ملايين الجرعات من عقار مضاد لإيبولا بحلول عام 2015

  • جيمس غالاغار
  • مراسل الشؤون الصحية - بي بي سي
نبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه العقارات لن تحمل لوحدها "مفعولا سحريا" في إنهاء انتشار المرض
التعليق على الصورة،

نبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه العقارات لن تحمل لوحدها "مفعولا سحريا" في إنهاء انتشار المرض

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الملايين من جرعات العقار التجريبي المقاوم لفيروس إيبولا سيجري إنتاجها بنهاية عام 2015.

وقالت المنظمة إن "مئات الآلاف" من الجرعات سيجري إنتاجها خلال النصف الأول من العام.

ومن الممكن أن تعطى جرعات من العقار المضاد للفيروس للعاملين في المجال الصحي في الخطوط الأمامية لمكافحة المرض في دول غرب أفريقيا بحلول شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2014.

إلا أن المنظمة نبهت على أن هذه العقارات لن تحمل "مفعولا سحريا" في إنهاء انتشار المرض.

ولم يجر التوصل إلى علاج أو عقار مضاد للفيروس ويقضي على المرض بشكل كامل حتى الآن.

وتعمل المنظمة على الإسراع بعملية تطوير العقار المضاد للفيروس الذي يعتبر أوسع انتشار لهذا الوباء في التاريخ.

ومن الطبيعي أن يستغرق الأمر سنوات لإنتاج عقار وتجربته، إلا أن شركات تصنيع الدواء تعمل حاليا على الخروج بنتيجة خلال أسابيع.

جرعة مناسبة

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

وحتى الآن يخضع عقاران تجريبيان من تطوير شركة "غلاكسو سميث كلاين" ووكالة الصحة العامة في كندا بالفعل لاختبارات السلامة الصحية.

ويجري اختبار عقار غلاكسو سميث كلاين في جمهورية مالي وفي المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. كما تجري الأبحاث حاليا على العقار الكندي في الولايات المتحدة مع توقعات بإجراء المزيد من الاختبارات على العقار في أوروبا وأفريقيا قريبا.

وينتظر أن تظهر النتائج في شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، ثم سيجري نقل تلك الاختبارات بعد ذلك إلى الدول المتضررة من الفيروس، بدءا من ليبيريا على الأرجح.

وسيسمح ذلك للباحثين أن يقيموا مدى فاعلية العقار وحجم الجرعة التي يجب تقديمها للتحصين.

وسيشارك العاملون في مجال الرعاية الصحية الذين يضعون أنفسهم في مخاطرة أثناء علاجهم المصابين به في غرب أفريقيا في التجارب الأولى للعقار.

وقالت منظمة الصحة إن من المنتظر أن تظهر النتائج الأولية لفاعلية هذا العقار التجريبي بحلول إبريل/ نيسان.

ولم توضع بعد خطة لاستخدام العقار على نطاق واسع قبل يونيو/ حزيران عام 2015، إلا أن المنظمة لم تستبعد القيام بذلك.

وقالت المنظمة إنه من المحتمل أن تكون العقارات هامة للقضاء على انتشار الفيروس، حتى وإن انخفض عدد الحالات خلال الأشهر القليلة القادمة.

من جانبها، قالت ماري بول كييني، المدير العام المساعد في منظمة الصحة العالمية: "بالرغم من أننا نأمل أن يكون للاستجابة الواسعة تأثير على الوباء، إلا أنه يجب الاحتياط بتحضير أكبر قدر ممكن من العقار في حال ثبتت فاعليته".

وتابعت قائلة: "إذا لم تكن الجهود الهائلة في مواجهة الفيروس غير كافية، فحينها سيكون العقار وسيلة شديدة الأهمية في أيدينا".

يرى اختصاصيون أن عملية نقل العقار إلى غرب أفريقيا بعد تطويره ستمثل تحديا كبيرا

صدر الصورة، PHAC

التعليق على الصورة،

يرى اختصاصيون أن عملية نقل العقار إلى غرب أفريقيا بعد تطويره ستمثل تحديا كبيرا

وتأتي هذه الخطة بعد يوم من المباحثات التي شهدتها المنظمة في مدينة جنيف السويسرية.

وإلى جانب هذين العقارين التجريبيين، توجد خمسة عقارات أخرى في طور التطوير، والتي من المنتظر أن تلعب دورا في مقاومة انتشار المرض.

وسيسهم البنك الدولي ومنظمة أطباء بلا حدود في تمويل عملية تطوير العقار.

وقالت مارتا توفيت، من أمانة "ويلكوم" والتي شاركت في المحادثات في جنيف، لبي بي سي: "أعتقد أننا حققنا خطوات واسعة للأمام، لقد كان لقاء شديد الأهمية".

وتابعت: "يتمثل الخبر الهام في أن المال لا يبدو أمرا معضلا، فهذا الأمر يلقى دعما من الجميع، ونحن نسعى لمجرد التأكد من مدى جاهزيتنا".

وأضافت: "في النهاية، ستنجح الطريقة القياسية لمراقبة الصحة العامة، إلا أنه يمكن للعقار أن يحمل تأثيرا قويا للغاية في مواجهة الوباء الحالي".

ويدور الحديث أيضا عن إمكانية تخصيص "صندوق للتعويض" في حال ما إذا حصل رد فعل انتكاسي من العقار على من خضعوا لتجربته.

إلا أنه ولحين الانتهاء من تطوير عقار ينجح في إيقاف الفيروس من الانتشار، فإن عزل المصابين سيظل هو الاستراتيجية الأهم لاحتواء انتشاره.

مخاطرة كبرى

وعلق جوناثان بول، أستاذ علم الفيروسات بجامعة نوتينغهام، قائلا: "تعتبر هذه مخاطرة كبرى، لأننا ببساطة لا نعلم ما إذا كان العقار سيكون فعالا أم لا، لذا يجب علينا أن نكون مستعدين لحدوث الأسوأ."

وأضاف أن نقل العقار سيمثل تحديا كبيرا في أفريقيا، نظرا لكونه يحتاج لأن يخزن في درجات حرارة شديدة الانخفاض.

ويقول بنجامين نيومان، من جامعة ريدينغ، في حديث مع بي بي سي إنه كانت هناك فيروسات انتشرت بنفس القدر من الخطورة والعنف في أوروبا والأمريكيتين وجرى احتواؤها بالإمكانيات الأساسية.

وأضاف نيومان أنه وبكل هذا الحديث عن العقار، "فإن أقصر الطرق في مواجهة أي نوع من الفيروسات لا يزال موجودا في المستشفى".