العدد 1911
الثلاثاء 07 يناير 2014
banner
البحرين بين فَكّي الكَمّاشة
في الصميم
الثلاثاء 07 يناير 2014

إذًا هي الحقيقة ولا سواها..
في جزيرة يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان، نستشف نحن الشعب أن البحرين وقعت بين فكي كماشة، فكها الأعلى الوفاق وجماعات التآمر في الداخل التي تضغط بكل قوة لتفتيت الوحدة الوطنية، ووضع العراقيل أمام أي دعوة صادقة للحوار وتسعى من أجل عرقلة أي مساع لإنقاذ البلد وانتشاله من أزمته.وفكها الأسفل إيران متمثلةً في مطامعها التي من خلالها تنظر إلى البحرين كجزء لا يتجزأ من أراضيها، يجب أن يعود ويلتحق بالوطن الأم، حيث إن ملالي قم وطهران تُصنف المملكة على أساس كونها المحافظة الإيرانية رقم (14(.لعلنا مجبرون على القول إن تحالف الوفاق ومرجعياتها الشيعية مع إيران ليس سوى دعم مباشر لخطط إيران وتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية.أتصور أن الظن لم يعد في حاجة إلى تأكيد، فكل من له عينان يبصر بهما، يعرف أن مؤسسي جمعية الوفاق الإسلامية أعضاء في حزب الدعوة – سابقًا – الذي هو نسخة مكررة من حزب الدعوة العراقي.
تلك حقيقة يقر بها قيادات الوفاق أنفسهم ومرجعياتهم الدينية ولا يستطيعون إنكارها أبدًا، وبالمناسبة، اعترافهم بكونهم من هذا الحزب يجر اعترافًا ضمنيًا بكون هذه الأحزاب التابعة إلى إيران تخضع لمفهوم ظلامي يأتي في درك تصنيفات الدكتاتورية والاستبدادية سوءًا هو “ولاية الفقيه”، هذا الخضوع يبوح بشيء من المفارقات المضحكة المبكية، فمن يُطالب بالديمقراطية يتدثر برداء رث يُغطي قُبح دكتاتورية مبادئه!
بلا شك، إن المتأمل للمشهد البحريني من قريب يكاد يجزم أن قيادات الوفاق تدين للولي الفقيه بالولاء والانتماء والطاعة العمياء، وفي أحيان تعتبر نفسها خادمًا في بلاط الولي الفقيه، فما زالت الذاكرة تحتفظ بصورة موقف أحد قيادات الوفاق وعضو كتلتها البرلمانية – حينها – جلال فيروز غلوم عندما وقف أمام رئيس مجلس الشورى الإيراني، قائلًا: “أنا خادمكم جلال فيروز”!
إذًا كيف نتصور لقوى سياسية في بلد عربي، أن تقبل بأن تضع نفسها خادمًا في يد نظام يحتل أراضي عربيةً ولم يفتأ قط في المطالبة بأراضي عربية أخرى؟، والسؤال الآخر هنا: هل الخادم رفض تنفيذ أوامر سيده؟
لذلك كله، حريًا على الأحرار في العالم العربي أن يتنبهوا، فالتاريخ لن يرحم من سار في درب لا يفضي إلا إلى إلغاء هوية كيان عربي مستقل تحت أي مسمى، الممانعة والمقاومة تارة، وحقوق الإنسان والديمقراطية تارةً أخرى.
ربما يقول البعض: “لكننا لا نقف مع إيران بل مع شعب البحرين وننتقد إيران في بياناتنا ومواقفها ضد عروبة أهل الخليج”، لهؤلاء نقول إن لعبة الأوراق الإيرانية أصبحت مكشوفة بالكامل بعد الدور الإيراني المخزي والمباشر والمتضامن مع ميليشيات حزب الله الموالية للولي الفقيه في غزو سوريا ومحاولات محو هويتها العربية، ولم يعد في الأمر سر، والجميع يعلم بأن نقد إيران على استحياء وتردد من قبل بعض القوميين العرب على تدخلاتها السافرة في دمشق، تم بطلب من إيران نفسها، لأنها تدرك أنه للإبقاء على مصداقية هؤلاء أمام أقرانهم العرب، وجوب السماح لهم بنقدها!
ونضيف قولا لهؤلاء ارفعوا عن أعينكم الغشاوة، ومزِّقوا نسيج الأوهام عن عقولكم، ربما يكون كلامي جارحاً لكنها الحقيقة العارية والصادقة التي قد تجرح لكنها حتمية لذهاب الغمة ورفع الغشاوة.
المرحلة التي يمر بها الوطن العربي والأمة العربية، مرحلة محملة بالتناقضات، وبالذات في فهم معنى الثورات، فهناك من يستغل غطاء ثورات الربيع العربي، ومرحلة النضال الديمقراطي، لتقسيم الأقطار العربية تمهيدًا لإعادة تشكيل المنطقة ضمن خطة “سايكس - بيكو 2” التي عبر عن شكلها أكثر من تصريح رسمي كان من أحدثها ما قاله نائب وزير خارجية الكيان الصهيوني إن الوطن العربي معرض لأن يكون 35 دولة!
في ظل هذه الأتراح والمصائب على الأمة، نضع أيدينا على قلوبنا في البحرين، ونحن نرى أن مخطط التقسيم آخذ في السير قُدمًا بمخالب عدة، منها المخلب الإيراني الذي اقتطع العراق من أمته بمساعدة “الشيطان الأكبر” واليوم يشحذ سكينته باستخدام شبيحته في سوريا، معملًا نصلها في رقاب الأطفال والنساء، وغدًا – لا سمح الله – يُنذر بدور أكثر جرما في البحرين، ما لم يستفق النائم من سباته ويعد العدة ليوم لا تنفع فيه كلمة مثل “ليت ولو”.
هي مرحلة دفاع عن الهوية القومية العربية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى من وجود مطامع فارسية وتهديد إيراني مباشر وصريح يهز كل أركان دول الخليج العربي خاصة، ودول العالم العربي عامة، وذلك بحسب ما تثبت التصريحات الإيرانية التي تغث العرب من المحيط إلى الخليج بحقد لا مبرر له.
اللهم قد بلغت، اللهم فأشهد..
من مقدمة كتابي الصادر مؤخرا “مؤامرة ولاية الفقيه علي البحرين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية