشكيك في قدرة الجيش المصري على وقف نزيفها، معللين ذلك بمجموعة من العوامل، التي يستفيد منها الجهاديون.

- السيسي بين أفراد أسرة النائب العام هشام بركات الذي قتل في اعتداء إرهابي
- السيسي بين أفراد أسرة النائب العام هشام بركات الذي قتل في اعتداء إرهابي أ ف ب
إعلان

بعد عامين على إطلاق حملته العسكرية، لم يتمكن الجيش المصري بعد من طرد جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية" من سيناء، شبه الجزيرة المضطربة تاريخيا حيث يستفيد الجهاديون من جغرافية المنطقة ودعم جزء من السكان.

وأثبت التنظيم الجهادي الأربعاء قدرته على التحرك عند شنه سلسلة هجمات غير مسبوقة على مواقع للجيش، أسفرت عن مقتل 70 شخصا في بلدة الشيخ زويد في شمال سيناء بحسب مسؤولين، فيما أعلن الجيش مقتل 17 جنديا و100 جهادي.

وسلسلة الاعتداءات هذه هي الأضخم منذ بدء الهجمات التي أسفرت عن مقتل مئات الجنود والشرطيين منذ عزل الجيش المصري للرئيس الإسلامي محمد مرسي في 2013.

جاهزية الجيش لمواجهة إرهاب تنظيم "الدولة الإسلامية"

اعتبر ماتيو غيدير الاختصاصي الفرنسي في الحركات الجهادية أن هذه الهجمات "غير مسبوقة سواء على مستوى كثافتها وعددها وقوتها الضاربة".

وأضاف أن "الجيش المصري غير جاهز لمواجهة حرب عصابات إسلامية شديدة التنظيم ينفذها عناصر مدربون جيدا".

وأضاف أستاذ الجغرافيا السياسية العربية في جامعة تولوز أن "المنظمة تنمو بسرعة. ففي العام الفائت لم تكن تعد أكثر من ألف مقاتل". وتابع "من الجلي أن مقاتلين مصريين عادوا من الجبهتين السورية والعراقية وينقلون خبرتهم القتالية إلى الآخرين".

للمزيد: من هو فرع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر الذي نفذ الهجوم الأخير في سيناء؟

العوامل التي يستفيد منها الجهاديون

أشار مايكل وحيد حنا من مركز "ذا سنتشوري فاونديشن" الأمريكي للدراسات أن "العزلة السياسية لسيناء شكلت عاملا رئيسيا أجاز توسع التمرد فيما ساهمت الجغرافيا في تعزيز الحركات الجهادية".

ويستفيد الجهاديون الذين ينتمون بأغلبيتهم إلى قبائل من سيناء تؤكد تعرضها للتهميش والتمييز في سياسات القاهرة، من التضاريس الجبلية في سيناء والتي تبلغ أعلاها 2642 م.

وتتزود الجماعات المسلحة بالأسلحة بشكل خاص من "الأسواق السوداء في السودان وتشاد والنيجر" بحسب غيدير.

كما أن الإجراءات التي اتخذها الجيش المصري منذ عامين بعيدة جدا عن إنهاء العنف. فبعد هجوم دام في تشرين الأول/أكتوبر فرضت حالة الطوارئ ومنع التجول في جزء من شمال سيناء قرب الحدود مع قطاع غزة الفلسطيني.

كما بدأ الجيش بناء منطقة عازلة على طول هذه الحدود، ما استدعى طرد حوالى ألف عائلة من منازلها.

واعتبر زاك غولد الخبير في مجموعة الأبحاث الأمريكية "أمريكان سيكيوريتي بروجكت"، أن هذه الإجراءات "تؤثر سلبا على المدنيين أكثر مما تطال الجهاديين". ورأى حنا أن الإخفاقات المتكررة للسلطات أمام التمرد تلقي بظلها على وعود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش السابق الذي أطاح بمرسي ويطرح نفسه بأنه درع ضد "الإرهاب" ويتعهد بإعادة الأمن إلى البلاد.

وأضاف الخبير "لكن على المدى القصير"، هذه الهجمات "ستعزز الدعم الشعبوي للإجراءات القمعية" في شمال شبه الجزيرة، حسب ما يتوقعه.

 

فرانس 24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

مشاركة :
الصفحة غير متوفرة

المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.