مهرجان من أجل السلام في بغداد رغم المعاناة

يهدف مهرجان العام الحالي إلى جمع تبرعات لصالح النازحين المحليين في العراق.

صدر الصورة، BBC World Service

التعليق على الصورة، يهدف مهرجان العام الحالي إلى جمع تبرعات لصالح النازحين المحليين في العراق.

ينظم مهرجان سنوي من أجل السلام في العاصمة العراقية بغداد بصورة منتظمة منذ عام 2011.

وتعقد الفعالية في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول الذي أعلنته الأمم المتحدة يوما لتعزيز السلام بين الشعوب تحت اسم "اليوم العالمي للسلام".

ويهدف مهرجان العام الحالي إلى جمع تبرعات لصالح النازحين المحليين في العراق.

مروة النجار، من بي بي سي عربي، تحدثت إلى منظمين ومتطوعين في المهرجان:

نوف عاصي (25 عاما) - منظم ومتطوع

في عام 2011، بحثت مع صديق لي يدعى زين عن كلمة بغداد عبر محرك البحث "غوغل"، ولم تظهر لي حينها إلا صور أعمال عنف وقتل ودماء وانفجارات.

وبعد ذلك بحثت عن كلمة "عراقي يضحك" ولم يظهر شيء باستثناء صورة لاعب في المنتخب العراقي لكرة القدم فاز بجائزة آنذاك.

وأخذنا نبحث عن مجموعة من الكلمات، ولم يظهر شيء عبر شبكة الانترنت يدعم فكرة أن بغداد كان يطلق عليها "مدينة السلام".

أردنا تغيير تلك الصورة السائدة، وواتنا فكرة بسيطة وهي أن نضيء شموعا في منطقتنا في "اليوم العالمي للسلام".

وبعد ذلك عرض شخص عمل مسرح وتقديم بعض المسرحيات، واقترح شباب عراقيون تشكيل فرقة لعزف الموسيقى.

وانتهت فكرة إضاءة الشموع بمهرجان لم يتكلف شيئا فقد كان الجميع يتطوع من أجل إنجاح ذلك.

وفي العام الأول كان هناك 50 متطوعا، لكن في العام الحالي لدينا 300 متطوع.

أعطينا أنفسنا مدة ثلاثة أشهر للتجهيز للمهرجان.

تساعد الفعالية المشاركين على التعرف على بعضهم والعمل سويا، وهو ما يزكي روح التعاون مع إعطاء العراقيين الشباب فرصة لإظهار مواهبهم.

شعارنا خلال العام الحالي هو "بالمحافظة على حقوق النازحين المحليين، يمكن تحقيق السلام."

ونركز هذا العام على جمع ما نستطيع من مال لمساعدة العراقيين النازحين محليا الذين تعوزهم أسباب العيش.

وهدفنا بشكل عام هو نشر فكرة إقامة مهرجانات من أجل السلام في كافة المحافظات العراقية الأخرى. وأقيم في محافظة البصرة مهرجانان من أجل السلام بمساعدتنا ونصائحنا.

زين محمد (26 عاما) - منظم ومتطوع

نريد أن نحلم بالسلام، حتى لو كان من الصعب تحقيق ذلك في العراق حاليا، لكنا نريد أن نحلم به.

العام الحالي مختلف عن الأعوام السابقة التي كان يعقد فيها المهرجان. العام الحالي يعد الأصعب والأكثر تحديا لعدة أسباب من بينها أن بعض الناس لا يقبلون فكرة المهرجان، بالإضافة إلى نزوح الكثير من المنظمين الأصليين من العراق.

واقترح بالفعل عدم تنظيم مهرجان العام الحالي. وعندما أعلنا عن أول اجتماع لنا لتنظيم المهرجان، كان أول سؤال "أي سلام تتحدث عنه؟".

الكثير من المواطنين الذين يعيشون في العراق وخارجه يسألونا "كيف يمكنكم أن ترقصوا وتغنوا في ظل تدهور الوضع في العراق وانتشار الميليشيات ونمو الطائفية؟"

لكن المهرجان يروج لفكرة أن الناس يمكنها استخدام الفن والموهبة لجمع الأموال ومساعدة المواطنين النازحين محليا.

وهذا أول عام نحصل فيه على رعاية محلية ودعم من شركات عراقية، وهو ما يظهر مدى القبول الذي يحظى به المهرجان.

ويعد هذا التطور مهما بالنسبة لنا فنحن لا نحصل على مساعدات حكومية.

رسل كامل (27 عاما) - متطوعة منذ 2011

خلال العام الحالي، اهتمّ مع مجموعة من خمسة أشخاص بالجانب المرتبط بوسائل التواصل الاجتماعي خلال تنظيم المهرجان.

نهدف إلى نشر مبادئ السلام والتعايش، حيث نعتقد أن السلام السبيل الوحيد للتغلب على كافة المشاكل التي يعاني منها العراق.

إيماني بأهمية السلام وكيف يمكن أن يساعدنا على العيش سويا هو ما جعلني اتطوع في المهرجان.

التطوع جعلني أشعر بأني إنسانة، إذ يمكنني أن أفعل شيئا لبلدي. وجعلني هذا أكثر إيجابية في حياتي الشخصية، وتمكنت من تجنب السلبية ومشاكل أخرى تحدق بي.

سلام علي (22 عاما) - مغني في فرقة المهرجان

أشارك في المهرجان للمرة الثالثة. في البداية كنت أتولى مهمة استقبال القادمين للمشاركة في المهرجان.

لكن هذه الفعالية جعلتني أتغلب على رهبتي من الغناء، وتمكنت من تنمية موهبتي في الغناء بعد زيادة ثقتي في نفسي بالمشاركة في المهرجان.

توجد فرقتان مشاركتان في المهرجان، إحداهما متخصصة في الموسيقى الشرقية والأخرى متخصصة في الموسيقى الغربية، وهي التي أشارك فيها.

تطوعت في البداية بدافع الفضول، فقد أردت حينها أن أعرف طبيعة المهرجان وأردت اختبار فكرة التطوع بشكل عام.

لا يوجد بيننا فوارق، حيث نشترك جميعا في نفس الهدف وهو منح بغداد السلام الذي تستحق.